تشهد محافظة أسوان تصاعدًا خطيرًا في ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، حيث سجلت مديرية الصحة بالمحافظة نحو 11 ألف حالة عقر خلال العام
الماضي، مما أثار مخاوف جدية بشأن سلامة المواطنين، خاصة الأطفال، في ظل التأثيرات
الصحية والنفسية الخطيرة التي تتركها تلك الحوادث.
وفي هذا السياق، حذرت الدكتورة سهير عبده، نقيبة الأطباء البيطريين بأسوان، من تفاقم المشكلة، مؤكدة أن الظاهرة لا تقتصر على أسوان
فحسب، بل تمثل أزمة عامة على مستوى الجمهورية. وأشارت إلى العبء الاقتصادي الكبير
الذي تتحمله الأسر والقطاع الصحي، حيث تصل تكلفة علاج المصاب الواحد إلى نحو 600
جنيه نتيجة الحاجة إلى خمس جرعات من المصل المضاد للسعار.
ولمواجهة هذه الظاهرة، كشفت نقيبة البيطريين عن تبني
النقابة لاستراتيجية متكاملة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية:
1. التوعية المجتمعية، خاصة بين الأطفال والنساء، بكيفية التعامل
الآمن مع الكلاب الضالة.
2. حملات تطعيم شاملة للكلاب الضالة للوقاية من الأمراض وعلى رأسها
داء الكلب.
3. برامج تعقيم منهجية تهدف إلى تقليل أعداد الكلاب الضالة بشكل
مستدام.
كما أشادت الدكتورة سهير باللائحة التنفيذية الجديدة
لقانون اقتناء الحيوانات الخطرة والكلاب، التي صدرت قبل أيام، مشيرة إلى أنها تضع
ضوابط لترخيص وتعقيم الكلاب وتحدد شروط اصطحابها في الأماكن العامة، مؤكدة أن
تطبيق هذه القوانين يمثل خطوة هامة نحو الحد من الظاهرة.
وتطرقت في حديثها إلى واقعة "كلب المحلة"،
موضحة أن الإهمال في ترك الكلب دون رقابة أدى إلى إصابة عدد من الأطفال، مطالبة
المواطنين بضرورة الالتزام بترخيص حيواناتهم وتطعيمها وتعقيمها لدى الجهات المختصة.
وفي ختام تصريحها، وجهت الدكتورة سهير دعوة لكافة
الجهات المعنية في أسوان، من المحافظة ومديرية الطب البيطري والصحة، إلى جانب
منظمات المجتمع المدني، للتكاتف من أجل تنفيذ الحلول المطروحة وضمان بيئة أكثر
أمانًا وصحة للمواطنين.