أكد الدكتور عصام الروبي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن التفاني في إسعاد الآخرين هو السبيل الحقيقي لصلاح البال والسكينة في الحياة، مشددا على أن إسعاد النفس يبدأ أولًا بالعلاقة القوية مع الله عز وجل، من خلال أداء الفرائض، والوقوف بين يديه في الصلاة، والتقرب إليه بالدعاء وقراءة القرآن الكريم.
وأضاف خلال حلقة برنامج "وأصلح بالهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الإنسان عندما يشعر بالسعادة الداخلية، عليه أن ينقل هذه السعادة إلى أسرته، بدءًا من الزوجة والأبناء، وذلك من خلال الاحتواء، الرحمة، والتعامل بمودة كما أمر الله تعالى في قوله: "وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21). كما دعا إلى تفعيل ثقافة الاحتواء داخل الأسرة، والتعامل مع الزوجة والأبناء بحب ورحمة، مع الحرص على تربيتهم على القيم الإسلامية السليمة.
كما أشار إلى أهمية بر الوالدين، وضرورة معاملتهما بأقصى درجات اللطف والتواضع، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ" (الإسراء: 24)، موضحا أن الإنسان يجب أن يكون مثل العصفور الذي يتذلل لجناحيه ليتمكن من الطيران، فالتذلل للوالدين هو سبيل نيل رضا الله وسعادته في الدنيا والآخرة.
وشدد الدكتور عصام الروبي على أهمية التعامل بالحسنى مع الناس، خاصة الأقارب، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالخير والعفو، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ" (الرعد: 22)، مؤكدا أن المجتمع سيصبح أكثر ترابطًا وسعادة إذا التزم أفراده بهذه القيم النبيلة، داعيًا الله أن يجعلنا جميعًا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
