في شهر رمضان المبارك، يزداد حرص المسلمين على اغتنام لياليه المباركة، ومن أبرز العبادات التي تُقرّب العبد إلى الله هي صلاة التهجد، التي تُؤدَّى في الثلث الأخير من الليل، اقتداءً بسنة النبي ﷺ.

ما هي صلاة التهجد؟

التهجد في اللغة يعني السهر للصلاة بعد نوم، وهي نافلة يؤديها المسلم طلبًا للثواب والقرب من الله تعالى. وقد وردت مشروعيتها في قوله تعالى:
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ" (الإسراء: 79).

وقت صلاة التهجد

يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء ويمتد حتى أذان الفجر، لكن أفضل الأوقات هو الثلث الأخير من الليل، حيث قال النبي ﷺ:
"ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟".

كيفية أداء صلاة التهجد

تُصلَّى ركعتين ركعتين، يُسلّم المصلي بعد كل ركعتين، ويُختم بالوتر (ركعة واحدة أو ثلاث أو خمس), يُستحب الإطالة في القراءة والخشوع في الدعاء.

فضل صلاة التهجد

هي سنة مؤكدة تُكفّر الذنوب، وتُطهّر القلوب، وتُرفع بها الدرجات, ومن أدعية النبي ﷺ في التهجد:
"اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض... اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت..."

الفرق بين التهجد وقيام الليل

التهجد: يتطلب النوم قبله، ثم الاستيقاظ للصلاة.
قيام الليل: يشمل أي عبادة في الليل (صلاة، ذكر، قراءة قرآن)، سواء بعد نوم أو بدونه.

فرصة عظيمة في رمضان

رمضان هو موسم مضاعفة الحسنات، لذا فإن صلاة التهجد فرصة ذهبية للوقوف بين يدي الله بالدعاء والرجاء، واستجابة الدعوات في وقت يتنزل فيه الرحمن برحمته.

اللهم اجعلنا من أهل قيام الليل، واغفر لنا في هذا الشهر الفضيل، وبلّغنا ليلة القدر.