وصفت الدكتورة شيماء عرفة، أستاذ الطب النفسي، مرض الوسواس القهري بأنه من أقسى وأصعب الاضطرابات النفسية، بسبب الوعي الكامل عند المريض بسخف أفكاره، لكنه رغم كده مش قادر يتحكم فيها أو يتجاهلها، على عكس الفصام أو الاضطرابات الذهانية اللي بيكون فيها المريض غير مدرك لحالته.
وقالت أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: اللي بيعاني من الوسواس القهري بيكون عايش في صراع داخلي دائم، هو عارف إن الفكرة اللي بتلح عليه فكرة سخيفة وغير منطقية، لكنه مش قادر يوقفها، ومضطر يكرر سلوك معين علشان يقلل التوتر النفسي اللي بتسببه له الفكرة دي، حرفيًا بيتقطع من جوه، وده بيوصل لمرحلة إنها بتحرق 24 ساعة من يومه بدون راحة."
وعن أسباب الوسواس القهري، أوضحت: "بيظهر نتيجة نقص في النواقل العصبية في المخ، لكن كمان ليه جذور نفسية وتربوية من أول 3 سنين في عمر الطفل، لما بيكون في شدة زائدة أو دلال مفرط، أو ضغط تربوي كبير، زي إن الطفل يُجبر على سرعة التعلم، أو يُهدد بشكل مستمر، فده بيخلق بيئة خصبة لظهور الوسواس القهري في سن أكبر".
وأوضحت إن الأعراض بتختلف من شخص للتاني، لكنها بتدور حول فكرة أو صورة ذهنية سخيفة بتلح على الشخص، مثل: "لو ما عدّيتش من 1 لـ 3 ماما هتموت، لو ما لبستش التيشيرت ده، هيحصل حادث، ولو ما عدلتش البرواز، في كارثة هتحصل."
وقالت: "الطفل ساعات بيبقى حابس جواه الخوف، مش قادر يقول لحد، لأنه مقتنع إنه لو نطق، هيتحقق الشيء اللي بيخاف منه، فبيتقوقع جوه دماغه، ويفضل يكرر الأفعال القهرية زي إعادة الوضوء، إعادة الصلاة، العد، أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة."
وشددت على إن "الوسواس القهري بيجي لكل الناس بدون تفرقة سواء بنت أو ولد، نسبته متساوية 50/50، والوسواس القهري مش بس أفكار، ممكن يكون اندفاعات، زي إن الشخص فجأة تجيله رغبة عنيفة يعمل حاجة مؤذية، وهو عارف إنها غلط، لكنه متوتر جدًا ومش قادر يوقف الفكرة."
وأشارت إلى أن "بعض المرضى بيجي لهم وسواس في الدين، زي إعادة الوضوء أو الصلاة بشكل مفرط، أو أفكار غير مقبولة عن الذات الإلهية، وهنا بيكون الصراع مؤلم جدًا لأن المريض بيحب ربنا، لكن عقله بيلعب ضده".
وأضافت: "اسم المرض نفسه بيشرح مدى صعوبته.. وسواس قهري، لأنه بيقهرك في أكتر حاجة بتحبها، سواء كانت أمك، دينك، أو حتى نفسك.. العلاج موجود، لكنه بياخد وقت ومحتاج صبر، خصوصًا مع الأطفال والمراهقين، لأنهم بيكونوا عايزين يثقوا في المعالج عشان يفتحوا قلبهم ويحكوا.