شهدت سماء العالم فجر اليوم الأحد الموافق 13 أبريل 2025، ذروة جمالية فلكية مع اكتمال بدر شهر شوال، المعروف بظاهرة "القمر الوردي", وتزامن هذا الحدث مع وصول القمر إلى نسبة لمعان كاملة بلغت 100%، ليقدم مشهدًا خلابًا استقطب اهتمام المراقبين وعشاق الفلك حول العالم.
وعلى الرغم من اسمه الرومانسي، فإن "القمر الوردي" لا يكتسب لونًا ورديًا فعليًا, ويعود تسميته إلى تفتح زهرة "القبس الوردية" التي تزدهر في فصل الربيع بأمريكا الشمالية, وقد اعتادت القبائل الأمريكية الأصلية إطلاق هذا الاسم على بدر شهر أبريل احتفاءً بقدوم الربيع, كما يرتبط هذا البدر بتحديد موعد عيد الفصح المسيحي، الذي يقع بعد أول بدر مكتمل في فصل الربيع, ويُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل "قمر الفصح" و "قمر العشب النابت" و "قمر الأسماك".
وفي تصريحات للدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بلغ بدر شهر أبريل ذروة اكتماله فجر اليوم الأحد في تمام الساعة 2:24 صباحًا بتوقيت القاهرة، مكتمل الإضاءة بنسبة 100%, ويُعد هذا البدر هو الأول بعد الاعتدال الربيعي، مما يمنحه أهمية فلكية خاصة حيث يضيء سماء الليل بأكملها ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي.
تقابل كامل وإضاءة ليلية:
تحدث ظاهرة البدر الكامل عندما يكون القمر في حالة تقابل تام مع الشمس، حيث يشرق مع غروبها ويبقى مرئيًا ومضيئًا طوال الليل, وبالرغم من أن لحظة الاكتمال الدقيقة قد لا تكون واضحة بالعين المجردة، إلا أن القمر سيظل يبدو بدرًا مكتملًا خلال الفترة من 11 إلى 15 أبريل الجاري.وتعتبر هذه الفترة فرصة مثالية لهواة علم الفلك لمراقبة تضاريس سطح القمر بوضوح، بما في ذلك الفوهات البركانية والحفر النيزكية، وذلك بفضل سطوعه الكامل, وينصح الخبراء باستخدام تلسكوب صغير أو منظار مكبّر للاستمتاع بالتفاصيل الدقيقة لسطح القمر.
الأوج القمري وتأثير المد والجزر:
يُشار إلى أنه في يوم 14 أبريل، سيصل القمر إلى نقطة الأوج في مداره حول الأرض، وهي النقطة التي يكون فيها في أبعد مسافة عن كوكبنا، تقدر بحوالي 406,000 كيلومتر, وعندما يكون القمر في هذه المنطقة، تكون ظاهرة المد والجزر أقل حدة.ويظهر "القمر الوردي" سنويًا خلال شهر أبريل، ليجسد مزيجًا من جمال الطبيعة والأساطير الفلكية، ويستقطب ملايين المتابعين حول العالم الذين يترقبون هذا المشهد الساحر الذي يجمع بين روعة الكون وسحر فصل الربيع.
