أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الجماعات المتطرفة تحرف النصوص والعلوم الشرعية بما يخدم أهدافها، مشيرا إلى أن هذه الجماعات تتبنى تفسيرًا "حركيًا" للنصوص، سواء في تفسير القرآن أو في تفسير السيرة النبوية، بهدف توظيفها لخدمة مشروعها الخاص ومنهجها.
وأشار مفتي الديار المصرية السابق، خلال حلقة "بيان للناس"، المذاع على فضائية الناس، اليوم السبت، إلى أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى "لى" أعناق النصوص، سواء كانت آيات قرآنية أو مواقف من السيرة النبوية، لتمرير أفكارهم وأهدافهم، حيث يسعون إلى أخذ النصوص بعيدًا عن سياقها الشرعي وتفسيرها بما يتوافق مع مواقفهم، مؤكدا أن هذا التفسير المبتسر يفتقر إلى الفهم العميق والشامل للنصوص.
وأوضح أن قراءة النصوص يجب أن تتم بطريقة متكاملة، حيث لا يمكن أخذ آية بعينها دون النظر إلى الآيات الأخرى التي تؤكدها أو تقيّد معناها، مستشهدا في ذلك بتفسير الإمام القرافي من علماء المالكية، الذي كان يؤمن بأهمية المنهج الكلي في تفسير النصوص، بحيث يُفهم النص في سياقه الكلي، ولا يُقتصر على تفسير جزئي قد يؤدي إلى تشويه المعنى.
وأكد أن هذه الطريقة في فهم النصوص تضمن عدم الوقوع في أخطاء فادحة، حيث أن الربط بين الجزئيات والكليات يجعل الفهم أكثر دقة ويمنع تحريف معاني النصوص.