أكد الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، أن تسوية الصفوف في الصلاة ليست مجرد مسألة تنظيمية، بل هي عبادة تعكس وحدة المسلمين وتناسقهم، كما أنها تحقق أحد مقاصد الشريعة في الجمال والنظام.
واستشهد الحجار خلال حلقة برنامج "الامثال النبوية"، المذاع على قناة الناس، بحديث رسول الله ﷺ عن أبي أمامة رضي الله عنه: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، سووا صفوفكم وسووا بين مناكبكم ولينوا بأيدي إخوانكم وسدوا الخلل، فإن الشيطان يدخل بينكم مثل الحذف" (رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن).
وأوضح أن المقصود بـ"الحذف" صغار الضأن، أي أن الفراغات بين المصلين تفتح المجال لدخول الشيطان بينهم كما يتسلل صغار الغنم.
وأشار الحجار إلى أن النبي ﷺ كان يسوّي الصفوف بنفسه ويحث الصحابة على ذلك، مشددًا على أن عدم الالتزام بتسوية الصف قد يؤدي إلى التفرقة والاختلاف بين المسلمين، وهو ما حذّر منه النبي ﷺ في قوله: "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
وأوضح أن الالتزام بتسوية الصفوف ليس فقط صورة من صور الجمال في الصلاة، بل هو انعكاس لحالة نفسية واجتماعية تعزز التآخي والتراحم بين المسلمين، مؤكدًا أن من اعتاد على النظام في عبادته سينعكس ذلك على سلوكه في حياته اليومية، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتناسق.
ودعا الحجار المسلمين إلى الحرص على هذه السُّنة النبوية لما تحمله من معانٍ تربوية وروحية، مشيرًا إلى أن صلاة الجماعة في صورتها المتكاملة تعزز الروابط الاجتماعية، حيث يتفقد المصلون بعضهم البعض، ويكونون سندًا لبعضهم في أوقات الشدة.