أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن طبيعة البشر هي الخطأ، وأن الجميع غير معصوم، مشددًا على أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع المخطئين يجب أن تقوم على الرحمة والحكمة، وليس الهجوم أو التشهير.
وأوضح الدكتورأيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم الثلاثاء، أن البعض، عند رؤية خطأ من شخص ما، يلجأ إلى الفضح والإهانة بدلًا من تقديم النصيحة بأسلوب حسن، مما قد يدفع المخطئ للاستمرار في خطئه بدلًا من التراجع عنه.
وأضاف: "سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الرحمة هي المفتاح الحقيقي للإصلاح، وأن التعامل مع المخطئين لا بد أن يكون بحكمة ورفق، لأن الله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة لكل الناس".
وأشار إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين تقديم النصح بحب وإصلاح الخطأ بلطف، وبين التشهير والإهانة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"، مؤكدا أن الناس لديها استعداد للاستماع للنصيحة والتغيير إذا قُدمت لهم بأسلوب لطيف ورحيم، مستدلًا بحديث النبي: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه".
وروى الدكتور أيمن أبو عمر موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي أخطأ في صلاته، حيث لم يعنفه أو يحرجه، بل علمه برفق حتى فهم الرجل الخطأ وأصلحه.
كما حذر من التسرع في الحكم على المخطئين ووصمهم بأنهم أشخاص سيئون، مشيرًا إلى حديث النبي: "من قال هلك الناس فهو أهلكهم"، موضحا أن كل إنسان لديه فرصة للتوبة والتغيير، داعيًا إلى منح المخطئين مساحة للاعتذار والإصلاح بدلًا من التشدد والقسوة، مستشهدًا بموقف النبي مع الرجل الذي كان يكثر شرب الخمر، ورغم ذلك قال عنه: "لا تلعنوه، فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله".
وشدد على أهمية الرحمة في تصحيح الأخطاء، والتعامل مع المخطئين بأسلوب يحفزهم على التوبة والتغيير، مستشهدًا بحديث النبي: "إنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"، داعيًا الجميع إلى اعتماد اللين والحكمة في النصيحة والإرشاد، لأن القسوة تبعد الناس، بينما الرحمة تجمعهم وتدفعهم نحو الصواب.