أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن القراءة هي الأساس في بناء وعي الإنسان وتطوير شخصيته، لافتا إلى أن القراءة ليست مجرد عادة أو رفاهية يمكن الاستغناء عنها، بل هي جزء أساسي من تطوير الإنسان، سواء في تخصصه أو في ثقافته العامة.
وأضاف الدكتور هشام ربيع، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الكثير من الناس قد يظن أن القراءة ليست ضرورية بعد الانتهاء من مراحل التعليم أو بعد الحصول على شهادة علمية، مشيرًا إلى أن هذا فهم خاطئ.
وأوضح: "البعض يعتقد أنه بعد الحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه يمكنه إغلاق الكتب والتوقف عن القراءة، لكن الحقيقة أن القراءة هي العلاج لكل المحن والمشكلات، وهي التي تفتح أفق الإنسان وتساعده في فهم الأمور من حوله بشكل أعمق."
وقال الدكتور هشام ربيع، إن أول ما نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وهو أمر لكل المسلمين بضرورة القراءة والتعلم المستمر", وأضاف: "إن القراءة هي مفتاح تطوير العقول وصناعة الحضارات، ومن خلالها يتمكن الإنسان من إدراك الواقع وفهم الاتجاهات الثقافية والاجتماعية."
وتابع أن القراءة لا تقتصر فقط على التخصص الدقيق للإنسان، بل يجب أن تشمل ثقافة واسعة تساهم في تشكيل العقلية العلمية والفكرية كما تحدث عن تأثير وسائل الإعلام الحديثة مثل السوشيال ميديا على بعض الأفراد الذين يشعرون بعدم القدرة على القراءة أو فقدان الدافع لذلك، قائلاً: "في ظل ما نعيشه من تقنيات حديثة، قد يعاني البعض من مشكلة في التركيز على القراءة، لكن يجب علينا جميعًا أن نعيد اكتشاف قيمة الكتاب والقراءة في حياتنا."
وأشار إلى ضرورة أن تكون القراءة أسلوب حياة، قائلًا: "على الجميع أن يجعل القراءة جزءًا من حياته اليومية، وأن يسعى لبناء عقلية فكرية مميزة، لأن الكتاب هو مصدر المعرفة والثقافة، وله دور كبير في تطوير المجتمع."
واستشهد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، عندما اشترط على الأسرى أن يعلموا بعض الصحابة القراءة والكتابة مقابل إطلاق سراحهم، مشيرًا إلى قيمة العلم والقراءة في كل الظروف، حتى في أصعب الأوقات وأضاف: "القراءة هي أساس بناء الحضارات، وإذا أردنا أن نصنع حضارة قوية، فعلينا أن نزرع في نفوس أبنائنا حب القراءة وأن نثقفهم بالمعرفة".