أثار الهجوم الذي شنَّه الوشق الصحراوي، المعروف أيضًا بعناق الأرض المصري، على مجموعة من الجنود الإسرائيليين في منطقة الحدود مع محافظة شمال سيناء، اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام العالمية, الهجوم أسفر عن إصابات بين الجنود قبل أن تتمكن السلطات الإسرائيلية من اصطياده، مما يسلط الضوء على قوة وشراسة هذا الحيوان الذي يُعد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض, يُذكر أن الوشق المصري كان يُستخدم في الماضي من قبل السلاطين في الصيد، بينما يقوم بعض الهواة المصريين بتربيته اليوم بهدف استعراضه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، تقدم صحيفة "الشروق" تفاصيل عن عناق الأرض المصري الشهير بالوشق الصحراوي، اعتمادًا على معلومات مستخلصة من كتب "دليل الثدييات الإفريقية"، و"قطط مصر القديمة"، والتبادل والتواصل في العصور القديمة.
الوشق المصري: ابن عم الوشق
رغم التشابه الكبير بين الوشق الصحراوي وقطط الوشق الأخرى، إلا أن الدراسات أكدت أن الوشق المصري ليس من فصيلة الأوشاق, يمكن التفريق بينهما بسهولة، إذ إن الأوشاق تتميز ببقع مرقطة على جلدها، في حين أن الوشق المصري خالٍ من هذه البقع, كما يتميز الوشق المصري بخطين أسودين على وجهه، مما يساعد في تمييزه عن الأوشاق, في الوقت الذي ينتشر فيه عناق الأرض في إفريقيا، تُهيمن الأوشاق على مناطق آسيا.ندرة الوشق المصري
أثار استغراب وسائل الإعلام الإسرائيلية ظهور الوشق الصحراوي واعتدائه على الجنود الإسرائيليين، وذلك بسبب شدة ندرة هذا الحيوان, يُعتبر الوشق المصري من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يتواجد بعدد قليل في جبال سيناء. تعود ندرة هذا الحيوان إلى كثرة صيده بسبب قيمة فرائه الثمين، فضلاً عن تدمير موائله الطبيعية والتي تضم الفرائس المناسبة له.
مواصفات الوشق المصري
الوشق المصري هو حيوان مفترس من فصيلة القطط متوسطة الحجم. يبلغ وزنه حوالي 13 كيلوجرامًا وطوله 80 سنتيمترًا، في حين يصل ارتفاعه إلى نصف متر عند الكتفين, يمتاز هذا الحيوان بأن له أنيابًا طويلة ومخالب حادة، مما يجعله حيوانًا خطيرًا على الإنسان رغم أنه لا يستطيع قتله, يتميز الوشق المصري أيضًا بفروة سميكة ذات لون أحمر غامق وذيل طويل، فضلاً عن أذنين سوداوين يحيط بهما وبر طويل يستخدمه في تحديد موقع فرائسه بدقة, كما تتميز عيون الوشق بأنها مستديرة وليست هلالية، ولديه وجه قصير مع بقع بيضاء على بعض مناطق وجهه.الوشق المصري في التاريخ
كان الوشق المصري جزءًا من تاريخ مصر القديم، حيث عرفه الفراعنة واعتبروه حيوانًا مقدسًا، وقاموا برسمه على مقابرهم ليحرسها، استنادًا إلى شراسته وقوته, وفي العصور اللاحقة، استخدمه سلاطين الهند المسلمون في الصيد والعروض الترفيهية, كما كان المسلمون في الصين يبيعونه مقابل الذهب والعملات النحاسية لتحسين علاقاتهم مع الأسر الحاكمة.اليوم، لا يزال الوشق المصري حاضراً في الثقافة الشعبية، حيث يتم تربيته في بعض المناطق من قبل هواة اقتناء الحيوانات البرية، ويظهر في العديد من الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين الشباب المصريين.