في إطار جهود وزارة الزراعة المستمرة للحفاظ على صحة المحاصيل الزراعية وزيادة الإنتاجية، أطلقت الإدارة المركزية لمكافحة الآفات حملة شاملة لمكافحة العديد من الآفات الزراعية التي تهدد المحاصيل الاستراتيجية في مصر.
تتضمن هذه الحملة أنشطة متكاملة، تشمل توعية المزارعين بأساليب مكافحة الآفات وتوفير المبيدات اللازمة، فضلاً عن تطبيق تقنيات حديثة في مجال مكافحة الحشائش والقوارض وذباب الفاكهة, كما تواصل الوزارة جهودها في استخدام الأساليب البيئية المستدامة، مثل المكافحة الحيوية، بهدف تقليل الاعتماد على المبيدات الكيماوية وتوفير بدائل آمنة.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز جهود الإدارة المركزية لمكافحة الآفات في مكافحة الحشائش والقوارض وذباب الفاكهة، بالإضافة إلى أبرز البرامج التي تم تنفيذها لتوعية المزارعين ودعمهم بالمستلزمات الضرورية لمكافحة هذه الآفات.
قال الدكتور أحمد رزق، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة، إن الإدارة تعمل حالياً على تنفيذ حملة مكثفة لمكافحة آفات محصول القمح، وذلك بالتعاون مع المديريات الزراعية والإدارات التابعة لها.
وتشمل الحملة توعية المزارعين بأساليب مكافحة الآفات وتوفير المبيدات اللازمة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات حقلية وجلسات نقاشية مباشرة مع المزارعين في الحقول، فضلاً عن عقد اجتماعات مع المزارعين في الإدارات الزراعية لشرح أنواع الحشائش وطرق مكافحتها.
وأشار الدكتور رزق إلى الفروق بين المحاصيل الصيفية والشتوية، حيث تختلف أنواع الحشائش بين الحشائش المعمرة، التي تبقى طوال العام مثل الحشائش الرفيعة الوراق، والحشائش الموسمية مثل الحشائش عريضة الأوراق.
كما أكد أن الإدارة المركزية لمكافحة الآفات تتعاون مع العديد من الجهات المعنية، مثل المعمل المركزي لحشائش مركز البحوث الزراعية، وتنظم ندوات إرشادية لمكافحة الحشائش, وتستمر الحملة حتى نهاية الشهر الجاري، على أن تعود للانطلاق في فبراير، وهو الشهر الذي يبدأ فيه موسم مكافحة الحشائش.
وأضاف رزق أن الإدارة تتبنى برنامجاً وطنياً لمكافحة آفة سوسة النخيل الحمراء، بالتعاون مع المجتمع المدني، بداية من الواحات البحرية في محافظة الجيزة، حيث تم توفير المبيدات اللازمة بأسعار مخفضة لدعم المزارعين.
كما أشار إلى أن الإدارة تراقب كافة أنحاء مصر وتعمل على ضبط المبيدات غير القانونية بالتعاون مع المعمل المركزي للمبيدات وشرطة المسطحات المائية، من خلال حملات مستمرة على محلات بيع المبيدات، حيث تتم مراقبة حوالي 1200 محل شهرياً للتأكد من عدم تداول مبيدات مغشوشة أو مهربة.
وفيما يتعلق بمكافحة ذباب الفاكهة، أكد الدكتور رزق أن الوزارة تتابع وتراقب إصابات ذباب الفاكهة، خاصة في محاصيل الخوخ، حيث بدأت الحملة في 6 محافظات وتم توسيعها حالياً لتشمل 9 محافظات، على أن تمتد لتشمل كافة محافظات مصر في المستقبل القريب.
وأوضح أن الحملة تهدف إلى رصد بؤر الإصابة وتوجيه التوصيات السريعة لدعم عمليات المكافحة، كما يتم التركيز على الحد من تأثير المبيدات على الثمار وضمان التخلص من المتبقيات، ما يساهم في تعزيز عمليات التصدير ويساهم في الحفاظ على سمعة المحاصيل المصرية في الأسواق العالمية.
وأضاف الدكتور رزق أن هناك برامج أخرى تهتم بصحة المواطن المصري، من خلال التعاون مع المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات وآفات الحشرات، حيث يتم جمع عينات من الحقول والأسواق بشكل مستمر لقياس نسبة المتبقيات, وفي حال تخطي النسبة المسموح بها، يتم توعية المزارعين في تلك المناطق للحد من استخدام المبيدات.
كما أشار إلى أهمية برنامج المكافحة الحيوية، الذي يشمل ثلاث مناطق لإنتاج عناصر المكافحة الحيوية، مثل المفترس الأكاروسي الذي يساهم في مكافحة الأكاروسات الضارة، ويشمل أيضاً إنتاج التابيوكا جرام للحشرات حرشفية الأجنحة, ويهدف البرنامج إلى التوسع في الإنتاج وزيادة كفاءة هذه المناطق.
وفي إطار سعي الوزارة لتطوير أساليب المكافحة وتقليل استخدام المبيدات على المدى الطويل، يخطط الدكتور رزق لتوسيع هذه المناطق من ثلاث إلى ست مناطق، بما يتماشى مع هدف الوزارة في إيجاد بدائل للمبيدات وتحقيق استدامة في الزراعة.
كما شدد على أهمية رصد آفات القوارض، التي تعد من الآفات الخطيرة، موضحاً أن الإدارة المركزية لمكافحة الآفات تواصل جهودها في هذا المجال، حيث تقوم بتنظيم ثلاث حملات قومية لمكافحة القوارض وتوفير الطعوم اللازمة لذلك في جميع المحافظات, وأكد أن التعاون مع الحكومة الألمانية في هذا المجال أسهم بشكل كبير في نجاح الحملة المستمرة منذ أكثر من عشرين عامًا.
