الجمعة، 22 شعبان 1446 ، 21 فبراير 2025

الكويكب YR4 يهدد الأرض.. الخطر يبلغ أعلى مستوى في التاريخ

"الكويكب YR4 يهدد الأرض.. الخطر يبلغ أعلى مستوى في التاريخ"
الكويكب YR4 يهدد الأرض.. الخطر يبلغ أعلى مستوى في التاريخ
أ أ
techno seeds
techno seeds
حدد علماء الفلك الكويكب 2024 YR4 كأكبر صخرة فضائية يحتمل أن تصطدم بالأرض، وفقًا لتقرير من "نيويورك تايمز"، تم اكتشاف الكويكب الذي يتراوح طوله بين 130 و300 قدم لأول مرة في ديسمبر 2024، ومن المتوقع أن يمر بالقرب من الأرض في عام 2032.
وقد قدر العلماء فرص اصطدامه بالأرض في 22 ديسمبر 2032 بنسبة 3.1٪، متفوقًا بذلك على الكويكب أبوفيس الذي كان يُعتبر تهديدًا سابقًا، حيث كانت فرص اصطدامه تصل إلى 2.7٪ قبل استبعاده كخطر.

بينما يظل احتمال اصطدام الكويكب 2024 YR4 بالأرض منخفضًا، يقوم الخبراء حاليًا بتقييم التأثيرات المحتملة والدمار الذي قد يتسبب فيه.

التأثير المحتمل للكويكب 2024 YR4 والدمار الذي قد يسببه

على الرغم من أن حجم الكويكب أصغر من كويكب أبوفيس، إلا أنه لا يزال قادرًا على إحداث دمار كبير حسب المكان الذي يدخل فيه الغلاف الجوي للأرض، تشير بعض التوقعات إلى أن المدن الكبرى مثل بوغوتا ولاغوس ومومباي قد تكون قريبة من مواقع الاصطدام المحتملة.

العامل الرئيسي الذي يحدد شدة تأثير الكويكب هو الطاقة الحركية، حيث أن السرعة والكتلة يلعبان دورًا كبيرًا في التأثير، بما أن معظم الكويكبات تسافر بسرعة تصل إلى 38000 ميل في الساعة، فإن حجم وتركيبة الكويكب 2024 YR4 ستكونان هما المحددان الرئيسيان لشدة تأثيره.

عدم اليقين العلمي وتركيب الكويكب

نظرًا لوجود بيانات رصدية محدودة، يمكن لعلماء الفلك فقط تقدير كتلة وكثافة الكويكب 2024 YR4. وأشار مارك بوسلو، الفيزيائي في مختبر لوس ألاموس الوطني، إلى أن هناك قدرًا كبيرًا من عدم اليقين في تقييمات الكويكب، موضحًا أن كثافة الكويكب ومساميته ستحددان كمية الطاقة التي سيتم إطلاقها عند الاصطدام.

وأوضح جاريث كولينز، خبير تأثيرات الكويكبات في إمبريال كوليدج لندن، قائلًا: "كلما كان الكويكب أكبر، كلما زاد خطره". وأضاف أن الزيادة الصغيرة في حجم الكويكب يمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في الأضرار المحتملة. فالكويكب الذي يبلغ قطره 300 قدم سيكون أكثر تدميرًا بكثير من كويكب قطره 130 قدمًا.

دور التركيب في التأثير

يعد التركيب أحد العوامل الحاسمة في تحديد شدة تأثير الكويكب. فإذا كان الكويكب 2024 YR4 يتكون بشكل رئيسي من الحديد، فإنه سيتغلغل بشكل أعمق في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تأثير أقوى. أما إذا كان الكويكب صخريًا، فمن المحتمل أن يتفتت خلال مروره عبر الغلاف الجوي.

المقارنات التاريخية: حدث تونغوسكا 

تستعرض الدكتورة كاثرين كوماموتو، رئيسة برنامج الدفاع الكوكبي في مختبر لورانس ليفرمور الوطني، التأثير المحتمل للكويكب 2024 YR4 مقارنة بحدث تونغوسكا الذي وقع عام 1908، حيث انفجر كويكب مشابه الحجم فوق سيبيريا، ونتج عن الانفجار قوة تعادل 12 ميغا طن من مادة تي إن تي، مما دمر غابة بحجم مدينة نيويورك مرتين.

من المرجح أن يكون للانفجار الجوي فوق المحيط عواقب محدودة، حيث صرح خبير ناسا لورين ويلر أنه من غير المرجح أن يولد تسونامي كبيرًا. ومع ذلك، فإن الانفجار الجوي فوق المدينة قد يكون كارثيًا، مع تحطم النوافذ، والأضرار الهيكلية، والإصابات الخطيرة.

كويكب يضرب الأرض.. سيناريوهات التأثير والعواقب

ستكون زاوية الدخول عاملاً حاسمًا، من شأن زاوية الدخول الحادة أن تزيد من فرص التأثير المباشر، مما قد يؤدي إلى تشكيل حفرة يصل عرضها إلى ثلثي ميل. من ناحية أخرى، قد تؤدي زاوية الدخول الضحلة إلى انفجار على ارتفاع عالٍ، مما يقلل من الضرر المباشر ولكنه لا يزال يتسبب في موجات صدمة على مناطق شاسعة.

كما حذر الدكتور مايكل أفتوسميس من مشروع تقييم تهديد الكويكبات التابع لوكالة ناسا من أن تأثير كويكب يبلغ ارتفاعه 300 قدم سيكون أكثر شدة، مع إمكانية حدوث دمار إقليمي شديد، إن الحرارة والموجة الصدمية الناتجة عن الانفجار قد تحرق الهياكل، وتسقط الجسور، وتقذف الحطام على بعد أميال.

جهود التخفيف وعدم اليقين

على الرغم من المخاطر المحتملة، يطمئن العلماء أن تأثير الكويكب 2024 YR4 لا يزال غير محتمل. ومع ذلك، فقد دفع هذا التهديد المنظمات المعنية بالدفاع الكوكبي إلى متابعة مسار الكويكب عن كثب.

وأشار الدكتور بوسلوف إلى أنه في أسوأ السيناريوهات، ستكون موجة الانفجار والانبعاثات الحرارية مدمرة على مسافات كبيرة. وأضافت الدكتورة كوماموتو: "سيكون الأشخاص الموجودون في المنطقة المتأثرة معرضين لخطر الإصابة الشديد".

بينما يترقب العالم وتراقب وكالات الدفاع الكوكبي احتمال اصطدام كويكب بالأرض، فإن هذه الوكالات تأخذ التهديد 2024 YR4 على محمل الجد وتعمل لضمان استعداد الأرض لأي طارئ.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة