أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن الرحمة بالأطفال ليست مجرد عاطفة، بل هي منهج نبوي أصيل رسمه النبي محمد ﷺ في تعامله مع الصغار، مشيرًا إلى أن الأطفال هم أجمل ما في الحياة، بقلوبهم الصافية وأرواحهم البريئة، مما يستوجب معاملتهم بالحب والصبر والرفق.
وأضاف خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، أن النبي ﷺ، رغم مسؤولياته العظيمة في بناء الأمة والدعوة، كان يولي الأطفال اهتمامًا خاصًا، فكان يلاعبهم، ويحملهم وهو يصلي، ويواسيهم في أحزانهم كما فعل مع الطفل الذي فقد طائره، مستشهدا بحديث النبي ﷺ عندما رأى أحد الصحابة لا يُقبّل أبناءه، فقال له: "من لا يَرحم لا يُرحم"، مؤكدًا أن الجزاء من جنس العمل، وأن القسوة مع الأطفال تنعكس على المجتمع كله.
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر أن التربية بالرحمة تخلق جيلاً متوازنًا نفسيًا، وقادرًا على مواجهة الحياة بثبات، على عكس الاعتقاد القديم بأن الشدة تصنع الرجال، مشددًا على أهمية التواصل الحقيقي مع الأبناء، وعدم اختزال العلاقة معهم في أوامر وتعليمات، بل يجب مشاركتهم أفكارهم واهتماماتهم، ودعمهم نفسيًا، وتشجيعهم بكلمات إيجابية تعزز ثقتهم بأنفسهم.
كما حذّر من استخدام "حق البر" كأداة للضغط على الأبناء، مشيرًا إلى أن الأطفال يتعلمون بالقدوة أكثر من الكلام، فإذا رأوا والديهم يتعاملون برحمة، سينشأون على ذلك.
وختم كلمته بدعوة الجميع آباءً ومعلمين ودعاة إلى تبني الرحمة كأسلوب حياة، لأنها تصنع أجيالًا تحمل راية الخير، وتحافظ على الدين، والوطن، والقيم.
