حذّرت الدكتورة إيمان الريس، استشاري تربوي وتعديل السلوك، من تجاهل بعض العوامل البسيطة التي تبدو غير مؤذية لكنها تؤثر بشكل كبير على سلوك الطفل وتركيزه وتوازنه النفسي، وفي مقدمتها نوعية الطعام، ساعات النوم، المقارنات بين الإخوة، وطريقة تعامل الأسرة الممتدة مع الطفل خاصة في حالات الانفصال.
وقالت استشاري تربوي وتعديل سلوك، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إن نوعية الأكل أصبحت أزمة حقيقية لدى كثير من الأطفال، قائلة: "الأكل من برّه، الفاست فود، والدليفري، والجَنك فود بقت حاجة أساسية في البيوت... وده سبب مباشر في التشتت وعدم التركيز عند الولاد."
وأضافت: "للأسف كتير من الأهل بقوا مشغولين، بيشتغلوا، فبقوا يهتموا بالأكل السريع.. بس ده هيؤدي بعدين لمشاكل، ويخليهم يصرفوا عند الدكاترة، لازم نرجع للأكل البيتي البسيط ونوازن شوية".
وتابعت: "الطفل اللي بينام طول الليل على الموبايل أو البلاي ستيشن ومابيذاكرش، أكيد مش هيكون مركز.. طيب شيل الموبايل، شيل البلاي ستيشن. لازم نراقب ساعات النوم، وننظم وقت اللعب".
وأشارت إلى أن بعض السلوكيات المتفلتة عند الطفل قد تكون بسبب المبالغة في التدليل من الجد أو الجدة، خاصة في حالات الطلاق أو الانفصال، موضحة: "بنلاقي دلع كتير قوي من الجد والجدة، وده بيخلي أي خطة علاجية للطفل تتلخبط.. تقولك الجدة: هو مش كفاية محروم من أبوه أو أمه؟ لأ، لازم نقول للطفل لا.. عشان نحميه، مش نعاقبه".
وأكدت الريس أن التربية أحيانًا تحتاج الحزم: "كلمة (لا) ممكن تنقذ ابنك، الإفراط في العطاء مش دايمًا حب، ساعات بيضر، بلاش نقارن بين الإخوات.. ربنا مدّي كل واحد حاجة، ما ينفعش نقول شاطر أو مش شاطر، التعليم مش كل حاجة".
وأكدت على أهمية بناء شخصية الطفل أولًا: "أنا دايمًا أسأل ولي الأمر: عايز ابنك يبقى مؤدب ولا شاطر؟ الطفل المؤدب هو اللي عنده ثقة، بيتكلم كويس، محبوب، عنده أصحاب.. ده أهم من إنه يجيب درجات بس".