أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن رعاية الأيتام والاهتمام بشؤونهم من أعظم القربات التي دعا إليها الإسلام، موضحًا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة شدّدا على ضرورة الإحسان إليهم وعدم ظلمهم أو قهرهم.
وأشار خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى أن النبي ﷺ عاش اليتم منذ صغره، مما جعله أكثر الناس رحمة وعطفًا على الأيتام، وكان دائم الحث على كفالتهم، حيث قال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، مما يدل على القرب الشديد بين كافل اليتيم والنبي ﷺ في الجنة.
وأضاف أن الإسلام لم يقتصر على الدعوة إلى توفير الاحتياجات المادية للأيتام، بل أكد على أهمية الرعاية النفسية والاجتماعية لهم، حيث يحتاجون إلى الحنان والاحتواء بقدر حاجتهم إلى المال، مشيرًا إلى أن الصحابة الكرام كانوا يهتمون بالأيتام ويجالسونهم ويطعمونهم كأنهم أبناؤهم.
وشدّد على خطورة ظلم الأيتام والاعتداء على حقوقهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا"، مؤكدًا أن الإساءة إليهم من كبائر الذنوب التي تستوجب العقاب الشديد.
ودعا المجتمع إلى تحمل مسؤولية الأيتام، ليس فقط من خلال الدعم المادي، ولكن عبر توفير بيئة حاضنة لهم، تقدم لهم الحب والاهتمام والرعاية الكاملة، حتى ينشؤوا أفرادًا صالحين نافعين لأنفسهم ومجتمعهم.