أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، على أهمية العلاقة بين الجيران في الإسلام، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد علاقة عابرة، بل قد يكون الجار أقرب إلى الإنسان من أهله وأقاربه بحكم العشرة والتواصل اليومي.
وأوضح خلال حلقة برنامج "رحماء بينهم"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأثنين، أن الإسلام رفع من شأن الجار، حتى اعتبر حسن المعاملة معه من علامات الإيمان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
وأضاف أن مفهوم الجار لا يقتصر على الساكن بجوارك فقط، بل يشمل زميل العمل، والتاجر المجاور في السوق، والزميل في الدراسة، وحتى الشخص الذي يجلس بجوارك في وسائل المواصلات، وكل هؤلاء لهم حقوق في حسن المعاملة وكف الأذى.
وأشار إلى أن النبي ﷺ حثّ على الإحسان إلى الجار ولو بأبسط الأمور، كما ورد في حديثه لأبي ذر: "يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك".
كما شدد على خطورة إيذاء الجيران، مبينًا أن امرأة كانت كثيرة العبادة لكنها كانت تؤذي جيرانها، فقال النبي ﷺ: "هي في النار"، مؤكدا أن الصبر على أذى الجار من شيم الكرام، مستشهدًا بقول الحسن البصري: "ليس حسن الجوار كف الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى".
وشدد على ضرورة التراحم بين الجيران، والتواصل في الأفراح والأحزان، والسؤال عن المريض، والمبادرة بالصلح عند حدوث خلافات، حتى يسود المجتمع روح المحبة والمودة، مصداقًا لقول النبي ﷺ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره".