أكد الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الحج ليس مجرد عبادة تؤدى ضمن مجموعة من الأركان الظاهرة، بل هو رحلة روحية فريدة تتجاوز حدود الجسد إلى أعماق النفس والقلب والعقل، تُعيد للإنسان صفاءه، وتُصلح مساره، وتمنحه فرصة جديدة للانطلاق نحو الله.
وأوضح العالم بوزارة الأوقاف، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الحج يتميز عن باقي أنواع السفر، لأنه سفر إلى الله سبحانه وتعالى، مقصدًا وغاية، وقال: "ما دام الإنسان ينوي بحجه وجه الله، فليعلم أن هذه الرحلة لا تقتصر على الطواف والسعي والوقوف، بل هي لحظة ميلاد جديد لقلبه، وتزكية لنفسه، واستقامة لعقله، وتحول شامل في طريقة نظره وتعامله مع الحياة".
وأضاف أن الجوارح في الحج لا تتحرك من تلقاء نفسها، بل تستمد سلوكها من قلب تجدد، ونفس تطهرت، وعقل تحرر من هوى النفس، ليصبح الإنسان أكثر وعيًا بضوابط الشرع، وأكثر حرصًا على موافقة تصرفاته لمراد الله وفطرته السليمة.
وأشار إلى أن من فهم الحج فهمًا روحيًا صحيحًا، سيجد أنه ليس مجرد أداء لمناسك، بل هو انتقال إلى حالة من الجمال الإيماني، والسمو الروحي، والاتصال العميق بالخالق.
وأضاف: "الحج رحلة إلى التعلّق، إلى التأنّق، إلى الفخامة الإلهية، إلى الجمال الرباني، إلى المغفرة، والعتق من النار، والحفاوة الربانية التي لا تُضاهى".
