عرف القطن المصرى على مر السنين بسمعته العالمية الطيبة خاصة من الأقطان طويلة التيلة والتى تشتهر بها مصر، نظرا لجودتها ونعومتها ومتانتها فضلا عن الإنتاجية العالية منها، حيث يمثل القطن أهمية بالنسبة للاقتصاد القومى فهو محصول استراتيجى تعتمد عليه الكثير من الصناعات، سواء الغزل والنسيج والملابس أو صناعة الأعلاف أو الصناعات الغذائية فضلاً عن قيمته التصديرية خاصة إذا ما تحقق له قيمة مضافة.
ومع التطور العلمى والاجتماعي أصبح القطن فى حاجة إلى مزيد من البحث والتطوير حتى يتماشى مع سياسة الدولة فى تحقيق الرخاء الإقتصادي وحتى يحقق أكبر عائد مجزٍ للمنتجين والمصدرين والغزالين، وهو الدور الذى يحمله خبراء معهد بحوث القطن على عاتقهم، لتوعية وتطوير خبرات المزارعين، من خلال القوافل الإرشادية لكل المناطق التى تزرع الذهب الأبيض، لتطبيق أفضل التوصيات الفنية الممكنة، التى تسهل مهمة المزارع فى الوصول إلى أعلى معدلات الإنتاجية والجودة.
قال الدكتور وليد يحيى وكيل معهد بحوث القطن للإنتاج أن مواعيد الزراعة المثلى للقطن والمتمثلة فى الوجه قبلى من منتصف شهر مارس حتى منتصف أبريل وفى ظل التغيرات المناخية من الممكن التأخير حتى نهاية أبريل، فى حين أنه فى الوجه البحرى تبدأ الزراعة فى 20 أبريل حتى 10 مايو.
أضاف يحيى أن الخريطة الصنفية لمحصول القطن هذا العام تتمثل فى عدد من الأصناف المنتشرة والتى يتم توزيعها وفقا لدرجات الحرارة والحصول على إنتاجية عالية.
وأضاف أن المعهد قام بعزل هجين مبشر جديد "جيزة 93 × جيزة 71" وهو من طبقة الأقطان فائقة الطول والنعومة وسيتم البدء فى تسجيل هذا الصنف فى موسم 2025 تحت اسم إكسترا جيزة 99 ليكون أحدث الأصناف المصرية وهو صنف يصل متوسط محصوله من 8 : 9 قنطار للفدان، يتميز بالتبكير كما أنه يجمع بين المحصول العالى وصفات جودة التيلة الممتازة.
أوضح يحيى أنه يوجد أيضاً جيزة 97 من طبقة الأقطان الطويلة للوجه البحرى والذى غطى الموسم الماضى محافظات المنوفية والقليوبية والغربية باستثناء المحلة الكبرى بالإضافة إلى 4 مراكز بمحافظة الشرقية ومركزى شبراخيت والرحمانية بمحافظة البحيرة، وهو أعلى الأصناف إنتاجًا، كما أنه أبكرها حيث تبلغ مدة بقاء المحصول من الزراعة وحتى الحصاد من 150: 160 يومًا، ويمكن زراعته عقب المحاصيل الشتوية وموفر للمياه بنسبة 15: 20%.
أضاف يحيى أن الأصناف التى يتم زراعتها فى الوجه القبلى لها من المميزات، وهى قدرتها على تحمل درجات الحرارة العالية وقصيرة العمر حيث تتراوح بين 150 إلى 160 يوم وقصيرة الحجم و بالتالي يتخللها أشعة الشمس.
منحنى التزهير ضيق و70% من اللوز يتفتح فى الجنية الأولى، وبعد 10 أيام يتم الحصول على الجنية الثانية.
من جانبه قال الدكتور مصطفى عمارة أن المساحة المستهدفة من زراعات القطن سنويا، تحددها الوزارة بحسب متطلبات السوق المحلى والعالمى ويصدر كل عام 6 قرارات وزارية لتنظيم زراعة القطن فى مصر.
وبالنسبة للسياسة الصنفية، يتم تحديد المساحات المزروعة فى المحافظات وكل صنف من أصناف القطن له منطقة يجود فيها، يتم تحديد المناطق المستهدفة بكل صنف ولا يجوز تغيره ومساحات الإكثار للتقاوى العام القادم، وتكون الزراعات فيها معزولة عزل تام عن بقية زراعات القطن المختلفة بمقدار كيلومتر على الأقل وتخصيص محلج لكل صنف للحفاظ على النقاوة الصنفية وتحديد نسبة قبول التقاوى لها حد معين من درجة الإنبات القوية للبذور بنسبة 72 % وتحديد سعر الضمان للمزارعين.
أضاف أن معهد بحوث القطن له دور مهم ورئيسى فى استراتيجية تطوير القطن وإنتاج أصناف جديدة، مشيرًا إلى أنه عند إنتاج صنف يكون أفضل من الموجود سواء فى المحصول أو صفات الجودة أو فى الاثنين معا، ودور المعهد إنتاج الأصناف الجيدة المقاومة للأمراض والآفات والمحافظة على إنتاج سلالات جديدة من التقاوى معتمدة تضمن الإنتاجية الجيدة للمزارع، ولضمان عدم الاعتماد على أصناف مجهولة يتم رفض الأقطان المخالفة للسياسة الزراعية بالمنطقة.
أوضح أن المعهد ينظم الحملات الارشادية للمزارعين، لتوعيتهم بأهم المعاملات الزراعية الجيدة لأصناف القطن، هذا بالإضافة إلى توعيتهم بأهم التوصيات الفنية لمحصول القطن، وأساليب الرى المناسبة للتغيرات المناخية،،ومحاربة الآفات والمبيدات الموصى بها من قبل وزارة الزراعة، لضمان ارتفاع الإنتاجية للفدان.
وتتضمن الخريطة الصنفية للقطن أصناف:
جيـزة 92: من طبقة الأقطان فائقة الطول بالوجه البحرى، حيـث يتميـز بالمتانـة العاليـة للشـعرة. تـم إنتاجـه بالتهجيـن بيـن جيـزة 84 و "جيـزة 74 × جيـزة 68" وتم زراعته ابتدءًا مـن موسم 2009 ويتميـز بالمتانـة العالية جدا بيـن جميع أصناف القطن المصرى، حيث تصل متانة التيلة لـه 50 جراما/ تكـس ويوصـى بزراعته بمحافظـة دميـاط.جيـزة 96: مــن الأصناف المستنبطة حديثــاً من طبقة الأقطان الفائقة الطول يتميــز بالمحصول العالــى وتصافى الحليــج والتبكيــر فــى النضج، تم إنتاجه بالتهجيـن بيـن الهجيـن الثلاثي "جيـزة 84 - جيـزة 70X جيزة 51 ب" وبـدأت زراعتـه تجاريـاً عـام 2017 وثبـت أنـه بديـل جيـد لجيـزة 70 ويمثـل حاليـاً قمـة الجـودة فـى هـذه الطبقـة فـى العالـم بســبب طــول التيلــة وانتظامــه ومتانــة التيلــة والغزل.
جيـزة 86: مـن طبقـة الأقطـان الطويلـة للوجـه البحـرى يتميـز بالإنتاجيـة المرتفعـة مـع تصافـى الحليـج العالـى "مـن الأصنـاف التصديريـة" وتـم إنتاجـه مـن التهجيـن بيـن جيـزة 75 وجيـزة 81 ويمتـاز بأطـول تيلـة فـى هـذه الطبقـة مــع انتظــام الطـول وارتفــاع المتانـة بدرجــة ملحوظـة، كل ذلـك أدى إلى ارتفــاع حــد الغزل والكفاءة الغزلية له إلى مستويات الأصنــاف فائقــة الطول ولذلــك فهــو منافس قوى لأصناف البيمــا الأمريكية ويمثل جودة عالية بسعر رخيـص نسبيًا.
جيـزة 94: وهو مـن الأصنـاف المسـتنبطة حديثـاً مـن طبقـة الأقطـان الطويلـة للوجـه البحـرى يتميـز بالمحصـول العالـى وتصافـى الحليـج المرتفـع ومبكـر النضـج، وتـم إنتاجـه بالتهجيـن بيـن السـالة 10229 وصنـف القطـن المصـرى جيـزة 86، وهـو أطـول تيلـة مـن جيـزة 86 ومتسـاو نسـبيا ً فـى المتانـة مـع جيـزة 86 ولكنـه أنعـم منـه وهو مـا رفـع حـد الغـزل والكفـاءة الغزليـة وصفـات جـودة الخيـوط الناتجـة مـن هـذا الصنـف.

جيـزة 97: باكورة الأصناف المصرية "من الاصناف المستنبطة حديثا من طبقة الأقطان الطويلة للوجه البحرى يتميز بالمحصول العالي وتصافى الحليج المرتفع ومبكر النضج يتحمل الظروف البيئية المغايرة" تم إنتاجه بالتهجين بين الآباء "جيزة 89 - 151 R -جيزة 86 - جيزة 94" وهــو يماثل الصنف جيزة 86 فى طول التيلة وأعلى نسبيا فى المتانة ولكنه أنعم منه وهو ما رفع حد الغزل والكفاءة الغزلية وصفات جودة الخيوط الناتجة من هذا الصنف.
جيـزة 95: من الأصناف المستنبطة حديثاً من طبقة الأقطان الطويلة للوجه القبلى، نتـج مـن التهجين بين الهجين الثانى "جيـزة 83-جيـزة 75×السـالة 5844 × جيـزة 80 " وتمـت تربيتـه ليحل محل جيزة 80 فــى المحافظات الشمالية من الوجه القبلى وهو متساوي فى طول التيلة وأفتح لونًا وأفضل فى متانة الغزل من جيزة 80 وجيزة 90 ولكنه أعلى من جيزة 80 وجيزة 90 فى المحصول وتصافى الحليج حيث وصل تصافى الصنف إلى 42% ومعدل حليج إلى 127 ويتحمل درجات الحرارة العالية للوجه القبلى.