انتقد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك ، الدول الأوربية ، بطريقة مبتكرة ،عندما تلقى سؤالا عن عودة أوروبا لاستخدام الفحم وتجاهلها أجندتها الخضراء، إذ رد قائلا : إن أوروبا تحولت إلى الفحم ليس لأنها تؤمن وتربط مستقبل الطاقة به، بل لأنها اتخذت مجموعة من القرارات غير الفعالة وغير العقلانية - على حد وصفه - بتخليها عن استخدام غازنا الغاز الطبيعي الروسى .
نوفاك ، أكد أيضا على عدم اختفاء الفحم والحطب من ميزان الطاقة العالمي في المستقبل، لكنه رجح احتمال تراجع حصتهما في منظومة الطاقة العالمية.
وأضاف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك ، فى مقابلة بثتتها قناة "صولوفيوف لايف" ونقلتها وكالة أنباء نوفستى ، ردا على سؤال حول بنية ميزان الطاقة العالمي في السنوات الخمسين القادمة بحلول العام 2073، إن طاقة الرياح والشمس والطاقة النووية سوف تستسحوذ على حصة مهمة في ميزان الطاقة العالمي، كما ستكون هناك حصة لمصادر الطاقة الهيدروكربونية التقليدية، كذلك سيكون هناك حصة للفحم والحطب والنفط والغاز لكن حصة هذه الأخيرة ستنخفض.
وأشار نوفاك ، إلى أن حصة مصادر الطاقة المتجددة سترتفع في المستقبل والدليل على ذلك الاستثمار في مشاريع الطاقة الخضراء ، بلغ العام الماضي 600 مليار دولار بينما استحوذت صناعة النفط والغاز على 450 مليار دولار فقط .
وكشفت تقارير سابقة ، أنه بعد إعلان روسيا إيقاف ضخ الغاز جراء الحرب الأوكرانية، ارتفعت أسعار الغاز في أسواق العالم بنسبة 30%، ووصلت إلى ارتفاع نسبته 400% مقارنة مع السنة الماضية.
وبينما تتوقع موسكو أن أوروبا ، ستجد نفسها أمام كارثة طاقية حقيقية في ظل غياب الغاز الروسي، تدافع مجموعة من الدراسات الاقتصادية عن إمكانية تجاوز القارة العجوز لهذه الأزمة بأقل الخسائر ، فى حين أن الواقع الفعلى أكد ميزانية الحكومات الأوروبية تكبدت 70 مليار دولار، مقارنة مع 12 مليارا أنفقتها أوروبا لتخزين الغاز خلال 2022.
وعلى الرغم من اعلان عدد كبير من الدول الأوربية ، عن معارضتها لاستخدام الفحم ، الا أن تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست ، أكد أن ألمانيا بدأت بإصلاح مناجم الفحم ومحطات الطاقة التي أغلقت قبل 10 سنوات، ومن المتوقع أن تستهلك ألمانيا ما يزيد على 100 ألف طن من الفحم شهريا، في تراجع كبير عن التزامها بالتخلص نهائيا من الاعتماد على الفحم بحلول 2038، كما بدأت دول أوروبية أخرى السير فى هذا الاتجاه منها النمسا وبولندا وهولندا واليونان.
