وراء كل نجاح توجد قصة مليئة بالفشل والإحباط والكآبة، وحياة تعيسة مشتتة لكنها تتوارى عنَّا، لا نعرف كمّ المعاناة التي يمكن أن يكون عاناها شخصٌ ما من تعب في مشوار حياته، كم مرةً رُفض من شغلٍ ما!

كم مرةً عانى الفشل في حياته من أشخاصٍ كانوا يبدون قريبين للغاية؛ لكن للأسف كانوا أكبرَ فشلًا في حياته، الجميل في الأمر أن مُلخص الفشل قد يقود إلى نجاح أعظم، هناك مقولة تقول" وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة".

وأنا أقول "وراء كل فشل نجاح أعظم"؛ لأن الفشل لم يكن عائقًا قط، هو بداية لكل نجاح في حياتنا، ومن لا يُغامر به لا يُحرز نجاحًا أبدًا.
فرحة طفلة بسيطة مثلنا كلنا يمكن أن تكون ظروفها مختلفة عنا قليلًا، كان الفشل حليفها من يوم مولدها، وبدأت تتعامل مع المجتمع، كانت طموحة لأبعد حد، وحلم حياتها أن تُصبح مذيعة في التلفزيون أو الراديو؛ لكن للأسف كيف كان سيحدث، وهي ذات حياة بائسة وطفولة قاسية!

  كيف تُصبح هكذا، وهي لا تمتلك ما يمكنها ارتداءه مثل صديقاتها، هؤلاء هم نفسهم كانت فرحة بالنسبة لهم أضحوكة المدرسة وحديثها كلَّه بسبب ملبسها المصنوع من الكراتين والورق ذاك الذي يُلقى في القمامة؛ كانوا يضحكون عليها وعلى طموحها وكانوا يلقبونها بمذيعة الكراتين سخرية من  ملابسها، ودائمًا ما كانت عائلتها مفككة محبطة؛ والظروف الاقتصادية والاجتماعية اللتين عاصرتهما جعلتا كل من حولها ينظر لشغفها وطموحها وحلمها بسخرية وفشل لاذع.

 على الرغم من المُحبطين الذين يحيطونها والفشل الذي كانت تشعر به عندما كانوا يسخرون منها إلا إنها قررت أن تستمرّ في تعليمها، والغريب في الأمر كله أنه لم يكُن يوجد أمامها مؤشر واحد يؤكد أنها ستنجح وتحقق هدفها؛ لكنها لم تستسلم يومًا وكانت تؤمن أنها  ستصل حتمًا في يومٍ ما.

في أحد من الأيام أعدت المدرسة اختبارًا للطلاب المجتهدين لتأهيلهم لمرحلة جديدة، وظهورهم على التلفزيون وهذا كان حلمها الذي عاشت طوال عمرها تحلم به،  للأسف الشديد مع  أول اختبار في حياتها وصفوها بالفشل وقالوا لها أنها لن تصل أبدًا، ولن تصبح شيئًا رغم أنها لم تكن فاشلة قط، حزنت قليلًا لكن لم يطُل حزنها؛ لأنها كانت تثق في نفسها، وفي قدراتها، وأنها ذات يوم ستصل وتثبت لكل الفاشلين الذين في حياتها أنها على قدر المسؤولية التي حرموها منها وغلقوا أبوابها في وجهها .


يشاء القدر في يوم ما كانت تسير في أحد الشوارع، وتقوم ببروفا لنفسها وتقول:
_ في النهاية كانت معكم مذيعة الكراتين وإلى اللقاء.
 وهنا صاحب قناة مشهورة جدًا رصدها قائلًا:
_ انتي ايه اللي بتقوليه ده مين مذيعة الكراتين ؟
 ضحكت وقالت له بكل ثقة:
_أنا مذيعة الكراتين الفاشلة طول عمرها.
 حكت حكايتها، انبهر صاحب القناة بها وبطموحها الذي كان جليًا على وجهها قبل أن يظهر في  كلامها، وقال لها:
 _انتي بجد مشروع مذيعة عظيم.
 ضحكت للمرة الثانية وقالت له:
_ اجبر بخاطري اجبر.
تابع:
_ ايه رأيك تعملي برنامج باسم صاحبة الكراتين؟
أجابت بذهول:
_أنا.
_ أنتي أنسب واحدة في المكان وأنا واثق من نجاحك قبل نجاح البرنامج.
هنا وافقت بفرحة ممزوجة بالدموع، وقالت:
_ نجرب هي جت على دي .


ذهبت بالفعل إلى القناة، وعملت أول حلقة من برنامجها _مذيعة الكراتين_ عمل ضجة كبيرة جدًا جدًا وذهول لكل من  حولها خصوصًا لهؤلاء الذين وصفوها بالفشل، واستمرت فرحة في عمل حلقات برنامجها ويوم وراء يوم وصل اسم برنامجها لكل العالم، جاءتها الكثير من المكالمات لا سيما من قنوات شهيرة داخل وخارج العالم، جميعهم يريدونها في قنواتهم، يودون أن يضموها إليهم بسبب النجاح الكبير الذي حققته مذيعة الكراتين في وقت قليل جدًا،  وافقت على بعض العروض التي قُدمت لها من قنوات مشهورة، ونالت جائزة أكبر مذيعة كراتين في العالم لاجتهادها في العمل الذي تقدمه.


نجاح فرحة ووصولها لما هي فيه يُعد  دليلًا على أن ليس هناك أحد فاشل، ولا يمكن للنجاح أن يكون دون فشل؛ لأن الفشل ببساطة فرصة للبدء من جديد هذه المرة بذكاء أكبر آمن بنفسك... آمن بقيمتك ...والأهم أن تعيش بها.

هدير جلال_ محررة صحفية بموقع اجري نيوز الإخباري 

تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.

لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية ،بنوك واقتصاد، اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية