تعد التمور من السلع والمحاصيل الغير تقليدية الهامة التي يمكن الاستفادة منها سواء للاستهلاك المحلي أو التصديري , ويعزي ذلك إلي ما تمتاز به التمور كونها غذاء عالى القيمة الغذائية  وفاكهة محببة للمستهلك , بالإضافة إلي إمكانية تصنيعها والحصول منها علي نواتج ثانوية متعددة ( المربي , عسل البلح , صناعة الكحول الطبي والصناعي , الخل , السكر السائل وغيرها ) , فإذا ما أضفنا إلي ذلك المكاسب التي يمكن الحصول عليها من منتجاته الثانوية ( الجريد , الخوص , الليف , جذوع التخيل ) واستخداماتها في العديد من الصناعات المنزلية والخشبية يوضح لنا مدي الأهمية التي يجب أن نوليها لزراعة النخيل.

 المساحات المنزرعة بالنخيل فى مصر أكثر من 15 مليون نخلة

تضم المساحات المنزرعة بالنخيل فى مصر أكثر من 15 مليون نخلة مما جعل مصر تستحوذ على المركز الأول بواقع 17.7% من إجمالي إنتاج التمور في العالم خلال عام 2021 بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) حيث أنتجت 1.7 مليون طن في 2021، في حين بلغ إجمالي إنتاج العالم 9.8 مليون طن من نفس الفترة , والجدير بالذكر أن التمور المصرية تصدر إلى 42 دولة مختلفة يأتي على رأسها إندونيسيا والمغرب وماليزيا وبنجلاديش وتايلاند، كما تم فتح أسواق جديدة بأفريقيا وآسيا وأوروبا

تنقسم الأصناف المصرية تبعاً للاحتياجات الحرارية والرطوبة النسبية إلي ثلاث مجموعات :

1/ الأصناف الرطبة ( الطرية ) :
وهي تؤكل طازجة في الطور الرطب , وأهم أصنافها هي البرحي وينتشر فى مناطق الصحراوي والمنيا , وأصناف الزغلول والسماني وينتشر بمناطق إدكو ورشيد , وأصناف بنت عيشة والحياني ويكثر بمحافظات إسكندرية ودمياط والمرج والقليوبية والشرقية , وصنف الأمهات وأهم مناطق انتشاره محافظة الجيزة والفيوم

2/ الأصناف النصف جافة ( شبه الجافة ) :
هذه الأصناف تتجاوز ثمارها مرحلية الإرطاب إلي مرحلة الجفاف النسبي ولكن لاتتصلب وتظل محتفظة بصفات جودتها وصلاحيتها للاستهلاك مدة طويلة ومن أهم أصنافها المجدول وتشتهر به محافظة الوادي الجديد وسيوة والواحات البحرية , وصنف السيوي ( الصعيدي ) وأهم مناطق انتشاره محافظة الجيزة والواحات , وصنفي العمري والعجلاني وتشتهر بهما محافظة الشرقية والإسماعيلية

3/ الأصناف الجافة :
وهي من الأصناف التي تصل ثمارها للجفاف الكامل دون أن تفقد مقومات الجودة ويمكن تخزينها لفترات طويلة وهي تستهلك كثمرة جافة حلوة المذاق  ومن أهم أصنافها الملكابي والسكوتي ( البركاوي ) والبرتمودة والجنديلة والدجنة والجراجودا والشامية والكولمة وأهم مناطق إنتاجها هي محافظة أسوان.




وعلي الرغم من إمكانية إنتاج التمور المصرية بكميات كبيرة إلا أن حجم الصادرات منها لايتناسب مع تلك الإمكانيات بسبب انخفاض جودة التمر المصري المصدر إلي الأسواق الخارجية , ولتحقيق تنمية فى الصادرات المصرية من التمور فإن الأمر يقتضي اتخاذ مجموعة من الإجراءات أبرزها :

1/ ضرورة الاهتمام بجودة الإنتاج المحلي من التمور وتشجيع المزارعين علي الاهتمام بعمليات الخدمة ووقاية الأشجار من الإصابات الحشرية والمرضية وغيرها ونشر ثقافة الزراعة العضوية بينهم

2/ حل المشكلات الإنتاجية التي تواجهه المزارعين وصغار المستثمرين وإنشاء جمعيات تعاونية تساعد في حل تلك المشكلات مع زيادة فاعلية جهاز الإرشاد الزراعي في هذا الشأن

3/ الاهتمام بزراعة وإحلال أصناف جديدة عالية القيمة الاستثمارية وعليها طلب خارجي كبير مثل المجدول والصقعي والخلاص وعجوة المدينة محل الأصناف القديمة التقليدية المخصص معظمها للاستهلاك المحلي

 العمل علي فتح أسواق جديدة للتوسع في تصدير التمور

4/ ضرورة العمل علي فتح أسواق جديدة للتوسع في تصدير التمور فمثلاً قارة آسيا تستورد وحدها حوالي 70% من إجمالي الواردات العالمية وتستورد أوربا حوالي 19%, تستورد قارة أفريقيا حوالي 4.1% كما أن الدول العربية ( باستثناء مصر ) تستورد حوالي 24% من إجمالي الواردات العالمية للتمور , الأمر الذي يعني وجود مجال واسع لتصدير التمور المصرية يجب استغلاله في ظل الظروف والعلاقات السياسية المتميزة لمصر مع دول العالم لذلك يجب الاهتمام بعمليات الدعاية والترويج عن طريق المعارض الدائمة والمؤقتة وخصوصاً في الأسواق الإفريقية والإسلامية التي يمثل التمر لها سلعاً غذائية رئيسية 

5/ إعادة النظر في عملية تصدير كامل الإنتاج على شكل تمر خام وتعزيز القيمة المضافة مثل تصنيعه مربات وعصائر مما يفتح مجال جديد لزيادة الصادرات من ناحية وإطالة فترة التصدير من ناحية أخري

6/ تخزين التمور في صورته الرطبة ( الطازجة ) وعرضه في الأسواق في غير موسمه باستخدام التقنيات الحديثة حيث يساعد ذلك في مد الأسواق  بسلعة طازجة عالية الجودة بأسعار أعلي

7/  ضرورة الاهتمام بجودة التمر المصدر والتوسع في إقامة محطات لتجهيز وتعبئة التمور في مناطق تركيزها وفقاً لأساليب علمية مدروسة مع تشديد الرقابة على استيفاء الشروط والمواصفات الفنية التي تتطلبها الدول المستوردة في السلعة المصدرة من حيث مطابقتها لشروط الجودة العالمية خاصة خلوه من متبقيات المبيدات.

عمرو البحيري
رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب
شركة الريف الإنجليزي للتنمية الزراعية