"الفلاح" عصب الاقتصاد الزراعي، ولكن احياننا يقع فريسة لبعض لجشع التجار و ومافيا الشركات الخاصة ووكلاء استيراد تقاوى البطاطس، وبيعها بأسعار مرتفعة وتكاد تكون ثلاثة اضعاف سعرها، لجنى أرباح خيالية، في ظل غياب دور اتحاد منتجي ومصدري الحاصلات، والتعاونيات الزراعية المخولة باستيراد أو انتاج البذرة وتترك الفلاح فريسة في قبضة المحتكرين مما يؤدى الى تقلص المساحات المنزرعة بسب زيادة في تكاليف الإنتاج ، لابد من التحرك لضبط أسعارها من خلال خلق منافذ كثيرة لبيعها، وذلك لحماية صغار الزراع.
البطاطس محصول استهلاكي بالدرجة الأولى نظراً لتعدد اشكال واتجاهات استهلاكه، وثاني أعلى معدل استهلاك فرد من الخضر بعد الطماطم ، ولكن ما يحدث في سوق "التقاوي" أصبحت فزاعة تؤرق المزارعين في المقام الأول والتجار في المقام الثاني وترفعهم موسم وتخفضهم مواسم أخرى، وتزرع البطاطس على مدار 3 عروات متلاحقة العروة النيلية تزرع في أواخر أغسطس وسبتمبر ،العروة الشتوية (الأساسية) وتزرع في أكتوبر ونوفمبر وهما يزرعان بتقاوي كسر محلي ،و العروة الصيفية وتزرع في أواخر ديسمبر وحتى أواخر فبراير وتزرع بتقاوي مستوردة من الاتحاد الأوربي (فقط) معظمها من هولندا ثم فرنسا والدنمارك واسكتلندا والقليل من بلجيكا ،تستورد مصر كمية من التقاوي من هذه الدول تتراوح بين 120-170 الف طن ويزرع منه حوالى 400 الف فدان وينتج حوالى 5 مليون طن.
وزارة الزراعة المستورد لهذه التقاوي كانت حصتها موزعة ما بين الجمعية العامة لمنتجي البطاطس والاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية ،واستمر ذلك حتى بداية التسعينات وبدأ دخول القطاع الخاص في عمليات الاستيراد، واصبح هو المتحكم في نوعية الأصناف وسعر التقاوي، ومن هنا بدأت عمليات الاحتكار مافيا التجار لسوق التقاوي المستوردة، وكله على حساب المزارع وجيب المستهلك ، ومن هنا حتمية مراقبة سوق تداول تقاوي البطاطس الصيفية وعدم اخضاع السعر لمبدأ العرض والطلب .
الجمعيات الزراعية لها دور أساسي في تقديم الخدمات الزراعية التي يحتاجها المزارع بأقل التكاليف وهذا ما نشاهده في دول العالم المختلفة من أهمية الجمعية بتوفير الآلات ومواد الإنتاج والمكافحة للآفات والتخزين السليم والتسويق، ولكن لا نرى مثل هذه الخدمات الكاملة في جمعياتنا ، فأصبحت الجمعيات هشة لم تقوم بدورها المنوط الذى انشات من اجلة واتجهت الى نشاط اخر ، تفعيل دورها لخدمة الفلاح المصري، واستيراد تقاوى بطاطس بسعر غير مبالغ فيه ذات جودة عالية كما كانت في السابق .
