حفظ الأطعمة داخل العبوات البلاستيكية واحدة من الطرق الأكثر شيوعا بين قطاع عريض من المصريين، وهي المسألة التي تهدد بمشاكل صحية خطيرة حال عدم تحري الدقة في اختيار الأنواع المصرح بها، والتي أجازتها واعتمدتها المنظمات الصحية العالمية، وهي المسألة التي تستدعي تسليط الضوء عليها والتوعية بها، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.

التغليف يستهدف حفظ الأطعمة والمواد الغذائية من التلف، وإطالة أمد صلاحية الوجبة المدرسية التي يتحصل عليها الطفل خلال اليوم الدراسي. 

المادة البلاستيك تتكون من عدة مواد ترتبط مع بعضها البعض براوبط كيميائية، بالإضافة للدائن وصبغات كيميائية أخرى، لتتخذ مظهرها الجذاب والمميز الذي تظهر عليه في الأسواق, ولفتت إلى أن الخطورة الأساسية للمواد البلاستيكية هو إمكانية تفاعلها وانتقالها إلى المادة الغذائية فيما بعد، حال توافر الشروط التي تعزز من فرص تحرر مركباتها الكميائية، وهي المسألة التي تؤدي لتفاعلها مع الوجبات، وانتقالها وتراكمها داخل جسم الإنسان لفترات طويلة، ما يهدد بمشاكل صحية خطيرة، قد لا يمكن تجاوزها بسهولة.

استخدام المواد البلاستيكية في حفظ الأطعمة والوجبات المدرسية الخاصة بأبنائنا التلاميذ والطلاب، وأوجزتها في عدة نقاط, عدم إضافة أي مواد غذائية ساخنة داخل أدوات بلاستيكية عدم تسخين الأطعمة في أطباق بلاستيكية داخل الميكرويف غير المصرح باستخدامها والتي تحمل علامات واضحة مثل “موج البحر أو الشوكة والسكين” عدم وضع الخبز الساخن داخل شنط بلاستيكية  عدم وضع الأطعمة المغلفة بالاستريتش البلاستيكي داخل الأفران أو الميكرويف

أنواع العبوات البلاستيكية المستخدمة في حفظ الأطعمة وتعبئة المواد الغذائية إلى 7 أنواع، لكل منها استخدامه وفترة صلاحيته المعروفة على النحو التالي: تسجل فيه عبارة “PET 1” ويستخدم في حفظ المياه الغازية والمياه المعدنية لمرة واحدة فقط، ويحظر إعادة استخدامه مرة أخرى أو تعريضه للحرارة، للحيلولة دون إفراز مركب ثالث أكسيد الأنتيمون، والذي يؤدي لتغيير خواص السوائل الموضوعة فيه، علاوة على تهيئة البيئة المناسبة لنمو العديد من أنواع البكتيريا.

وهناك نوع   تسجل عليه عبارة “HEPE” ويستخدم في حفظ الألبان ومستحضرات العناية بالبشرة والشعر ولعب الأطفال ويحظر تعريضه لدرجات الحرارة العالية النوع الثالث واختصاره “PVC” وهو أخطر المواد التي تستخدم في صناعة المواد البلاستيكية لسهوله تحلله بمجرد تعرضه لدرجات حرارة بسيطة، إذا يؤدي لخروج العديد من المركبات الكيميائية الضارة وأشهرها “بولي ستريت سيتريك” والذي يمثل أحد أبرز المواد المسرطنة المعروفة، ما دعا المنظمات العالمية ومفوضية الاتحاد الأوربي لقصر استخدامه على مواسير الصرف الصحي. النوع الرابع ويرمز له بالأحرف “LDPE” ويخصص لصناعة الأكياس والشنط البلاستيكية، ويحظر تعريضها لدرجات الحرارة العالية. 

النوع الخامس ويرمز له اختصارًا بـ”PP” ويمثل أكثر المواد البلاستيكية شيوعًا وأمانًا على الصحة العامة، ويستخدم في تصنيع اللانش بوكس وزجاجات حفظ المياه للأطفال. يستخدم في صناعة الأكواب البلاستيكية والأطباق الفويل ويمثل خطورة شديدة على الصحة العامة ولا ينصح باستخدامه بشكل يومي. هذا النوع يمثل أخطر أنواع “البولي كاربونيت” التي يمكن التعامل معها نظرًا لتركيبته التي تحوي مجموعة من البوليمرات وفي مقدمتها “الباي فينول” ويؤدي لتأثيرات خطيرة على غدد وهرمونات الجسم ويشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة.

الدكتورة سناء صبحي حسن 
الأستاذ بقسم هندسة تصنيع وتعبئة وتغليف الأغذية
بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية