إن تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي تجلب الثورة
الصناعية الرابعة إلى الزراعة وتوفر فرصًا لتحسين الإنتاجية الزراعية والاستدامة
بشكل أكبر, في عصر الزراعة الرقمية، تعد تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي
الأدوات الحاسمة للزراعة الذكية والزراعة الدقيقة.
حيث تسمح لنا أدوات التعلم
الآلي والذكاء الاصطناعي بالقيام بأشياء لم يكن بوسعنا القيام بها من قبل, في
الواقع لقد تم إنشاء مجموعة متنوعة من تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي
واستخدامها والتواصل بشأنها.
وتعتمد تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي بشكل
كبير على التقدم في أجهزة الكمبيوتر وتقنيات الشبكات والتقنيات الحسابية، وبالتالي
غالبًا ما يكون من الصعب حتى على العلماء فهم الآليات والميزات بوضوح ومتابعة
اتجاهات التكنولوجيا, بجانب ذلك قد لا يتطلب تبني واستخدام التقنيات الجديدة
معرفة جميع تفاصيل تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، ولكن الفهم الجيد
للفوائد والمخاطر التي قد تجلبها تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لأعمال
المزرعة الخاصة بالفرد.
ومن المتوقع أن يكون استخدام التعلم الآلي والذكاءالاصطناعي في الزراعة مشابهًا لشراء سيارة وقيادتها في المستقبل.
لقد أصبح التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي هما محور التحول
الحادث في مجال
الزراعة حيث يتدخل
الذكاء الاصطناعي في الطريقة التي نزرع بها المحاصيل ونربي بها الحيوانات، مما أدى
إلى تحسين عملية اتخاذ القرار في المزرعة وأتمتة الممارسات المختلفة.
على سبيل
المثال، تراقب المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs) أو
الطائرات بدون طيار ظروف الحقول والمحاصيل, حيث يتم نقل البيانات التي تم جمعها
بواسطة مستشعر الطائرات بدون طيار ومعالجتها بسرعة في السحابة لتوفير معلومات
قابلة للتنفيذ.
بناءً على هذه الظروف التي تتم مراقبتها، يحدد الذكاءالاصطناعي جداول ومعدلات تطبيق المياه والأسمدة ومبيدات الأعشاب، وفى مجال الانتاج
الحيوانى يمكن مراقبة الحيوانات بصورة فردية فى الحظائر او المراعى او المحالب
وعند تكوين العلائق وتقديمها لحيوانات بشكل فردى.
فى نفس السياق مكن للروبوتات
أيضًا العثور على الفاكهة الناضجة وحصادها، بينما تقوم الأدوات التي تجرها
الجرارات بمسح الخضروات واكتشاف الأعشاب الضارة وتطبيق المواد الكيميائية الزراعية
بدقة حيثما دعت الحاجة وبذلك نرى أن تقنية الذكاء الاصطناعي تعمل على جعل زراعة
المحاصيل والثروة الحيوانية أكثر كفاءة.
في الواقع يتطور الذكاء الاصطناعي ليصبح
أكثر ذكاءً واستقلالية مع استمرار تقدم تقنيات الحوسبة والاستشعار, وقد أظهر
انتشار الذكاء الاصطناعي زيادة كبيرة في التطبيقات في الإنتاج الزراعي في السنوات
الأخيرة.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة حول تطبيقات الذكاء
الاصطناعي، والغرض منها هو تحديد المفاهيم والمبادئ الأساسية للذكاء الاصطناعي, من المتوقع أن يصبح استخدام
تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر تكلفة وشائعًا في الزراعة في المستقبل.
ومع ذلك، غالبًا ما يكون من الصعب فهم المصطلحات والأفكار
المقدمة في الاتصالات، بما في ذلك الأخبار والمقالات البحثية والمحادثات المتعلقة
بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة.
قد تؤدي هذه الصعوبة إلى سوء الفهم أو
المفاهيم الخاطئة حول الذكاء الاصطناعي واستخدامه، ونقدم هذه المقالة لمساعدة للمرشدين
والمزارعين ومديري المزارع والباحثين وطلاب الدراسات العليا وعامة الناس على فهم
الذكاء الاصطناعي والمصطلحات والتقنيات المرتبطة به بشكل أفضل.
ا. د. فوزي محمد أبو دنيا, المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني.