الأربعاء، 22 رجب 1446 ، 22 يناير 2025

د. فوزي أبودنيا يكتب.. المكملات الغذائية والسلوك الهضمي واستهلاك العلف للمجترات

فوزي ابو دنيا
أ. د. فوزي أبودنيا
أ أ
techno seeds
techno seeds
هل تؤثر المكملات الغذائية على السلوك الهضمي واستهلاك العلف للمجترات؟ في أغلب الأحيان يكون النظام الغذائي للحيوانات في الريف الاعتماد على الأعلاف الخشنة الجافة او الخضراء او كلاهما معا، ثم يقوم المربى بوضع كمية من الأعلاف المركز في المساء.

كذلك الرعاة الذين يرعون حيواناتهم على بقايا المحاصيل بعد الحصاد وأيضا الذين يربون حيواناتهم في الساحل الشمالي على المراعي الفقيرة، ولأن هذا الجزء من الثروة الحيوانية مهم ولا يجب إغفاله، فكان من المهم اللجوء إلى قواعد بيانات البحوث الدولية للبحث في البحوث التي تعنى بهذا الأمر لتقديم توصيات فنيه لهؤلاء المربيين لتحسين وضع حيواناتهم وإحداث تنمية لهم تعود في النهاية على المستوى القومي بالفائدة.

تم إجراء البحث في قواعد البيانات والنظر في المقالات البحثية الكاملة والمتوفرة بتلك القواعد، وتم تقييم سلوك استهلاك العلف في المراعي لمدة 24 ساعة متواصلة، أو لمدة 12 ساعة، ولمدة 11 ساعة، ولمدة 9 ساعات.

وكانت فترة مراقبة السلوك كل خمس دقائق وكل 10 دقائق من الدراسات، كما تم النظر في تقييم وقت تناول المكملات ووقت شرب الماء، ومعدل القضم، وكتلة القضم لتحديد كميات التناول، وكذا النظر الى معاملات الهضم المقدرة باستخدام المرقمات. 

وفى النهاية أظهرت النتائج المتحصل عليها من هذا الاستقصاء المعلوماتي لأثر استخدام المكملات الغذائية، بالإضافة إلى المستويات والأنواع المختلفة من المكونات، على سلوك تناول الغذاء وتناول المادة الجافة الطوعي للأغنام الرعوية، أنه من خلال زيادة مستوى المكملات الغذائية، فان التأثير الترابطي بين العلف والحيوانات يزيد أيضًا حيث يزيد استهلاك المكملات الغذائية على حساب المراعي. 

كما وجد أن توفير المكملات الغذائية المركزة بمكونات ذات محتوى ألياف أقل ونسبة عالية من المركبات الغذائية الكلية المهضومة يؤدي إلى تغيير سلوك تناول الغذاء في المرعى، حيث انخفض وقت الرعي وزاد وقت الراحة.

كما تشير الأوراق البحثية في هذا الشان الى أن هذا السلوك يرجع الى أن المجترات عادة تختار طعامها بناءً على محتواه الغذائي، بهدف تلبية متطلباتها الغذائية. في الأنظمة التي تعتمد الأغنام على الرعي بالمرعى، يعتمد أداء الحيوان على جودة وكمية العلف المحصود أثناء عملية الرعي

وفي إطار هذا السياق، وجدت البحوث انه قد يختلف سلوك تناول العلف بشكل كبير على مدار العام، وبالتالي، يكون هناك حاجة إلى استراتيجيات لتعزيز القيمة الغذائية للأنظمة الغذائية خلال فترات انخفاض توافر العلف، إحدى هذه الاستراتيجيات هي المكملات الغذائية، وهي طريقة أثبتت فعاليتها في الدراسات المتحصل على نتائجها.

وبالعروج الى وضعنا فى الريف المصري بناء على ما سبق من بيانات للبحوث يمكن القول انه من الممكن أن تحفز مكملات الأعلاف للأغنام استهلاك الأعلاف الخشنة منخفضة الجودة وتحسين تناول العناصر الغذائية، وخاصة البروتين والطاقة.

مع ذلك، فإن الإفراط في استخدام المكملات الغذائية يمكن أن يقلل من تناول العلف، وهو ما يمثل تأثيرًا بديلًا، أو يزيد من إجمالي تناول المادة الجافة (الأعلاف الفقيرة المقدمة + المكملات الغذائية)، وهو ما يميز التأثير الإضافي من خلال زيادة وزن الحيوان. 

بلا شك فان تقييم السلوك الغذائي يمثل جانبًا أساسيًا من جوانب إنتاج الحيوانات، حيث يسهل تطوير استراتيجيات إدارة التغذية المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المحددة للحيوان في سيناريوهات مختلفة داخل نظام إنتاج الحيوانات فى القطاع الريفي.

علاوة على ذلك، نظرًا لأن تقييم السلوك الغذائي يشمل استهلاك كتلة العلف وتفاعل المكونات داخل النظام الغذائي، فمن الضروري فحص هذه المتغيرات لإقامة علاقة مع أداء الحيوان، في الواقع فان هذا يسمح بتحديد وتصحيح أوجه القصور المحتملة في التغذية وإدارة التغذية.

ونظرًا المعلومات المنشورة فى الدراسات التي اطلعنا عليها حول مكملات الأعلاف للمجترات في أنظمة الإنتاج، فمن المهم فهم المصادر الرئيسية المستخدمة فى تلك المكملات، وكيف يتم توفيرها، ولأي فئات من الحيوانات، وأنظمة الإنتاج، والتأثيرات الرئيسية على السلوك الغذائي، وتناول المادة الجافة الطوعي، وبالتالي التأثير على أداء الحيوان. 

أ. د. فوزي أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني.
icon

الأكثر قراءة