الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446 ، 22 نوفمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

د. فوزى أبودنيا يكتب ..قصب السكر كعلف للحيوانات فى ظل ظروف التغيرات المناخية ونقص الأعلاف

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزى أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
أ أ
techno seeds
techno seeds


إن ما دعانى للكتابة فى هذا الموضوع التقدم الذى يحرزه الزملاء بمعهد بحوث المحاصيل السكرية وعلى رأسهم ا. د. أيمن العش وايضا ا. د. أحمد ابوكنيز وباقى فريق العمل فى زراعة القصب بالشتل وفى الاراصى الصحراوية باستخدام الرى بالتنقيط والرى المطرى مما قلل من كميات المياه اللازمة لمساحة فدان بشكل كبير.



ان إستخدام قصب السكر فى تغذية الحيوانات الزراعية المجترة ليس بالجديد إنما يحدث منذ سنوات بعيدة وهو أمر معتاد عليه فى البلاد المشهورة بزراعة محصول قصب السكر خاصة فى الهند والبرازيل.



طيلة السنوات الفائتة أثارت الصمت خوفا على المحصول الاستراتيجى في القطر المصرى من ان يستخدمه الفلاحون كمحصول علف خاصة مع المشاكل التى يواجهونها مع مصانع إنتاج السكر ، ولعل الأزمة الأخيرة فى ارتفاع الأسعار كان خير شاهد ودليل على إتخاذ القرار فى عرض أفكار علمية فى الأوقات التى نرى أنها تكون مناسبة للعرض والتطبيق.



وفى ظل التقدم الذى أشارت إليه سلفا والذى أحرزه الزملاء بمعهد بحوث المحاصيل السكرية والذى دعانى لطرح فكرة زراعة القصب فى الأراضى الصحراوية وكذا من قبل محصول بنجر السكر الذى تحدثت عنه فى مقالات سابقة وقد قمت مع فريق العمل البحثى المشارك معى فى بحث البنجر بإستخدام نبات البنجر فى عمل اعلاف غير تقليدية بالتعاون مع ا.د. أيمن العش الذى وفر لنا الإحتياجات المطلوبة من كمية محصول البنجر وقدمنا فيه رؤية وتطبيق بمساعدة فريق العمل معى بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى وارى انه ناجح إلى حد بعيد.



ونود أن نشير هنا إلى أن استخدام قصب السكر بنفس الأسلوب الذى طبق مع محصول البنجر. وما جعلنا نلجاء لذلك إرتفاع أسعار محاصيل الطاقة (الذرة وغيره) فى علائق المجترات ولا انكر ان التطور والمجهود المبذول بمعهد بحوث المحاصيل السكرية كان له أيضا دافع قوى فى هذا الأمر، ولا يجب أن انسى الدور الذى تلعبه شركة ادريتك ايجيبت وما نراه من أنشطة فى هذا المجال على صفحتهم بمواقع التواصل الإجتماعى وأيضا ما اتابعه على المستوى الشخصى بحكم مجال عملى كمتخصص في الزراعة على مستوى العالم خاصة فى الدول التى تنتج القصب.



ان نجاح زراعة المحاصيل السكرية مقارنة بالذرة كمحصول الطاقة الرئيسى فى علائق المجترات فى الأراضى الصحراوية ارى انه يمكن أن يكون بارقة أمل ويفتح الباب أمام لتنمية الإستثمارات الزراعية في مجال الثروة الحيوانية سواء لإنتاج اللحوم أو الألبان.  حيث يمكن استخدام قصب السكر ليحل محل جزء كبير من حبوب الذرة التى يمكن توفيرها لاعلاف للدواجن.


يحتوى  قصب السكر على مادة جافة تصل لأكثر من ٣٠ % وإنتاج الفدان طبقا لمعهد بحوث المحاصيل السكرية وشركة ادريتك تصل لحوالى  ٦٠ الى ٧٠ طن. فى حين أن المادة الجافة فى محصول الذرة ١٦ % والفدان ينتج من ١٦ الى ٣٠ طن. وبذلك نجد أن محتوى قصب السكر من المادة الجافة يتجاوز محتوى معظم أعشاب العلف الأخرى (التى تتمحور حول 17 %).  وبالتالي فإن تكاليف الحصاد والنقل والمعالجة لكل وحدة من المادة الجافة تكون أقل بالنسبة لقصب السكر مقارنة بمعظم الأعلاف الأخرى، ناهيك عن غنى محتواه من الكربوهيدرات كمصدر للطاقة.


من ناحية اخرى يتحمل قصب السكر التربة والخصائص المناخية على نطاق واسع، ومن خلال الحفاظ على مظلة من الأوراق الخضراء (أو الأوراق الميتة) طوال العام كما يسعد  على مكافحة تدهور وتآكل التربة بالمناطق الهشة، مما يمنحه ميزة واضحة على المحاصيل العلفية التنافسية مثل الكسافا والذرة. حيث ينمو بشكل أفضل ونتائجه التى تخرج من المختصين جيدة ومبشرة. إن إمكانات قصب السكر، ومزاياه الجوهرية على الأعلاف الاستوائية الأخرى، كمحول للطاقة الشمسية إلى كتلة حيوية، هي الأساس المنطقي لمفهوم "قصب الطاقة". ومع ذلك، فإن قصب السكر كما يرى علماء تغذية الحيوان ان له خصائص أخرى تجعله مناسبًا بشكل خاص كعلف للماشية في المناطق الاستوائية، ويتفوق على جميع المحاصيل العلفية الأخرى تقريبًا.



بالإضافة إلى أن اهتمامنا بهذا المحصول يأتي فى إطار كثير من التحديات التى تواجه الثروة الحيوانية فى مصر مما أدى لارتفاع أسعار مصادر البروتين الحيوانى لدرجة تعجز عن تحملها ميزانية الاسرة المصرية المتوسطة والفقيرة. ومن التحديات التى تواجهها الثروة الحيوانية ظروف التغيرات المناخية ونقص الأعلاف خاصة الغنية بالطاقة وأيضا فقر التربة  في الأراضى الصحراوية مما لا يساعد في زراعة نباتات أخرى مثل الذرة أو غيرة. لذا فإن النجاحات التى تحققت في زراعة قصب السكر والبنجر يجب أن نبنى عليها ونطوعها للاستفادة منها فى تنمية الثروة الحيوانية لتوفير البروتين الحيوانى للمصريين بأسعار معقولة وخفض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة للأعلاف والمنتجات الحيوانية.

الأستاذ الدكتور / فوزى أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
icon

الأكثر قراءة