السبت، 25 ربيع الأول 1446 ، 28 سبتمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

د. فوزى أبودنيا يكتب .. الإجراءات العملية و تأثيرها لتخفيف إنبعاثات الماشية

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزى أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
أ أ

تابع - الإجراءات العملية التى لها تأثير سريع لتخفيف إنبعاثات الماشية:

ثالثا: الاستفادة من الحلول القائمة على الطبيعة لزيادة تعويضات الكربون.

يختلف قطاع الزراعة واستخدام الأراضي والمراعى العلفية عن القطاعات الأخرى من حيث أنه يزيل الكربون من الغلاف الجوي ويعزله، فضلاً عن إطلاقه.  وهذا يضع القطاع بشكل فريد لتعويض انبعاثاته بشكل مباشر، ويتطلب ذلك حساب الانبعاثات الصافية بعد عزلها. 



وتشكل الثروة الحيوانية أحد مكونات الزراعة واستخدام الأراضي والمراعى، ولكن من الصعب النظر فيها بمعزل عن القطاع الزراعى الأوسع بسبب التفاعلات العديدة والترابط أو إن شئت قل التكامل بين المجالات الزراعية بقطاعاتها المختلفة.

 والجدير بالذكر أن 30 % من جميع المحاصيل تتم زراعتها لتغذية الماشية حيث يتم تربية معظم الماشية في أنظمة محاصيل مختلطة بين الأشجار، مع أنظمة رعوية عشبية وشجيرية بما في ذلك أشجار العلف، من بين أمور أخرى.  ومع ذلك، وطبقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (2016) فإن الزراعة هي أكبر محرك مباشر لإزالة الغابات على مستوى العالم، خاصة فى دول أمريكا اللاتينية، على سبيل المثال، يعد إنتاج الماشية وأعلاف الماشية فى هذه الدول هو المحرك الرئيسي لإزالة الغابات ، لذلك من المهم وجوب أخذ هذه التحولات بعين الاعتبار في خرائط الطريق للحد من صافي انبعاثات الكربون الناتجة عن الثروة الحيوانية.



حيث يعد وقف التوسع في إزالة الغابات لإنتاج الأعلاف أولوية ملحة. من ناحية اخرى يظل الرعي أحد أكثر الطرق فعالية لأنظمة المساهمة في التخفيف من تغير المناخ، وذلك نظرا لأن الأراضى المزروعة سواء مطريا أو مرويه تحتاج إلى عمليات تجهيز وتسميد وتلك أمور تسهم فى زيادة البصمة الكربونية. بصراحة وفى واقع الأمر، لا يستطيع قطاع الثروة الحيوانية العالمي أن يتحمل مسؤولية خسائر الكربون المرتبطة بإزالة الغابات.  ولذلك، فإن الالتزامات بإعادة تشكيل إدارة الغابات أمر ضروري.  تميل الغابات إلى أن تكون على رأس أولويات المناقشات حول الحلول القائمة على الطبيعة لعزل الكربون، ولكن يجب أن ندرك أنه يتم أيضًا عزل كميات هائلة من الكربون في الأراضي الزراعية المستخدمة لإنتاج الأعلاف، وأراضي الرعي التي تربى فيها الماشية المجترة.


  وفي الواقع، فإن نسبة كبيرة من المراعي في العالم متدهورة ويمكن أن تلتقط المزيد من الكربون في المواد العضوية في التربة، إذا تم استعادتها بأساليب صحيحة. على جانب آخر يمكننا ان نقول أن لأشكال الرعي المتجددة فرصة لتوفير تعويضات الكربون اللازمة. حيث أصبح من المؤكد إن أنظمة الرعي جيدة التكيف - مع تحسين المراعي وأنظمة الرعي الأمثل - لديها القدرة على تحفيز نمو النباتات واحتجاز الكربون في التربة، وخاصة في المناطق التي لم يصل فيها التدهور الشديد بعد.  على جانب أخر يمكن أن يساعد إدخال الأشجار في المراعي الاستوائية على الأراضي التي كانت عشبية سابقًا (الرعي العشبى) في استقرار الإنتاجية وتحقيق العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.  ويمكن أن يساهم الرعي المتجدد أيضًا في تحسين التنوع البيولوجي وكفاءة استخدام المياه، فضلاً عن جعل الأرض أكثر مرونة في مواجهة المناخ المتغير والأكثر تقلبًا.



 وفي حين أن إمكانية احتجاز الكربون، ودوام احتجازه هذا، تخضع للنقاش، فإن مدى تدهور المراعي وفقدان الإنتاجية تكون كبير لدرجة أنه يكون هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة حتى لو استغرقت مكاسب الكربون الكبيرة المزيد من الوقت.  هناك مجال آخر يتمتع بإمكانات كبيرة لإنشاء تعويضات وهو توليد الطاقة المتجددة في مزارع الماشية، وقد تحدثنا فى ذلك الأمر خلال مقالات عديدة عن أهمية استخدام الأراضي والمباني المرتبطة بمزارع الماشية على نطاق أوسع لتركيب مرافق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يمكن على سبيل المثال استخدام الألواح الشمسية لتظليل الماشية من أشعة الشمس واستغلال الطاقة الناتجة فى ادارة المبردات والمراوح والمحالب .. الخ من ما يستلزم ذلك.




 كما يشمل ذلك أيضا استخدام السماد والنفايات الأخرى لتوليد الغاز الحيوي، قبل إعادة تدويره كمصدر لتجديد المغذيات التي يمكن أن تعوض استخدام الأسمدة الكيماوية كثيفة الاستخدام للطاقة.  ولابد من جعل اقتصاديات مثل هذه التعويضات مواتية لمربي الماشية، ووضع آليات مناسبة لحساب الكربون، حتى يتم تعويض التوفير في الانبعاثات الناتجة عن تلك التي تنتجها الماشية. وهذا مجال واعد و يستحق الكثير من الاهتمام.

كيفية تطبيق الحلول القائمة على الطبيعة لزيادة تعويضات الكربون فى مصر.

تمتلك مصر مساحات شاسعة على طول الساحل الشمالى من ليبيا غربا إلى فلسطين شرقا على امتدادا ما لايقل عن عشرات الكيلومترات فى عمق الأراضى المصرية وهذه المساحات يمكن استغلالها مراعى خاصة فى ظل الأمطار الشتوية التى تسقط عليها. إن اختيار الأنواع النباتية المناسبة لمناخ وتربة ومياه هذه المساحة وأيضا اختيار الأنواع الحيوانية الملائمة للكتلة الحيوية التى يمكن الحصول عليها من تلك المساحة يمكن أن تسهم فى جعل تلك المساحة بالوعات طبيعية للغازات الدفيئة و مراعى تنتج جزء لابأس به من احتياجاتنا من البروتين الحيوانى. على الجانب الاخرى يمكن زراعة رؤوس الحقول والطرق بالأشجار العلفية مثل الأكاسيا وهى منتجة لأعلاف مرتفعة القيمة الغذائية. ويمكن استخدام تلك الأعلاف فى تغذية الحيوانات خاصة المجترات الصغيرة وغيرها.

ا/د  فوزى أبودنيا ، المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى


تابع موقع اجرى نيوز   عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.

لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر  ،اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ، الثروة الحيوانية،  بنوك  واقتصاد  ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.

icon

الأكثر قراءة