الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446 ، 22 نوفمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

د. عاطف كامل يكتب ..القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالإنقراض

الدكتور عاطف كامل
الدكتور عاطف محمد كامل أحمد مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس
أ أ
techno seeds
techno seeds

القائمة الحمراء" للأنواع المهددة بالانقراض: التصنيف ومعايير الرصد والتهديدات البشرية IUCN Red List of Threatened Species
القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض أنشئت في عام 1963، هي لائحة تصنف وتدرس حالة حفظ الأنواع النباتية والحيوانية. يصدرها اتحاد الحماية العالمي السلطة الرسمية القائمة على حفظ الأنواع في العالم. ويهدف اتحاد الحماية العالمي إلى اعادة تقييم كل فئة من الانواع كل 5 سنوات إذا أمكن، أو كل عشر سنوات على الأقل.


يقصد بالأنواع المهددة بالانقراض  Endangered species كل نوع حي تتعرض حياته ومجتمعاته تعرضاً شديداً إلى الاختفاء. ويتم الإعلان عن نوع ما بأنه مهدد بالانقراض من خلال معاينة وتقصي بعض المعايير، أهمها:

1- المعايير الديموغرافية (التعدادية): وتتعلق بالعدد الكلي لأفراد النوع البالغة، وفيما إذا كان هناك انخفاض حاد في عددها، ومدى إمكان تحقيق تبادل المادة الوراثية بين مجتمعات النوع وضمنها.


2- المعايير البيولوجية: ومن خلالها يتم التقصي عن عدد الأفراد القادرة على التكاثر، والفترة التي يعيشها كل جيل، وعدد الأفراد التي تصل مرحلة البلوغ، وغير ذلك؛ وهي ضوابط وضعها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة International Union of Conservation of Nature
(IUCN)، والتي تسمح بتحديد دقيق قابل للقياس- وعلى نحو مقنن- للخطر الذي يعانيه النوع (فوري، على المدى القصير أو على المدى المتوسط)، وإعطاء ذلك مرتبة محددة، ومن ثم إدراج الأنواع المهددة بالانقراض ضمن قائمة خاصة بهدف حمايتها. وتقوم منظماتٌ علمية حكومية وغير حكومية- تضم آلاف المتطوعين وموزعة في أكثر من 160 بلداً- بجمع المعلومات عن هذه الأنواع.
3- المعايير الجغرافية: ويقصد بذلك المساحة الحقيقية التي يحتلها النوع، والمساحة الخاصة من وجهة النظر البيئية والجغرافية.


يتوجب على السلطات المحلية وضع خطط واتخاذ إجراءات لعلاج كل حالة على حدة. ففي فرنسا مثلاً يتم تقييم هذه الخطط كل خمس سنوات. وتوضع بالتنسيق بين العديد من الجهات والشخصيات المعنية، معتمدة على الأسس التالية:

- تجميع كل المعارف المتاحة عن النوع من حيث بيئته والأخطار المهددة له وغير ذلك.

- وضع استراتيجية على المدى المتوسط والطويل.

- وضع أهداف كمية وكيفية، مقترنة بدلائل تقييم ونماذج لوضعها موضع التطبيق.

وقد أصدرت العديد من الدول تشريعات لحماية التنوع الحيوي وصيانته، مثل منع الصيد وتقييد استخدام الأراضي لأغراض البناء وإحداث محميات. وعلى المستوى العالمي وقّعت 200 دولة اتفاقاً لإصدار خطط عمل للتنوع الحيوي تهدف إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض تدعى خطط استعادة الأنواع Species Recovery Plan.

تصنيف الأنواع

Summary of 2006 IUCN Red List categories.
وتصنف الأنواع إلى غير محصن و معرض للخطر, بناء على معايير اتحاد الحماية العالمي تتوسع القائمة بشكل تفصيلي إلى: 
الأنواع المنقرضة تماماً (EX ).
الأنواع المنقرضة من الحياة البرية (EW) وهي الأنواع التي تتواجد فقط في الأسر أو التربية الداخلية أو تتواجد في تجمعات غير طبيعية" تتواجد بعيدا عن التوزيع الطبيعي الأصلي لهذه الفئة".
الأنواع المهددة بشكل حرج بالانقراض (CR) وهي الأنواع المعرضة بشدة كبيرة جدا لخطورة الانقراض من الطبيعة.


الأنواع المهددة بالانقراض (EN) وهي الأنواع المعرضة بشكل كبير لخطورة الانقراض من الطبيعة.

الأنواع المعرضة للانقراض (VU) وهي الأنواع المعرضة لخطورة الانقراض من الطبيعة.

  الأنواع القريبة من التهديد (NT) وهي الأنواع التي لا تتأهل كي تصنف ضمن الفئات المذكورة سابقا ولكنها من المرجح أن تصل إلى إحدى هذه الفئات في المستقبل القريب.

  الأنواع ذات الأهمية القليلة (LC) وهي الأنواع المنتشرة والمتوفرة في الطبيعة.

الأنواع التي لا تتوفر عنها معلومات كافية (DD) لا تتوفر عنها معلومات عن توزيعها في الطبيعة أو تعرضها للتهديدات.

الأنواع التي لم تقيم (NE) وهي الأنواع التي لم يتم تقييمها بعد.


 الكشف عن "القائمة الحمراء" للأنواع المهددة بالانقراض


كشفت "القائمة الحمراء للأنواع المهددة" الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، عن تعداد الأنواع المهددة بالانقراض على كوكبنا. وتضم القائمة أكثر من 134 ألف نوع، من بينها 37400 مهددة بالانقراض، وهي أحد المؤشرات الرئيسية لحالة الحياة على كوكبنا. ومنذ نشرها للمرة الأولى في العام 1964، تصنّف القائمة الأنواع التي تمت دراستها في تسع فئات. والفئات الأقل إثارة للقلق هي "غير مقيَّمة، نقص في البيانات حولها، أقل إثارة للقلق، مهددة عمليا"، وتليها ثلاث فئات للأنواع المهددة هي "هشة، مهددة، مهددة بشدة"، وأخيرا الفئات الأكثر إثارة للقلق وهي "منقرضة في البرية" و"منقرضة  ".ويستند تصنيف الأنواع في واحدة من الفئات الثلاث المهددة بخطر الانقراض إلى خمسة معايير بالارتكاز على عوامل مختلفة مرتبطة بالأخطار: عدد الحيوانات ومعدل تراجع أعدادها وتوزعها الجغرافي ودرجة استقرارها وتجزؤ التوزع، وهي معايير تفتقر وفقا لبعض الخبراء إلى المرونة الضرورية للأخذ في الاعتبار كل العوامل التي قد تؤثر على حالة نوع معين، حسبما ذكرت "فرانس برس".


وتجري دراسة كل نوع أو نوع فرعي على حدة، وتدرج بعضها في مجموعات خاصة بها، مثل القطط الكبيرة. وبعد ذلك، تخضع الدراسات للمراجعة من خبراء آخرين قبل إرسالها إلى "هيئة القائمة الحمراء" المتخصصة. وعقب مراجعتها، ترسل إلى "قسم القائمة الحمراء" في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وإذا تم قبولها، يتم تضمينها في التحديث التالي للقائمة (مرتان على الأقل في السنة) ويتم وتُجمع التقييمات أيضا وفق الأنواع (ثدييات وطيور ونباتات وشعاب مرجانية وأسماك.. إلخ) في "فهرس"، ما يجعل ممكنا مراقبة توجهات بقاء هذه الأنواع مع مرور الوقت. ووفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإن أفضل الأنواع توثيقا هي تلك التي تعيش في الأنظمة البيئية الأرضية، خصوصا في الغابات، بينما هناك في المقابل، نقص في البيانات المرتبطة بالأسماك. وقد أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة هدفا يتمثل في الوصول إلى 160 ألف نوع مدروس في السنوات القليلة المقبلة. وتتضمن القائمة نسخا إقليمية ووطنية، أو حتى خاصة بمنطقة معينة في دولة، كما هي الحال في فرنسا .

القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التي أصدرها الاتحاد الدولي

القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التي أصدرها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة حيث تشير القائمة الحمراء إلى فئة خاصة من الأنواع المهددة، لا تستعمل فيها عبارة الأنواع المهددة بمعناها العام، ولكن يتم تقسيمها إلى فئات عدة وفق درجة الخطر الذي يهدد بقاءها، وبحسب معايير لا مجال لذكر تفاصيلها هنا، لكنها تتعلق بمعلومات مثل وجود أخطار متعددة حول عدد أفراد المجتمع، وانخفاض الرقعة الجغرافية للمنطقة التي يحتلها أو القادر.

على احتلالها أو في كليهما. وهي تتضمن الفئات التالية:
1- منقرض extinct: وهو النوع الذي لا يوجد شك في أنه قد اختفى كلية من على سطح الكرة الأرضية، مثل عجل البحر الكاريبي والماموث. ويجب قبل الإعلان عن اختفاء نوع ما القيام بدراسات مستفيضة عنه في المنطقة التي يعيش فيها، وفي الفترات المناسبة، آخذين بالحسبان التواتر اليومي والفصلي والسنوي لظهوره، ودورة حياته ولجميع أشكاله البيولوجية، وذلك ضمن كامل المساحة التي ذُكِرَ تاريخياً وجوده فيها.

2- منقرض في البرية extinct in wild: يعيش هذا النوع حراً أو في الأسر وخارج المساحة الطبيعية لانتشاره، أي إنه لا يوجد بصورة مجتمعات حرة في الطبيعة، مثل ضفدع الطين (ضفدع وايومينغ

Wyoming toad) والقرش الأسود ذي الذيل الأحمر. وعلى النحو الذي ذُكِرَ في الفقرة السابقة يجب إجراء دراسات مستفيضة عن هذا النوع في المنطقة التي يعيش فيها، وفي الفترات المناسبة.

3- مهددة بالانقراض ذات وضع حرج critically endangered: وهي الأنواع التي تواجه مجتمعاتها البرية خطراً كبيراً بالاختفاء في الوقت الحالي، مثل غوريلا الجبال والجمل ذي السنامين والذئب الإثيوبي ووحيد القرن السومطري. ويجب أن يكون تقدير الخطر مبني على معطيات واضحة وقابلة للقياس.

4- مهدد بالانقراض endangered: يواجه النوع خطراً كبيراً بالانقراض في المستقبل القريب، مثل الحوت الأزرق والفيل الآسيوي والباندا العملاقة والسلحفاة البحرية الخضراء والنمر، وغير ذلك.

5- عرضة للانقراض «عَطوب» vulnerable: يواجه خطر الانقراض على المدى المتوسط، مثل: الفيل الإفريقي والفهد الصياد والدب الكسلان والدب القطبي، وغير ذلك.

6- شبه مهدد near threatened: أي يمكن عدّه مهدداً في المستقبل البعيد نسبياً، مثل النسر المتوحد والبط ذي المنقار الأزرق والثور الأمريكي ووحيد القرن الأبيض، وغيرها.

7- مُقلِق least concern: أي لا يوجد خطر قريب على بقاء الأنواع. مثل الزرافة وحمامة الصخور والدب البني وغير ذلك.
ما هي التهديدات البشرية للأنواع المهددة بالانقراض؟

قطع الغابات والاستخدام غير المستدام للأراضي والمياه والطاقة والصيد الجائر 

الأنشطة الزراعية وقطع الغابات والاستخدام غير المستدام للأراضي والمياه والطاقة والصيد الجائر والتلوث وانبعاثات غازات الدفيئة والاحترار المناخي، مع ما يسبّبه من جفاف وتغيّر مناخي، فضلاً عن الأمراض والفيروسات، جميعها عوامل تهدد آلاف الموائل الطبيعية وتفاقم خطر الانقراض الذي تتعرض له آلاف الكائنات الحية، إذ تشير التقديرات.

أظهرت أحدث قائمة حمراء بالأنواع المهددة بالانقراض يوم الجمعة أن التأثيرات الناجمة عن السلوك البشري "مدمرة" للحياة البحرية، في ظل تقديرات بأن ما يقرب من عشرة بالمئة من النباتات والحيوانات التي تعيش تحت الماء باتت الآن مهددة بالانقراض.

ويتزامن صدور التقرير مع قمة الأمم المتحدة حول الطبيعة في مونتريال، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدول إلى وضع نهاية "للدمار غير المحكوم"، وتمرير اتفاق لوقف تدمير الموائل الطبيعية وعكس مسار هذا الدمار.

ومن بين حوالي 17903 من النباتات والحيوانات البحرية التي تم تقييمها من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، هناك أكثر من 1550 كائنا بحريا معرضا للانقراض، جراء تأثيرات السلوك البشري من تغير المناخ إلى التلوث، بحسب أحدث قائمة تُستخدم كمقياس للتنوع البيولوجي ويتم نشرها عدة مرات في السنة. وقال كريج هيلتون تيلور رئيس قسم إعداد القائمة الحمراء بالاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لرويترز "هذا يظهر أن تأثيرنا مدمر للغاية على الأنواع البحرية". وأضاف "تحت الماء، لا يمكنك رؤية ما يحدث حقا. وعليه فإن تقييم حالة الأنواع يعطينا مؤشرا حقيقيا لما يحدث هناك بالفعل، وهذه الأخبار ليست سارة".

الأنواع البحرية التي تواجه خطر الانقراض من المحتمل أن تكون أكبر بكثير 

وأوضح هيلتون تيلور أن الأنواع البحرية التي تواجه خطر الانقراض من المحتمل أن تكون أكبر بكثير مما تظهره البيانات الحالية لأن الأنواع التي تم تحليلها حتى الآن تميل لأن تكون أنواعا سمكية منتشرة على نطاق واسع، وليست مهددة في الوقت الحالي. وقال الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة إن عدد أفراد حيوان الأطوم (بقر البحر) انخفض لأقل من 250 حيوانا بالغا في شرق أفريقيا وأقل من 900 في كاليدونيا الجديدة الفرنسية. ومن بين التهديدات التي يواجهها بقر البحر فقدان مصدر الغذاء الرئيسي، وهو الأعشاب البحرية، بسبب التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في حالة موزامبيق والتلوث الناجم عن تعدين النيكل في المحيط الهادي. وتستعرض أحدث قائمة لأول مرة أنواعا مما يسمى الصفليح أو "أذن البحر"، وهو نوع من الرخويات يباع كأحد أصناف المأكولات البحرية الفاخرة. ووجد التقرير أن حوالي 44 بالمئة منها يواجه خطر الانقراض.


ويقول الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعية إن موجات الحرارة البحرية الشديدة والمتكررة تسببت في حالات نفوق جماعي، إما لأنها تتسبب في إصابتها بالأمراض أو عن طريق القضاء على مصادر غذائها. وقد انزلقت الشعاب المرجانية العمودية، وهي من الأنواع الموجودة في البحر الكاريبي فئتين من "معرضة للخطر" إلى "مهددة بالانقراض بشدة". وتقلص عدد سكانها بنسبة تزيد عن 80 بالمئة. وقالت أماندا فينسينت، رئيسة لجنة الحفاظ على الحياة البحرية التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعية إن "الوضع المروع لهذه الأنواع يجب أن يشعرنا بالصدمة ويدفعنا للاشتراك معا في اتخاذ إجراءات عاجلة".


الاستاذ الدكتور  عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مدير وحدة الجودة بالكلية- عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم.
icon

الأكثر قراءة