لفهم المقصود بالتزاوج الداخلي، دعونا نلقي نظرة على العلاقة بين الحيوانات وكيف يؤثر التزاوج الداخلي على صحتها وإنتاجيتها. حيث تحمل جميع الحيوانات جينات تحدد صفات معينة مثل طول الحيوان، واللون، والشكل، وإنتاج اللبن، والخصوبة وغيرها من الصفات. وعلى الرغم من أن جميع الأبقار لديها جينات جيدة، إلا أن بعضها لديها جينات سيئة تظل مخفية إذا ولد صغارها من آباء غير مختبريين وراثيا.
حيث تحمل الحيوانات من نفس السلالة نفس الجينات أو السمات، بما في ذلك السيئة - عندما يتم تزويج مثل هذه الحيوانات، فإن صغار هذه الحيوانات سوف يرثون هذه الجينات أو السمات السيئة من كلا الوالدين. غالبًا ما تصاب مثل هذه الحيوانات بالعديد من المشاكل بما في ذلك المضاعفات التي تؤدي إلى ولادة عجول ميتة وعجول متقزمة وضعف الخصوبة وأمراض متكررة وحتى تشوهات.
وبالتالي فان التربية الداخلية inbreeding هو تزاوج حيوانات بينها قرابة، هذا التزاوج يحدث تدهور يكون سريع في إنتاجية الحيوانات خاصة في العشائر صغيرة الحجم والتي بينها قرابة ويصعب تجنبها، إلا أن التدهور يتأخر في العشائر الكبيرة، كما تزداد فرص حدوث التزاوج بين الأقارب عندما يُجرى الانتخاب بصورة عملية في العشائر المغلقة وذلك لأن الحيوانات التي بينها قرابة تشترك مع بعضها في عوامل وراثية ولذلك أداء هذه الحيوانات والقيم التربوية لها تكون أكثر تشابها بالمقارنة بالحيوانات التي ليس بينها قرابة.
وبالرغم من ذلك يمارس المربون المحترفون سياسة متعمدة في التزاوج بين الحيوانات التي بها قرابة وذلك بهدف زيادة تكرار عوامل وراثية معينة مرغوبة ولها خطط معينة لذا لا يلجأ لها إلا خبير. حيث يجرى عمل انتخاب من أجل الحصول على صفات معينة بزيادة تكرار التزاوج بين الحيوانات التي بينها قرابة وتزداد بالتالي التربية الداخلية بالمقارنة بالعشائر التي يحدث بها تزاوج عشوائي في عشيرة من الحيوانات.
ولتجنب ظهور السمات غير المرغوبة، يوصي العلماء بعدم تزويج الحيوانات التي تشترك في أجداد أو آباء لهم جدود تحمل تلك الصفات. هذا يعني أنه يجب التحقق من السجلات العائلية للطلائق والأبقار قبل إجراء أي تزاوج حتى يتم اختيار الطلائق والأبقار بشكل صحيح. وفيما يلي بعض القواعد أو التدابير البسيطة التي يمكن لمربى الماشية اتخاذها لتحسين إنتاجية حيوانات الألبان والحد من خطر التزاوج الداخلي:
-الاحتفاظ دائمًا بسجلات لكل حيوان مثل تاريخ الميلاد، وسجلات التلقيح مثل اسم الطلوقة الذي أنجبه (الذي تم استخدام سائله المنوي)، وتاريخ التلقيح وبيانات الطلوقة المستخدم، وعدد مرات تلقيح الحيوان، والولادة وفترات الحمل.
-تجنب استخدام طلائق القرية أو الجيران لتلقيح بقرتك لمنع انتقال الأمراض التناسلية مثل البروسيلا. إذا كان لديك طلائق، يجب فصل الأبقار عن الطلائق لتجنب التزاوج الداخلي.
-حاول تسجيل جميع حيواناتك في جمعيات السلالات والجمعية الزراعية.
-لا تتخلص من قشة السائل المنوي بعد التلقيح الاصطناعي للبقرة للرجوع إليها عند الحاجة. يتم وضع علامة على جميع القشات باسم الطلوقة لتجنب تقديم نفس الطلوقة للابنة (يؤدي هذا إلى التزاوج الداخلي).
-استخدم دائمًا السائل المنوي من طلائق عالية الجودة معروفة بإمكانياتها أو خصائصها، الشراء يكون من مصادر موثوقة وتعمل على تسجيل السلالات والقيم التربوية للطلائق.
-استخدم دائمًا السائل المنوي من مقدمي الخدمات المعروفين المعترف بهم من قبل وزارة الزراعة لتحسين إنتاجية أبقارك من اللبن وصحتها وتسريع معدل نموها.
ولان التزاوج الداخلي هو مشكلة خطيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على إنتاجية قطيع الألبان وربحيته. فنحن نسرد هنا بعض الاعتبارات الإضافية التي يمكن أن تساعد في التحكم في التزاوج الداخلي:
-استخدام التلقيح الاصطناعي من مراكز تحت المراقبة: يعتبر التلقيح الاصطناعي أداة قوية للتحكم في التزاوج الداخلي لأنه يسمح لك باختيار مجموعة واسعة من الطلائق غير ذات الصلة بأبقارك.
-الاحتفاظ بسجلات دقيقة: من الضروري الاحتفاظ بسجلات دقيقة لجميع حيواناتك، بما في ذلك آبائهم وأجدادهم. يمكن أن تساعدك هذه المعلومات في تجنب التزاوج بين الحيوانات ذات الصلة الوثيقة.
-التعاون مع مربين آخرين: يمكن أن يساعدك التعاون مع مربي الأبقار الآخرين في توسيع مجموعة الجينات في قطيعك وتقليل خطر التزاوج الداخلي.
-استخدام الاختبارات الجينية: يمكن أن تساعدك الاختبارات الجينية في تحديد الحيوانات التي تحمل جينات غير مرغوب فيها. يمكن استخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرارات تربية جيدة.
الدكتور فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
