تعتمد النظم الغذائية للحيوانات المجترة في معظم البلدان النامية على الأعلاف الخشنة والمرتفع محتواها من الالياف: بشكل رئيسي المراعي الناضجة (خاصة في نهاية موسم الجفاف) ومتبقيات حصاد المحاصيل (مثل عيدان القمح والأرز والذرة الشامية والذرة الرفيعة).
هذه الأعلاف غير متوازنة لأنها تفتقر إلى البروتين والمعادن والفيتامينات ولأنها مرتفعة في محتواها من الروابط اللجنوسليلوزية وبالتالي فإن هضمها يكون منخفض. ونظرا لتلك الخصائص الفيزيقية والكيمائية التي تتسم بها هذه الأعلاف فإنها تتميز بانخفاض الاستهلاك منها (المأكول) مما ينعكس على الإنتاجية. وتعتمد مبادئ تحسين استخدام هذه المواد الخام ذات الجودة الرديئة من قبل الحيوانات المجترة على الأساس التالية:
أولا: تلبية متطلبات الكائنات الحية الدقيقة في الكرش من النتروجين والطاقة لضمان التخمر الفعال للألياف وزيادة إنتاج البروتين الميكروبي نسبة الى الأحماض الدهنية الطيارة.
ثانيا: موازنة منتجات الهضم التخمري بالكرش مع العناصر الغذائية (بشكل رئيسي من خلال استخدام البروتين العابر من الكرش) لتلبية احتياجات النمو وإنتاج الحليب واللحوم والصوف. ومن الناحية العملية، يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير ما يلي حسب الأولوية:
توفيرمصدر للنيتروجين بجانب مصدر للمعادن.
استخدام علف جيد النوعية (كمية صغيرة، 10 إلى 20%)، ويفضل أن يكون من دريس أو عروش البقوليات أو النباتات المقطوعة في مرحلة مبكرة.
استخدام كمية صغيرة من المكملات الغذائية التي تحتوي على مواد عابرة للكرش: وتشمل الأكساب الغنية بالبروتين (مثل كسب الصويا المعامل حراريا، أو كسب الفول السوداني ناتج الاستخلاص بالمذيبات) أو المكملات الغذائية التي تحتوي على النشا المعامل حراريا أيضا (مثل الذرة والذرة الرفيعة).
ونظرا لصعوبات التعامل مع الكميات الصغيرة من السائل المغذى، والذي تحدثنا عنه في مقالة سابقة، حيث انه من الصعب نقل المولاس السائل (يتطلب شاحنات صهاريج باهظة الثمن)، وتخزينه (يتطلب خزانات)، ومناولته (حيث انه شديد اللزوجة) وتوزيعه على الحيوانات (يستلزم أحواض أو أوعية أخرى) كما انه يتسبب في كثرة الذباب. وأيضا لإن القوالب المعدنية المستخدمة في اللعق والتي يتم استيرادها من الخارج عادة تكون باهظة الثمن وغالباً ما تكون نسبة التكلفة إلى الفائدة محل شك. ولان المغذيات مرتفعة القيمة الغذائية، باستثناء أوراق البقوليات، بشكل عام تعتبر من الأعلاف باهظة الثمن والتي تكون إما مطلوبة لتغذية الإنسان (الحبوب) أو يتم تصديرها للعملة الأجنبية (الاكساب الناتجة من الحبوب الزيتية) والتي تشير الأبحاث الى أن أهمية إدراجها بمعدل منخفض في الوجبات الغذائية يكون أمر فعال، لذلك يجب أن تكون اقتصادية للاستخدام في العديد من المواقف. هنا ظهر دور وأهمية إنتاج القوالب المولاسية باليوريا والعناصر المعدنية كى تستخدمها الحيوانات باللعق.
في الواقع إن تصلب المولاس هو وسيلة لحل الصعوبات التي نواجهها في توزيع وتغذية المولاس السائل، كما يسمح بدمج مختلف المكونات الأخرى. وقد جرت محاولات في العديد من البلدان من ضمنها مصر لتصنيع القوالب المولاسية التي تحتوي على نسبة عالية من المولاس، وكان تطويرها ناجحا للغاية. إن مفهوم استخدام قوالب المولاس واليوريا مع الأملاح المعدنية لتوفير العناصر الغذائية ليس جديدًا: فقد تم استخدامها منذ فترات طويلة ومع ذلك، فإن التحسن في المعرفة يشير الآن إلى مكانتها الاستراتيجية في استراتيجيات التغذية التي تهدف إلى تحسين إنتاج الماشية من قبل صغار المزارعين. ويعتبر الهدف الأساسي من هذه القوالب هو تزويد المزارع الصغير بمكمل غذائي يساعده في الاستفادة من متبقيات حصاد المحاصيل بواسطة الحيوانات المجترة، مما سيؤدي إلى تحسين كفاءة استخدام النظام الغذائي الأساسي بتكلفة مقبولة.
بمتابعة المقالات التالية سوف نوضح كيفية عمل تلك البلوكات (القوالب) وكيفية التغذية عليها.
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
اجرى نيوز ، موقع إخباري يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.