الخميس، 16 ربيع الأول 1446 ، 19 سبتمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

​دكتور عاطف كامل يكتب .. حيوان برى إنقرض من مصر: الأسد البربرى Barbary Lion

الدكتور عاطف كامل
الدكتور عاطف كامل مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس
أ أ
الأسد البربري أو الأسد النوبي أو أسد الأطلس والاسم العلمي:( Panthera leo leo) هو إحدى سلالات الأسود التي انقرضت في البرية خلال أوائل القرن العشرين، والتي استوطنت شمال إفريقيا واعتقد لفترة طويلة بأنه انقرض تماما في أوائل 1940 ولم يبق منه أي أفراد حية، إلا أن بعض الأسود التي يحتفظ فيها في حدائق الحيوانات والسيركات أظهرت خلال العقود الثلاثة الماضية بعضا من السمات التي جعلتها تعتبر من السلالة البربرية، أو مرشحة لتكون كذلك على الأقل. وظهر الأسد أيضًا بشكل متكرر في الفن والأدب المصري المبكر.

ترجع التماثيل والتماثيل الصغيرة للأسود الموجودة في عصر الفراعنة هيراكونبوليس وكوبتوس في صعيد مصر إلى فترة الأسرات المبكرة. تم تصوير الإله المصري القديم محيت برأس أسد. في مصر القديمة، تم تبجيل الإلهة سخمت برأس أسد كحامية للبلاد.
الأسد فى الحضارة الفرعونية القديمة عرف الأسد كرمز للقوة منذ العهد الفرعونى، خاصة فى ظل وجود تمثال أبو الهول فى هضبة الأهرام أمام أهرامات الجيزة الشهيرة، وهو تمثال لمخلوق أسطورى بجسم أسد ورأس إنسان وقد نحت من الحجر الكلسى، جامعا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان، ويعد الأسد أكثر الرموز المستخدمة على نطاق واسع حول العالم فى مختلف الثقافات والحضارات إما عن طريق استخدامه كمنحوتات أو لوحات أو حتى تماثيل ورايات وأعلام. فالأسود عاشت فى مصر فى عصور ما قبل التاريخ بأعداد كبيرة ثم انحصر تواجدها فى تخوم الصحراء والوديان فى العصور التاريخية ولقد قدست الأسود فى مصر القديمة بدء من عصور ما قبل التاريخ، حيث كان الأسد يرمز للقوة التى هى رمز للملك أو الحاكم وفى نفس الوقت كان الأسد رمزا من رموز الشمس وكان له علاقة بالإله رع وبمعبودات عدة مثل سخمت ومحيت، كما كانت الأسود من الحيوانات المستأنسة والمصاحبة لكن فى حالة الحيوانات الصغيرة التى يمكن الإقتراب منها وملامستها. وكانت تمثل الأسود الإلهة سخمت، ابنة رع، ويمثل كامرأة برأس لبؤة، وكان إلهة الحرب، وعلى الرغم من أنها كانت تسبب انتشار الأوبئة والأمراض، كانت أيضا شفيع الأطباء، وهى تتميز بقوة وشراسة وقدرة فاتكة، وتم تقديسها اتقاء لشرها.

 قدم المصريون القدماء العديد من ألوهيتهم كأسود نذكر من هذه الألهة على سبيل المثال لا الحصر :"باخت" كانت تمثل كلبوة و"سخمت" كانت تمثل كلبوة و"تفنوت" لبوة و شقيقها "شو" كأسد وأبو الهول بجسم اسد و رأس بشري".

تتراوح عينات الأسود البربري الحيوانية في اللون من البني الفاتح إلى البني الداكن. تتميز جلود الأسود الذكور بشعر قصير أو فاتح أو داكن أو طويل. يتراوح طول الذكر المحنط من الرأس إلى الذيل في المجموعات الحيوانية من 2.35 إلى 2.8 متر، وللأنثى حوالي 2.5 متر. يتراوح حجم الجمجمة من 30.85 إلى 37.23 سم. يمتد بعض الشعر فوق الكتف وتحت البطن إلى المرفقين. يبلغ طول شعر الشعر من 8 إلى 22 سم.

تعتبر الأسود البربرية من أكبر سلالات الأسود إجمالا، حيث تزن الذكور ما بين 400 و600 رطل (180 إلى 270 كيلوغراما) والإناث بين 220 و400 رطل (100 إلى 180 كيلوغراما) وهي بذلك تقارب الببور البنغالية في الحجم، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن هذه الأحجام يُبالغ فيها كثيرًا وإن الحجم الحقيقي لهذه السلالة يماثل حجم سلالات الأسود الإفريقية التي تقطن جنوب الصحراء الكبرى (التي تزن قرابة 400 رطل) بقليل، إلا أنه ليس هناك من مصدر موثوق يدعم هذا القول. كان العلماء الأوائل يفترضون أن بنية هذه الأسود الخارجيّة (لبدة الذكر الكبيرة التي تمتد لما بعد كتفيه) تميّزها عن غيرها من السلالات ويمكن بالتالي الاستناد إليها لتعريف هذه السلالة، إلا أنه يُعرف الآن أن لون وحجم اللبدة يتأثّر بعدد من العوامل الخارجيّة الخاصة بالبيئة التي يسكنها الحيوان مثل درجة الحرارة، وبالتالي فإن أي سلالة من الأسود يمكن أن تنمو لديها لبدة ضخمة في بيئة أكثر برودة، وهنا يمكن القول أنه لا يمكن تعريف الأسود البربرية عن طريق حجم لبدتها وإنما ينبغي تحليل حمضها النووي وإيجاد أثار فيه تدل على هويتها.

كانت هذه الأسود تعيش بشكل انفرادي كباقي السنوريات الكبيرة وعلى العكس من باقي سلالات الأسود الاجتماعيّة، وفي بعض الأحيان كانت تعيش في أزواج، ويعود السبب في ذلك إلى عدم توافر الطرائد بشكل واف في المناطق التي قطنتها. كانت الإناث من هذه السلالة تقوم بتربية أشبالها حتى تصل لسن البلوغ (حوالي سنتين) ومن ثم تفترق عنها.

أماكن تواجدة والتوزيع الجغرافى

استوطنت هذه الأسود شمال إفريقيا بكامله، إلا أن القسم الشرقي من تلك المنطقة (مصر وليبيا( يُحتمل بأنه لم يحو جمهرة كبيرة من الأسود حتى قبل أن يستوطنه البشر، ولعلّ ذلك يعود إلى قحل وجفاف المنطقة. يُعتقد أنه بحلول أوائل القرن الثامن عشر عند أقصى تقدير، كانت الأسود البربرية قد اختفت من القسم الشرقي المتوسطي لشمال إفريقيا وانحصرت في القسم الغربي منه (الجزائر، المغرب، وتونس) وعلى العكس من معظم سلالات الأسود الإفريقيّة، كان الأسد البربري صيّادا جبليّا يفضّل المناطق الحرجيّة على السهول المفتوحة والسفانا. وتشير الروايات التاريخية إلى أن الأسود في مصر كانت موجودة في شبه جزيرة سيناء، على طول نهر النيل، في الصحاري الشرقية والغربية، في منطقة وادي النطرون وعلى طول الساحل البحري للبحر الأبيض المتوسط. في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، اصطاد تحتمس الرابع الأسود في التلال القريبة من ممفيس. ساهم نمو الحضارات على طول نهر النيل وفي شبه جزيرة سيناء بحلول بداية الألفية الثانية قبل الميلاد والتصحر في عزل مجموعات الأسود في شمال إفريقيا.

علاقة السلالة بالإنسان وبداية اندثارها

كان المصريون القدماء أول بشر احتكت بهم الأسود البربرية، وقد تمّ ذلك عندما وجدت القبائل المرتحلة ملاذا لها في وادي النيل فاستقرت هناك وأخذت تعمل في الزراعة وتربية الماشية في المناطق الخصبة التي سكنتها الأسود مما أدى بالتالي إلى صدام معها. وقد تلا البربر المصريين في النزاع مع الأسد البربري وذلك عندما أخذوا يستقرون في قرى صغيرة في جبال شمال إفريقيا ويقومون بزرع بعض المناطق، منذ حوالي 3000 سنة، وكان كل من المصريين والبربر يدافعون عن مواشيهم ومنازلهم من الأسود البربرية باستخدام الحراب والسهام، إلا أنهم على الرغم من ذلك لم يكونوا خطرا حقيقيا على جمهرة تلك الأسود.

كانت الأسود التي اُحتفظ بها في معرض الوحوش في برج لندن خلال القرون الوسطى أسودا بربرية، كما أظهر فحص الحمض النووي الذي أُجري على جمجمتين محفوظتين بشكل جيّد عُثِر عليهما خلال عمليات تنقيب جرت في عام 1937، وقد تمّ تأريخ الفترة التي تعود إليها الجماجم بما بين الأعوام 1280 - 1385 و1420 - 1480. يُفيد الدكتور نوبويكي ياماغوشي من وحدة الحفاظ على الحياة البرية في جامعة أوكسفورد أن نموّ وازدهار الحضارات في وادي النيل وشبه جزيرة سيناء عند بداية الألفية الثانية ق.م. كان سببا في منع التنوع الجيني لدى هذه الأسود بما أنه أدى إلى عزل العديد من الجمهرات عن بعضها البعض. استمرت الأسود البربرية بالتواجد في البرية في بلدان ليبيا، تونس، الجزائر، والمغرب حتى حوالي قرن مضى فقط.

وكان للأسود البربرية موسم محدد للتزاوج يُعتقد بأنه كان يقع في شهر يناير، وذلك على العكس من الأسود القاطنة للسهول التي لا موسم تزاوج محدد لها وإنما تتناسل على مدار العام[17]، تُظهر السجلات الخاصة بالأسود البربرية الأسيرة أن فترة حملها تمتد لحوالي 110 أيام تقريبا، تضع الأنثى بعدها ما بين شبل إلى 6 أشبال إلا أن المعدّل غالبا يصل لما بين 3 أو 4 أشبال. تكون الصغار مرقطة غالبا برقط ورديّة قاتمة كثيفة وتزن حوالي 3.5 رطل عند الولادة، وهي تكسب وزنا بمعدّل 3.5 أونصات في اليوم وتبدأ أعينها بالتفتح عندما تصل لعمر 6 أيام ومن ثمّ تبدأ بالمشي عندما تبلغ 13 يوما. تصل الإناث إلى النضوج الجنسي عندما تبلغ سنتين تقريبا، إلا أنها لا تكون قادرة على الحمل إلى أن تصل لعمر 3 أو 4 سنين. تبدأ الذكور بإظهار اهتمامها بالإناث ما بين سن 24 و30 شهرا، إلا أنها لا تنجب صغارا خاصة بها قبل سن 3 سنوات، أو 4 إجمالا. 

التغذية

شملت الحمية الأساسية للأسد البربري عدّة أصناف من الحيوانات البريّة من شاكلة الضأن البربري، الخنازير البرية، غزلان كوفية، والأيائل البربرية. وبالإضافة إلى ذلك كانت هذه الأسود تقتات على المواشي المستأنسة من بقر والخراف بين الحين والأخر، حتى أنها كانت تقتنص الأحصنة في بعض الأوقات. لم يتم توثيق طريقة الصيد التي اعتمدتها الأسود البربرية يوما، إلا أنه يُعتقد بأنها كانت تلجأ لنفس أسلوب الخنق الذي تلجأ إليه باقي السنوريات الكبرى في العالم.

السلالات المقربة

[أظهرت دراسة في عام 1968 أن السلالات البربرية والأسيوية والإفريقية المختلفة بالإضافة لسلالة رأس الرجاء الصالح تمتلك نفس الخصائص في جماجمها وأبرزها الوجه الضيّق المستطيل الشكل الذي يظهر كثيرًا عند الأسود البربرية والآسيوية خصوصًا. ويظهر هذا الأمر بأنه لعلّ كان هناك صلة وثيقة بين أسود شمال إفريقيا وآسيا، كما يُظن بأن السلالة الأوروبية من أوروبة الجنوبية التي انقرضت قرابة العام 80 - 100 م كانت تمثل صلة وصل بين الأسود الشمال إفريقية والآسيوية. ويعتقد بأن السلالة البربرية تمتلك نفس طيّة الجلد التي تمتلكها الأسود الآسيوية على معدتها إلا أنها تختفي تحت لبدتها الطويلة التي تمتد على طول بطنها.

  بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مدير وحدة الجودة بالكلية- عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

تابع موقع اجرى نيوز   عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.


لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد  ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية
icon

الأكثر قراءة