السبت، 21 جمادى الأولى 1446 ، 23 نوفمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

دكتوررة أمانى إسماعيل تكتب : الاقتصاد الأزرق وعلاقته بالثروة السمكية

الاقتصاد الازرق
الاقتصاد الازرق
أ أ
techno seeds
techno seeds
ظهر مفهوم الاقتصاد الأزرق، والذي أرساه رجل الاقتصاد البلجيكي جونتر باولي، في أعقاب مؤتمر "ريو 20"، والذى انعقد في ريو دي جانيرو بالبرازيل في يونيه عام 2012، وأكد على حماية الإدارة المُستدامة للموارد المائية، استناداً إلى فرضية أن النظم الإيكولوجية السليمة للمحيطات، هي أكثر إنتاجية، وهي واجبة من أجل استدامة الاقتصادات القائمة على المحيطات.

مفهوم الاقتصاد الأزرق

تُعرِّفها المفوضية الأوروبية بأنها " جميع الأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالمحيطات والبحار والسواحل، وهي تغطي مجموعة واسعة من القطاعات الراسخة والناشئة، بالإضافة إلى الأنشطة التقليدية مثل مصايد الأسماك والسياحة والنقل البحري"، يتلازم الاقتصاد الأزرق بصناعات ناشئة بما في ذلك الطاقة المتجددة وتربية الأحياء المائية والأنشطة الاستخراجية لقاع البحار والتكنولوجيا الحيوية البحرية والتنقيب البيولوجي.

أهمية الاقتصاد الأزرق

- توفر صناعات الاقتصاد الأزرق سبلا لكسب العيش لما يزيد عن ٨٢٠ مليون شخص في جميع أنحاء العالم فى ميادين متنوعة، تتضمن الشحن البحري وما يتعلق بها من نقل وتوليد الطاقة والتعدين والإنشاءات والتجارة والسياحة والبحوث، من دون أن ننسى الخدمات الهامة للغاية التي يوفرها هذا الاقتصاد للنظام الإيكولوجي مثل احتجاز الكربون.
-  الاقتصاد الأزرق قطاع اقتصادي جديد وبديل إستراتيجي للدول البترولية وغير البترولية، حيث تشير الأبحاث إلى أن المخزون العالمي من البترول والغاز يكمن في باطن البحار والمحيطات. 
- يُشكل الصيد وتربية الأحياء المائية جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد الأزرق وربما يعتبر هذا القطاع أحد أهم القطاعات ، فالأسماك التي يتم صيدها من المحيطات توفر التغذية وسبل العيش والأمن الغذائي لسكان المناطق الساحلية، وتعتبر بمثابة دافع هام للتنمية الاقتصادية، لا سيما في البلدان النامية.
- مواجهة الأزمات العالمية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية ، والنظر إلى موارد المحيطات كمساحات تنموية، يمكن استخدامها بشكل مستدام، لتحقيق الازدهار الاقتصادي.

أهم الأنشطة التي يتضمنها الاقتصاد الأزرق والتي تتمثل فيما يلي  :

أولا : الصيد البحري: يعتبر قطاع الصيد البحري من أهم قطاعات الاقتصاد الأزرق، فمن شأنه توفير العديد من فرص العمل، وتحقيق الأمن الغذائي، ويوفر العديد من المواد الأولية للعديد من الصناعات، وكل هذا من شأنه أن يعمل على زيادة الدخل القومي للدول.
ثانيا : التكنولوجيا الحيوية البحرية : يعد قطاع التكنولوجيا الحيوية البحرية ( الزرقاء) واحدا من أسرع القطاعات نموا فى الاقتصاد الأزرق، حيث تستخدم تكنولوجيا عالية وفي قطاعات متعددة، تتسم بأنها شديدة الحساسية مثال ذلك الإنزيمات والعديد من المواد الكيمائية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل والمستحضرات الصيدلانية، ويحتل هذا القطاع أهمية كبرى في العديد من الدول المتقدمة، بل يعد أحد العوامل التي اعتمدت عليها الدول في الإسراع بمعدلات التنمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية فضلا عن دول جنوب شرق آسيا.
ثالثا : التعدين في سواحل وأعماق البحار والمحيطات: ويشمل هذا القطاع العديد من الموارد البحرية، مثل النفط والغاز والماس والذهب والكبريت والحصى والملح وغيرها من العناصر التي تدخل فى العديد من الصناعات، ويُعد هذا القطاع من أهم قطاعات الاقتصاد الأزرق، وتعتمد عليه كثير من دول العالم، أوصى البنك الدولي في أحد تقاريره بأن يجب على البلدان التي تدعم أو تفكر في أنشطة التعدين في أعماق البحار (DSM) المضي في أنشطتها بأعلى درجة من الحذر لتفادي إلحاق ضرر بالغ في النظام البيئي البحري ، وأن توفر ضمانات اجتماعية وبيئية مناسبة كجزء من ترتيبات الحوكمة القوية لهذه الصناعة الناشئة.
رابعا: الطاقة المتجددة البحرية: للطاقة المتجددة البحرية أشكال متعددة مثل الطاقة الشمسية البحرية، الرياح البحرية، الأمواج والمد والجزر، حرارة المحيطات ، طاقة الكتلة الحيوية البحرية، وتعتبر طاقة الرياح الأكثر انتشارا في العالم، ، وهناك قطاع التكنولوجيا الزرقاء الحيوية الذي يضم بعض المنتجات الطبية والمستحضرات الصيدلانية التي يتم إنتاجها من مواد مستخرجة من البحار، وتم تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في تحلية المياه من خلال تطوير التقنيات المتجددة. 
خامسا: الشحن والنقل البحري والمواني والخدمات اللوجستية البحرية) : يمثل قطاع النقل البحري والخدمات المجاورة له أهمية كبرى كوسيلة نقل رئيسية لكثير من السلع ومنها النفط والغاز والمواد الأولية والمواد الغذائية، وقد أشار مؤتمر الأونكتاد ( الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) إلى أن حصة التجارة البحرية قد تجاوزت ۷۲ %من حجم التجارة الدولية فى عام ۲۰۲۱ ، ويُشير المنتدى الدولي للنقل إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف حجم المبادلات عبر المواني أربع مرات بحلول عام ٢٠٥٠، وفي حقيقة الأمر فإنَّ المواني البحرية تمثل أهم أعمدة البنية التحتية للاقتصاد المعاصر، وأحد عناصر المنافسة والجذب بين اقتصاديات الدول.
سادسا : التجارة وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات: تمثل التجارة البحرية أهمية كبرى لكثير من دول العالم، فضلا عن خدمات التأمين البحري والخدمات ذات الصلة بتمويل السفن، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرية تشمل الاستشارات الهندسية البحرية، والبيئة وخدمات الأرصاد الجوية وإدارة المشروعات، والتأمين البحري والاستشارات الهندسية البحرية والمعلومات الجغرافية ، وتصميم اليخوت واتصالات الغواصات وغيرها من الهياكل البحرية، مع مراعاة العلاقة العضوية والمتكاملة بين البيئة والتنمية كون النظام البيئي جزءا لا يتجزأ من العملية التنموية. 
سابعا: الصناعة البحرية وتشمل بناء السفن وصيانتها وإصلاحها، وصيانة القوارب والغواصات واليخوت وغيرها من الهياكل العائمة، كما يشمل التكنولوجيا المستخدمة في الصناعة البحرية.
ثامنا : السياحة البحرية والترفيهية يمثل هذا القطاع أهمية كبيرة من بين قطاعات الاقتصاد الأزرق، ويوفر عددًا كبيرًا من فرص العمل، يمكن للسياحة أن تكون مصدرا مهما للنقد الأجنبي وترتبط بالرفاهية المجتمعية والاقتصادية والبيئية لكثير من البلدان ، وتعد السياحة البحرية أو المتعلقة بالمحيطات ، من القطاعات الحيوية للاقتصاد في العديد من البلدان ، بما في ذلك الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الساحلية الأقل نموا .
تأتي السياحة الساحلية والمتعلقة بالمحيطات بأشكال عديدة ، وتشمل سياحة الغوص ، وعلوم الآثار البحرية ، وركوب الأمواج ، والرحلات البحرية ، والسياحة البيئية ، وعمليات الصيد الترفيهية، ومن الأنشطة السياحية البحرية تسيير البواخر والسفن بين المواني، ومشاهدة الشعب المرجانية وركوب الغواصات والزوارق والأمواج، والعديد من الألعاب المائية، وممارسة هواية صيد الأسماك وغيرها من الأنشطة المرتبطة.
تاسعا : تربية الأحياء المائية: تمثل المأكولات البحرية موردا هاما لتحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي يحث أغلب الدول على التوسع في تربيتها؛ بهدف توفير احتياجات الشعوب في الداخل وتصدير الفائض بما يحقق عائدا بالعملات الأجنبية، وتشير الدراسات إلى أن الماكولات البحرية تمثل ٥٠% من البروتين الحيواني لنحو حوالي ٤٠٠ مليون نسمة في الدول النامية، كما يوفر قرابة 11 مليون فرصة عمل في هذه الدول.
عاشرا: التعليم والبحوث البحرية تهدف البحوث البحرية إلى تطوير إستراتيجيات شاملة لحماية البحار والمحيطات، وتشمل إدارة المصائد الأسماك ترميم واستعادة السواحل والعوائل البحرية والبحث حول آليات زيادة التعاون الدولي فى العلوم والتكنولوجيا البحرية، وتطوير إستراتيجيات شاملة لحماية البحار والمحيطات.
د/ أمانى إسماعيل مدير عام العلاقات العامة

تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعةصناعة الدواجن ، الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
icon

الأكثر قراءة