أ
أ
داء السكري من النوع الأول هو اضطراب مناعي ذاتي حيث يُتلف الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسئولة عن إنتاج الأنسولين. وبالتالي هي حاله يعجز فيها الجسم عن إنتاج كمية كافية من هرمون الأنسولين.
داء السكري من النوع الأول هو الأكثر شيوعًا لدى الأطفال. وهو لا ينتج عن نظام الطفل الغذائي أو أي قرارات أخرى متعلقة بنمط حياته، وليس للأطفال أي سيطرة على إصابتهم به إلا أن بعض الأطعمة تؤثر على مستوى السكر في الدم بطرق مختلفة، ومن المهم الانتباه لذلك.
من هم الأطفال المُعرضون لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول؟
يكون الطفل أكثر عُرضة لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول في الحالات التالية:- وجود فرد من العائلة مُصاب بهذه الحالة.
- الانتماء الى العرق الأبيض.
-العمر بين 4 و6 سنوات، أو بين 10 و14 عامًا.
ما هي أعراض داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال؟
غالبًا ما يظهر داء السكري من النوع الأول فجأة. قد تبدو أعراضه لدى الأطفال كأعراض الإنفلونزا. تختلف الأعراض من طفل لآخر وتشمل:- ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم والبول عند فحصها
- عطش غير طبيعي
- فقدان السوائل (الجفاف)
- كثرة التبول (قد يحتاج الطفل الصغير لتغيير حفاضاته مرات أكثر أو قد يبدأ الطفل المُدرّب على استخدام المرحاض بتبليل ملابسه أو فراشه)
-جوع شديد مع فقدان الوزن
-فقدان الشهية لدى الأطفال الصغار
- ضبابية الرؤية
- غثيان وقيء
-ألم في البطن

كيف يُعالج داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال؟
يحتاج الأطفال المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى حقن يومية من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.و يُعطى الأنسولين إما عن طريق الحقن أو مضخة الأنسولين. يشمل العلاج أيضًا:
- تناول الأطعمة المناسبة للتحكم في مستوى السكر في الدم. ويشمل ذلك تنظيم مواعيد الوجبات وحساب كمية الكربوهيدرات.
- ممارسة الرياضة او النشاط البدني لخفض مستوى السكر في الدم.
- إجراء فحوصات دم دورية للتحقق من مستويات السكر في الدم. قد يستخدم الطفل جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر.
- إجراء فحوصات بول دورية للتحقق من مستويات الكيتون.
- إذا كان لديك طفل مصاب بداء السكري من النوع الأول، فإن التخطيط للوجبات أمر بالغ الأهمية. فكل ما يأكله طفلك قد يؤثر على مستوى سكر الدم لديه.
التغذية الجيدة
مثل جميع الأطفال، يحتاج الأطفال المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى أطعمة غنية بالعناصر الغذائية تساعدهم على النمو والحفاظ على وزن صحي. على مدار اليوم، يجب أن يحصل طفلك على ما بين 15% و25% من سعراته الحرارية من البروتين، و25% و35% من الدهون الصحية، و40% و60% من الكربوهيدرات.
حساب الكربوهيدرات
توجد الكربوهيدرات في معظم الأطعمة، وليس فقط في الخبز والبطاطس. فهي تُزوّد الجسم والدماغ بالطاقة اللازمة لأداء وظائفهما على أكمل وجه. ولكن يجب توجّيه طفلك نحو الكربوهيدرات المعقدة، مثل الخضراوات والحبوب الكاملة. فهي غنية بالفيتامينات والمعادن التي تُحافظ على صحته، بالإضافة إلى الألياف التي تُساعد على ضبط مستويات السكر في الدم.مع تجنب الكربوهيدرات البسيطة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة وغيرها من الحبوب المُصنّعة، والحلويات، والكريمة. فهي قد ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة.
تعتمد كمية الكربوهيدرات التي يحتاجها طفلك على وزنه، وعمره، وحجمه، ومستوى نشاطه البدني، وأي أدوية يتناولها.
يمكن المحافظة على استقرار مستويات السكر في دم الطفل من خلال حساب كمية الكربوهيدرات التي يتناولونها في كل وجبة رئيسية أو وجبة خفيفة، ثم تعديل جرعات الأنسولين المناسبة لها.
خطة تبادل الوجبات
مع "خطة تبادل الوجبات"، ستتضمن قائمة طعام طفلك الكمية التي يمكنه تناولها من ست مجموعات غذائية مختلفة: النشويات، والفواكه، والحليب، والدهون، والخضراوات، واللحوم. يمكن استبدال نوع طعام بآخر بنفس الكمية من السعرات الحرارية، والبروتين، والكربوهيدرات، والدهون. بالنسبة للأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري، غالبًا ما يركز أخصائيو التغذية على تبادل الكربوهيدرات، لأن هذا يؤثر على سكر الدم بشكل كبير.الأطعمة التي يجب تجنبها
لا توجد أطعمة محددة ممنوعة على طفلك، ولكن هناك أمور يجب مراعاتها عند تخطيط وجباته - يُعتبر مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. لذلك، من الجيد تجنب الأطعمة الدهنية التي تحتوي على الكوليسترول، والدهون المشبعة، والدهون المتحولة.
-تجنب الأطعمة الغنية بالملح. تناول الكثير من الصوديوم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
-قلّل من تناول الأطعمة السكرية مثل الحلوى، والبسكويت، والكريمة، والمشروبات الغازية التي ترفع سكر الدم بسرعة. يُفضّل تناولها مع وجبة الطعام ومع الأنسولين.

الحل عند انخفاض مستوى السكر عن الحدود الصحية
يمكن أن يُسبب نقص سكر الدم مشاكل خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا. قد تنخفض مستويات الجلوكوز لدى طفلك إذا تخطى وجبة أو وجبة خفيفة، أو لم يتناول كمية الكربوهيدرات المطلوبة. كما قد يحدث ذلك إذا تناول الأنسولين في وقت غير مناسب، أو مارس الرياضة أكثر من المعتاد دون تناول وجبات خفيفة إضافية أو تعديل جرعة الأنسولين. إذا كانت مستويات الجلوكوز لدى طفلك منخفضة، فأعطه طعامًا سكريًا. المشروبات الغازية العادية، أو عصير البرتقال، أو حتى كريمة تزيين الكيك ترفع مستويات الجلوكوز بسرعةكيف تؤثر الأطعمة على سكر الدم؟
بعض الأطعمة تؤثر بشكل مباشر على سكر دم طفلك مثل : الفواكه - الحبوب مثل الخبز والأرز والمعكرونةبعض منتجات الألبان مثل الحليب أو الزبادي - الخضراوات النشوية مثل البطاطس والذرة - لأطعمة السكرية مثل الحلوى
عند تناول هذه الأطعمة، يقوم الجهاز الهضمي بتكسيرها إلى سكر يدخل مجرى الدم. يساعد الأنسولين على استهلاك السكر وخفض مستويات السكر في الدم مرة أخرى.
البروتينات الصحية مثل اللحوم الخالية من الدهون والبيض، والدهون مثل الزبدة وزيت الزيتون، لا تؤثر إلا بشكل طفيف على سكر الدم. ومع ذلك، يمكن لهذه الأطعمة أن تبطئ عملية الهضم، مما له تأثير غير مباشر. هذا يعني أن جسم طفلك يمتص السكر بشكل أبطأ، مما قد يغير كمية وتوقيت الأنسولين الذي قد يحتاجه الطفل المصاب بالسكري.

ما هي التوصيات الغذائية لمرضى السكري من النوع الأول؟
-تجنب المشروبات السكرية. اختر الماء بدلاً منها. تتوفر العديد من أنواع المياه الغازية التي تحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات أو بدائل السكر. جرب أيضاً إضافة الفواكه والأعشاب الطازجة إلى الماء لإضفاء نكهة مميزة، ولكن دون إضافة سعرات حرارية أو سكر إضافي. يُعدّ كريستال لايت، أو عصير الليمون الخالي من السكر، أو الشاي غير المُحلى خيارات أخرى، ولكن لا ينبغي أن يكون مصدر الترطيب الرئيسي.- لا تدع طفلك يفوت وجباته، فقد يؤدي ذلك إلى الإفراط في تناول الطعام في الوجبة التالية.
-حتى لو كان طفلك يحاول إنقاص وزنه، يجب ألا يفوت وجبة أبدًا. يجب عليه فقط تقليل حجم الحصص.
- تناول كمية أكبر من الألياف يوميًا للمساعدة في ضبط مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى عديدة.
- اختر كربوهيدرات صحية في كل وجبة، وحاول دمجها مع الدهون والبروتينات. من أمثلة الكربوهيدرات الصحية: معكرونة القمح الكامل، والأرز البني، وخبز القمح الكامل، ودقيق الشوفان، والفواكه.
شجع طفلك على تجربة أطعمة جديدة واكتشاف الأطعمة التي يحبها. بإشراك الأطفال في قرارات تخطيط وجباتهم، يمكنك مساعدتهم على الشعور بالرضا عن عاداتهم الصحية.

بقلم الدكتورة عزيزة صلاح الدين باحث بقسم الاغذية الخاصة والتغذية معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية