تعد الأنظمة الغذائية الصحية والمستدامة والشاملة للجميع بالغة الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية للعالم. وتعد التنمية الزراعية من أقوى الأدوات لإنهاء الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك وتوفير الغذاء لنحو 9.7 مليارات شخص بحلول عام 2050. وتزيد فاعلية النمو في القطاع الزراعي بواقع مرتين إلى أربع مرات عن القطاعات الأخرى من حيث زيادة مستوى الدخل فيما بين الفئات الأشدّ فقرا، حيث أفادت تحليلات أجريت عام 2016 أن 65% من الفقراء العاملين البالغين يكسبون قوتهم من الزراعة.
وتعد الزراعة أيضاً بالغة الأهمية للنمو الاقتصادي, ففي عام 2018، كانت تشكل 4% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وفي بعض أقل البلدان نمواً، يمكن أن تشكل أكثر من 25% من إجمالي الناتج المحلي.
لكن أنشطة النمو والحد من الفقر والأمن الغذائي، التي تقودها الزراعة، باتت معرضة للخطر وتؤثر الصدمات المتعددة من الاضطرابات الناجمة عن جائحة كورونا إلى الأحوال الجوية بالغة الشدّة والآفات والصراعات على الأنظمة الغذائية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتزايد الجوع.
ويمكن لتسارع وتيرة تغير المناخ أن يزيد من انخفاض غلة المحاصيل، وخاصة في أكثر مناطق العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي. وتتسبب أساليب الزراعة والحراجة وتغيير استخدام الأراضي في نحو 25% من انبعاثات غازات الدفيئة؛ ومن ثم، من الممكن حل جزء من مشكلة تغير المناخ من خلال جهود التخفيف في قطاع الزراعة.
ويهدد النظام الغذائي الحالي أيضاً صحة الإنسان والكوكب ويتسبب في مستويات غير مستدامة من التلوث والنفايات.
فثلث الغذاء المنتج على مستوى العالم إما يتعرض للفقد أو الهدر.
وتعد معالجة الفاقد والمهدر من الأغذية أمراً بالغ الأهمية لتحسين الأمن الغذائي والتغذوي، فضلاً عن المساعدة في تحقيق الأهداف المناخية والحد من الضغوط على البيئة.
كما أن المخاطر المرتبطة بالنظم الغذائية السيئة هي أيضا السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.
فهناك الملايين من البشر الذين لا يتناولون ما يكفي من الطعام أو يتناولون أنواعا خاطئة منه، مما يتسبب في عبء مزدوج لسوء التغذية الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض والأزمات الصحية. وتوصل تقرير لعام 2021 إلى أن هناك ما بين 720 إلى 811 مليون شخص قد عانوا الجوع في عام 2020، أي أكثر من 10% من سكان العالم.
ويمكن أن يتسبب انعدام الأمن الغذائي في تردي نوعية النظام الغذائي وزيادة مخاطر مختلف أشكال سوء التغذية، مما قد يؤدي إلى نقص التغذية وكذلك زيادة الوزن والبدانة، وتشير التقديرات إلى أن 3 مليارات شخص في العالم لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي.
ويضيف تأثير الحرب في أوكرانيا مخاطر على الأمن الغذائي العالمي، مع احتمال أن تظل أسعار الغذاء مرتفعة في المستقبل المنظور.