العمليات الزراعية لمحصول القمح في المرحلة الحالية، يمر معظم القمح المزروع حاليا في الأراضي الطينية بمرحلة عمرية مهمة جدا وهي مرحلة التفريع وتأسيس المجموع الخضري أو الغطاء النباتي.
وهناك ثلاث عمليات زراعية مؤثرة بشكل كبير على نمو النبات، ولها تأثير كبير على إنتاجية الحبوب في النهاية.، فعلينا أن نهتم بتلك العمليات ونؤديها على أكمل وجه حتى ينعكس ذلك بشكل إيجابي على محصول القمح والحبوب.
هذه العمليات الثلاثة هي رية المحاياة والتسميد الأزوتي والمكافحة الكيماوية للحشائش.
أولاً:- رية المحاياة (التشتية)
الكثير يسأل بعد كم يوم أعطي رية المحاياة (التشتيه)؟؟؟. ودائما نقول ان الأصل في الري حاجة الأرض والنبات للماء. وليس المهم عدد الأيام ولكن الأهم حالة الأرض والنبات. فهل الأرض في حاجة الى الماء أم لا. ويتوقف ذلك على نوع الأرض والظروف الجوية. هناك بعض الأراضي تحتاج الري على أقل من ٢٠ يوم والبعض قد تصل إلى ٢٥ أو ٣٠ يوم، فالمهم حالة النبات والأرض.
والوقت الحالي يوافق رية المحاياة (التشتية) وهي الرية التالية لرية الزراعة. ويجب أن تكون بعد 20-30 يوم من الزراعة كما ذكرنا سابقا. وتختلف الفترة حسب خصائص الأرض والظروف الجوية.
ورية المحاياة من أهم الريات للنبات حيث تكون في مرحلة حرجة جدا من عمر النبات والتي لها تأثير كبير على الإنتاجية، ويرجع ذلك إلى تزامنها مع بداية مرحلة التفريع للنبات والتأسيس وبناء الغطاء النباتي.
ولما كان توافر العناصر الغذائية والمياه هي من أهم العوامل التي تنشط وتزيد التفريع. فتأخير رية المحاياة عن اللازم يعرض النبات لإجهاد العطش وفي نفس الوقت نقص السماد الأزوتي في الفترة التي يكون النبات في أمس الحاجة إليه. وبالتالي فإن تأخير رية المحاياة يؤثر تأثير سلبي بدرجة كبيرة على الإنتاجية.
والري بصفة عامة من العمليات الهامة لمحصول القمح وتبرز أهميته من خلال تأثيره المباشر على نمو النبات وكذلك ارتباط التسميد بالري من حيث الإضافة، لضرورة إضافة السماد مع الري.
كما أن كفاءة السماد تعتمد اعتمادا كبيراً على عملية الري، فكلما كان الري معتدلا وجيدا مع صرف الماء الزائد كانت كفاءة السماد في أعلى درجاتها. وحينما يكون هناك تغريق وإسراف في الري وسوء صرف، تكون كفاءة السماد منخفضة جدا, لذلك وجب العناية جدا بضبط الري بصفة عامة ورية المحاياة بصفة خاصة.
وهناك اعتقاد خاطئ بأن تأخير رية المحاياة يشجع ويزيد التفريع وهذا خطأ 100% ويستند هذا الاعتقاد على اللون الأخضر الداكن للنبات مع العلم أن المظهر الأخضر الداكن للنبات ليس مظهراً صحياً للنبات ولكنه يدل على أن النبات يعاني من الإجهاد للعطش.
ويجب العناية برية المحاياة أكثر في حالة الزراعة الحراتي وعدم تأخيرها، حيث تتشرب الأرض كميات كبيرة من المياه في هذه الرية بالتحديد وزيادة المياه تسبب مشاكل التغريق التي تعوق نمو النباتات.
ومن المهم جداً أن نعلم بأن ري أرض القمح حتى لو فيها نسبة رطوبة لا يضر المحصول في حالة ضبط عملية الري، ولا يحدث الضرر إلا في حالة تشبع الأرض بالمياه ووقوف المياه بها لفترات وعدم الصرف بعد الري.
ثانياً:- التسميد
لابد من إضافة جرعة سماديه مناسبة مع هذه الرية حسب خصوبة الأرض وهل تم إضافة جرعة تنشيطية سابقاً من عدمه.
يوصى بمعدل 75 كجم نيتروجين للفدان من السماد النيتروجينى. وذلك يعادل ٣-٤ شيكارة يوريا (46% أزوت) أو حوالي ٥ شيكارة من نترات النشادر(33.5% آزوت) أو حوالي ٧ شيكارة من سلفات النشادر(20.6% أزوت).
وينصح بإضافة السماد الآزوتى على ثلاث دفعات الدفعة الأولى وتسمى تنشيطية وتضاف قبل ريه الزراعة مباشرة بمعدل 20%. والدفعة الثانية بمعدل 40% وتضاف قبل ريه المحاياة مباشرة والدفعة الثالثة 40% وتضاف قبل الرية الثانية مباشرة.
فحاليا يجب إضافة ٤٠% من السماد النيتروجيني مع رية المحاياة في حالة إضافة جرعة تنشيطية سابقا مع الزراعة. وذلك ضروري جدا في هذه الفترة, أي حوالي شيكارة ونصف يوريا أو ٢ شيكارة نترات.
وفي حالة عدم إضافة الجرعة التنشيطية مع الزراعة ينصح بضرورة إضافة السماد الأزوتي على دفعتين الأولى مع رية المحاياة الحالية وتمثل 60% اي ما يعادل ٢ شيكارة يوريا أو ٣ شيكارة نترات والثانية مع الرية التالية لرية المحاياة وتمثل 40% .
وعلينا أن نعلم أن إضافة السماد في ميعاد غير مناسب يؤدى إلى عدم تحقيق الاستفادة المثلى منه, كما أن حدوث التغريق مع الري وسوء الصرف بالأرض ثقيلة القوام يعمل على تقليل كفاءة امتصاص السماد بدرجة كبيرة جدا.
ومن ذلك يتضح أنه ليس المهم في التسميد، الكمية فحسب بل الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد.، فلابد من إضافة السماد في الميعاد الموصي به قبل الري، مباشرة ولا ينصح أطلاقا بإضافته بعد الري.
المهندس/ حازم عبد الهادي
استشاري المحاصيل الحقلية وأمراض النبات