احمد فلاح بسيط ودخله صغير ويعمل فى أعمال غير الزراعة وانشغاله بالعمل غير الزراعى قد أثر على عمله الزراعى مما جعل إنتاجه الزراعى ينخفض والعوائد ضعيفة، كل ذلك فى وقت هو فى حاجة لزيادة دخله لمواجهة موجات الغلاء التى تضرب البلاد بلا هواده وكل يوم تزداد متطلبات الاسرة فى ظل تلك الامكانات الضعيفة.
هذا الوضع جعله يفكر جديا فى تحسين دخله من عمله الزراعى والذى اصر على ان يكون عمله الأساسى فى مساحة أرضه الصغيرة التى لا تضمن له دخل ثابت ولا مناسب المعيشة وتوفير متطلبات أسرته. نظر أحمد إلى تلك البقرة الواقفه أمامه وتستهلك كميات من الأعلاف تكلفه مبلغ مالى كل يوم يفوق الخمسين جنيها وتنتج له ٧ كجم من اللبن إذا باعه خام للبان تحصل على مبلغ لا يزيد عما يصرفه يوميا، عندها توقف مع نفسه وفكر كيف يمكن أن يغير من تفكيره وتطوير عمله إنتاج منتجات يمكن ان تدر عليه دخل جيد يحسن من حياته المعيشية هو وأسرته وكان يزرع فى أرضه خيار يشتريه منه تاجر الجملة بأسعار زهيدة لا تعادل ماصرف على المحصول ومجهوده. عندها قرر جديا ان يبحث عن حل ويتحول من مجرد مزارع لمنتج، خاصة ان أبناء قريته يذهبون لشراء المنتجات من السوبر ماركت فى المركز.
ذهب أحمد يحمل همومه فى عقله ويقلبها على كل الأوجه ويسئل نفسه أى الأنشطة يمكن أن أبداء بها؟ وكم من رأس المال يمكن أن يتطلبه إنتاج هذا المنتج. مر على كثير من المحلات ورأى كثير من المنتجات وأخذ يفكر ويفكر، أى من المنتجات التالية يمكننى إنتاجها؟ وما هى الأدوات اللازمة للانتاج؟ وما هى تكاليف المنتج؟ وكم سيكون ثمن بيع المنتج؟ وهل سيرى المنتج رواج وإقبال من المستهلكين ام لا؟ . ظلت الأفكار تدور في رأس أحمد كلما مر على أحد المنتجات، فهذا فشار، وهذا عصير، وهذا دولسى، وهذا خضار مجهز ومعباء، وتلك جبن وزيادة وغيرهم الكثير من المنتجات التى يمكن أن ينقذها بنفسه خاصة وأن الخامات متوفرة لديه وبأسعار زهيدة ولا منافس له على تلك الخامات. فكر أحمد وأخذ يفكر ويفكر ثم هداه تفكيره إلى إنتاج منتجات لبنية ودولسى خاصة وأن لديه بقرة تنتج له لبن رخيص.
ذهب أحمد لمحل بيع أدوات تصنيع المنتجات اللبنية وسئل عن أسعار تلك الأدوات التى يحتاج إليها وسجل الأسعار وعاد إلى المنزل. فى اليوم التالى ذهب أحمد إلى مدرسة الزراعة بالمركز وسئل عن دورات تدريبية لمنتجات الألبان وسجل اسمه فى هذه الدورات وحتى بداية الدورات كان أحمد قد حصل على كافة التصاريح اللازمة للإنتاج وبداء فى تجهيز مكان التصنيع طبقا للاشتراطات والقواعد الصحية. واصل أحمد التدريب بجد وسعى للحصول على كل المعلومات والخبرات اللازمة لعملية تصنيع الجبن القريش والقشده والزبدة. بعد انتهاء التدريب قام أحمد بتصنيع كميات صغيرة يضمن توزيعها وتسويقها وجرت العجلة وانتشرت منتجاته وبداء فى تجميع الألبان بصورة نظيفة من الفلاحين المجاورين له وزادت كميات المنتجات وعمل بجد على توزيعها بالقرى المجاورة والمركز حتى أصبح علامة مميزة فى المنطقة. دفع النجاح أحمد لزيادة رؤوس الماشية إلى ٥ رؤوس واشترى ماكينة حليب متنقلة صغيره تقوم بحلابة بقرتين في وقت واحد وزاد من تجميع الألبان من جيرانه.
أحمد لم يتوقف عند هذا بل بداء يحفز جيرانه بشراء حيوانات عالية الادرار وقام بشراء معدات لتجهيز الأعلاف وبيعها لجيرانه. أحمد لم ينجح وحده بل دفع جيرانه لزيادة الإنتاج وزيادة تربية الماشية لإنتاج الألبان واللحوم. أحمد شارك مع جيرانه لتجهيز مجزر صغير والحق به مكان لتجهيز قطعيات اللحوم وتسويقها. هذا النجاح دفع أبناء القرية للتفكير فى اضافة منتجات جديدة مثل تربية نحل العسل والدواجن وباقى الطيور الداجنة. لم يتوقف الأمر فى قرية أحمد عند هذا الحد بل قام بعض الجيران لتجهيز جانب من منازلهم لعمل سياحة ريفية وصنع الفطير المشلتت والمأكولات الريفية المميزة وتجهيز خيول ذات سرج وغيرها تجر الكارتات للتنزه فى القرية والقرى المجاورة وتحولت القرية من قرية خاملة إلى قرية نشيطة متعددة الأنشطة والمنتجات وكل يوم تزداد الأنشطة وتزداد الفاعلية للقرية وتزداد دخول المزارعين وزيادة الإنتاج والمنتجات. تلك كانت دراسة حالة لاحد قرى الريف التى أحبها أبنائها فاحبتهم واعطوها فاعطتهم.
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
اجرى نيوز ، موقع إخباري يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة في الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.