الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446 ، 22 نوفمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبو دنيا يكتب .. توصيات للاستفادة من الأعلاف الخشنة في تغدية الحيوان

فوزي ابو دنيا
ا. د. فوزي أبو دنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
أ أ
techno seeds
techno seeds
يتم تحديد العناصر الغذائية الموجودة في الأعلاف الخشنة حسب مرحلة نضجها. بشكل عام، كلما كانت مرحلة الحصاد مبكرة، كلما زاد محتوى الطاقة والبروتين. وستكون قابلية الهضم والاستساغة أيضًا مرتفعة. القش والأتبان هي عبارة عن علف خشن يمكن استخدامه بفعالية في أي برنامج خاصة في فترة الشتاء لتغذية الأبقار والجاموس وذلك بعد خلطها بالبرسيم الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من الرطوبة مما يؤثر على الهضم والاستفادة منه حيث أن عملية الخلط بمواد العلف الخشنة الجافة يقلل من نسبة الرطوبة ويقلل من معدل مرور الكتلة الغذائية بالكرش ويزيد من الهضم والاستفادة من الأعلاف الخشنة، على الرغم من الحاجة إلى تغذية إضافية من الطاقة والبروتين لتجنب الامتلاء للكرش وضمان تلبية متطلبات الحيوان. كما هو الحال مع أي نظام غذائي، يوصى أيضًا بالاهتمام بالفيتامينات والمعادن التكميلية.


جودة القش



يمكن أن يتراوح محتوى البروتين في القش من 1 إلى 8% ومحتوى الألياف من 25 إلى 65% . وهذا التباين يعني أنه من المهم تحليل القش بمعامل متخصصة في تحليل الأعلاف، يليه تلك الأهمية وجوب اتزان العناصر الغذائية بالعليقة، وذلك لتلبية احتياجات الحيوانات لكل مرحلة من مراحل دورتها الفسيولوجية. على سبيل المثال وبشكل عام، يتمتع سفير القصب بجودة تغذية أفضل من تبن الشعير، والذي بدوره يتمتع بجودة أفضل من قش القمح. غالبًا ما يكون القش الذي يبلغ عمره عامًا أكثر قبولا من القش الطازج. ويمكن أيضًا استخدام القش من المحاصيل الأخرى. يحتوي قش المحاصيل البقولية، مثل الفول والعدس والحمص والفاصوليا واللوبيا، على مستويات أعلى من البروتين والطاقة مقارنة بقش المحاصيل النجيلية. يمكن استخدام قش الكتان فى المناطق المهتمة بزراعة الكتان حيث انه مستساغ جدًا ويتم استخدامه بنجاح من قبل منتجي الماشية، ولكن يجب توخي الحذر إذا كان القش أخضر اللون نظرًا لاحتمال وجود حمض البروسيك. مرة أخرى، ينبغي إجراء تحليل الأعلاف لتحديد مستويات حمض البروسيك التي قد تكون موجودة.




إدراج الأعلاف الخشنة في برامج التغذية الشتوية



يركز الفلاح المصري على جعل المواليد فى فترة الشتاء حيث يتوفر البرسيم الأخضر الذي يوضع على قائمة أفضل الأعلاف من الناحية الغذائية إلا أن تغذية البرسيم بمفرده فى الشتاء يسبب مشاكل كثير للحيوان وأيضا خسائر اقتصادية للمزارع نتيجة الهدر الذي يحدث للعناصر الغذائية. يرجع هذا الأمر كما زكرنا سالفا لارتفاع نسبة الرطوبة في البرسيم ومن هنا تأتى فكرة دمج البرسيم مع الأعلاف الجافة الخشنة في الشتاء لعمل استفادة متبادلة من كلا المادتين من الأعلاف (البرسيم والأعلاف الخضراء).



غالبًا ما يتم زيادة كمية القش في برنامج التغذية خلال الثلث الثاني من أشهر الحمل للأبقار الناضجة، حيث تكون احتياجاتها من البروتين والطاقة أقل مما كانت عليه في أواخر الحمل وأثناء المرحلة المبكرة من الحليب.  يمكن أن يساهم القش عالي الجودة بما يصل إلى 75% من النظام الغذائي الشتوي للبقرة إذا تم استكماله بشكل صحيح، في حين أن القش منخفض الجودة قد يشكل 50% فقط من وجبتها الغذائية اليومية. من المعروف انه يتم هضم القش بمعدل أبطأ من الدريس، لذلك يمكن أن تستهلك البقرة كمية أقل من القش (بحد أقصى 1.25٪ من وزن جسمها) مقارنة بالتبن (2-2.25% من وزن جسمها) على أساس يومي.


 مثال: بقرة وزنها 500 - 533 × 1.25 % = 6.7 كجم من المادة الجافة للقش. إذا كان القش يحتوي على نسبة رطوبة تبلغ 12 بالمائة، فإننا نقوم بتقسيم 6.7 كجم من المادة الجافة المتناولة على 88 % مادة جافة فنحصل على 7.6 كجم من كمية القش المتناولة على أساس "الوزن الطازج". وبالتالي سوف تختلف كمية المأكول بسبب التباين في هضم أنواع مختلفة من القش.



من الناحية الأخرى، سيؤدي فرم أو تجهيز القش إلى زيادة المأكول اليومي، على الرغم من أنها لا تزال بحاجة إلى بروتين وطاقة إضافيين أو ستؤدي إلى مشاكل مثل الامتلاء وسوء التغذية وانخفاض إنتاج الحليب وانخفاض معدلات النمو الجنيني. هناك عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار وهو أن المستهلك من القش للبقرة ينخفض في حدود 12 إلى 13 % عندما تكون في المراحل المتأخرة من الحمل. حيث تقل قدرتها على استيعاب الكميات الضخمة من الغذاء بسبب المساحة التي يشغلها العجل النامي في تجويف البطن. لذا من الضروري انه يجب الاحتفاظ بالتبن عالي الجودة خلال الأسابيع الستة الأخيرة من مرحلة الحليب، كما يجب أيضًا استخدام التبن عالي الجودة للعجلات الصغيرة الحوامل حيث انه تكون في حالة نمو بجانب نمو جنينها وكذا العجول والعجلات النامية.


إدراج الأعلاف الخشنة يسهم فى توفير علائق متوازنة بشكل صحيح.


كما ذكرنا سابقًا، ستحتاج الأبقار التي تتغذى على حصص من القش إلى طاقة إضافية وبروتين. يمكن أن تشمل مصادر البروتين البرسيم (كما ذكرنا سالفا) أو تعويض ذلك باستخدام تبن البرسيم أو عروش البقوليات أو أي مكمل البروتين. فى فصل الصيف يتم فرم الدروة أو حشيشة السودان أو غيرها مما يتوفر من أي أعلاف خضراء بديلا للبرسيم حيث أن تلك الأعلاف الخضراء تحتوي على نسبة كبيرة من الأوراق التي تتميز باحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية بكميات كبيرة ومن المفضل خلط تلك الأعلاف الخضراء بالأعلاف الخشنة للاستفادة من كليهما كما أشارنا سابقا في البرسيم. في حين تعتبر الحبوب مصادر جيدة للطاقة. يمكن للبقرة الناضجة أن تستهلك بأمان حوالي 3.5 – 4 كجم من المركزات مثل الحبوب في وجبة واحدة. إذا تجاوز مستوى المركزات الذي يتم تغذيته كل يوم من هذه الكمية، فيجب تقسيم المركزات وتغذيتها على أجزاء متساوية مرتين يوميا أو ثلاث مرات. كما يمكن إضافة الأيونوفورات أو خلطها مع المركزات لتقليل حدوث الانتفاخ.



للحفاظ على الخصوبة للأبقار فعالة والإنجاب، يجب إمدادها بمستويات كافية من المعادن والفيتامينات والملح. تتراوح نسبة الأملاح المعدنية في العلائق المعتمدة على البرسيم الحجازي وتبن البرسيم أو عروش البقوليات الأخرى حوالي 1:1 (نسب متساوية من الكالسيوم والفوسفور)، في حين أن العلائق المعتمدة على العلف الأخضر أو السيلاج أو القش مع الحبوب ستستدعي استخدام معادن بنسب أعلى كما تحتوي على الكالسيوم للفسفور بنسبة 2:1. وتتغير احتياجات البقرة من الطاقة والبروتين والمعادن والفيتامينات خلال المراحل المختلفة من الحمل والرضاعة بالإضافة إلى التغيرات البيئية في درجات الحرارة.

تشمل الاعتبارات الإضافية الإصابة بالعفن، حيث أن القش الذي تم تخزينه مكشوفًا بالخارج لفترات طويلة سوف يتعرض للتجوية ويمكن أن ينتج عنه العفن. لذا يجب تجنب تغذية القش أو التبن أو الحبوب المتعفنة للأبقار خاصة الحوامل منها، حيث انه من الممكن أن يسبب العفن والسموم التي تنتجها الفطريات العديد من المشاكل (الإجهاض، الالتهاب الرئوي الفطري، الحساسية، العجول الضعيفة والمشوهة، مشاكل الإنجاب، الهبوط وضعف الأداء.



قديما كنا نقوم بتطبيق تقنية الأمونيا اللامائية على أكوام القش، حيث تعمل الأمونيا على زيادة محتوى البروتين الخام بشكل كبير وتزيد من قابلية هضم القش وتناوله إلا أننا الآن قد توصلنا لطرق يمكن بها التغلب على مشاكل استخدام الطريقة القديمة التي وجد أنها تسبب أضرار بيئية خطيرة.


وسنضرب هنا بعض الأمثلة لتركيب بعض العلائق المقترحة للتوضيح
على سبيل المثال، علائق يستخدم القش كمكون علفي رئيسي لبقرة تزن 500 كجم
- لا توجد رياح، ودرجة حرارة البيئة من 12 -17 مº
- حامل في الشهر السابع
- وزن المولود المتوقع عند الولادة 37 - 38 كجم.
جميع الكميات المقدمة لكل بقرة يوميًا على أساس الوزن الطازج





مثال أخر على علائق تحتوي أيضا على القش كعنصر علف رئيسي لبقرة تزن 500 كجم
لا توجد رياح، ودرجة حرارة البيئة من 12 -17 مº
- حامل في الشهر السابع
- وزن المولود المتوقع عند الولادة 37 - 38 كجم.
جميع الكميات المقدمة لكل بقرة يوميًا على أساس الوزن الطازج (كجم)




وفى النهاية نوجز بعض التوصيات الهامة في الاتي:

يمكن تصميم برنامج تغذية فعال من حيث التكلفة لعلائق الإعاشة (حفظ الحياة) باستخدام القش كجزء كبير من مصادر الأعلاف الخشنة.
يمكن أن تستخدم الحبوب في هذه العلائق أو إصبعيات النواتج الثانوية لإنتاج بديل فعال من حيث التكلفة مع استخدام المواد الخام ذات النوعية الجيدة.
من المهم أن نلاحظ أنه ينبغي إجراء تحليل للمواد العلفية المستخدمة من أجل تصميم حصة تلبي احتياجات الحيوان وتكون فعالة من حيث التكلفة.


ا. د. فوزي أبو دنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
icon

الأكثر قراءة