فى الوقت الذى ازدادت فيه تعدد الحيوانات المجترة على مستوى
العالم بما يقرب من الضعف، زاد عدد الحيوانات غير المجترة بأكثر من أربعة أضعاف.
ومن المتوقع أن ينمو كلاهما بشكل أكبر، مع توقع زيادة الطلب العالمي على المنتجات
الحيوانية بنسبة تصل إلى 70 % بحلول عام 2050، ما سيؤدي بالتالي إلى تفاقم
انبعاثات غاز الميثان والغازات الدفيئة الصادرة عن نظم الثروة الحيوانية. هذا
الامر يدعو الى سرعة إتخاذ بعض الإجراءات
العملية السريعة والتى من المتوقع أن يكون لها تأثير سريع لتخفيف إنبعاثات الماشية.
وسوف نتناول هنا خلال عدة مقالات متتالية لبعض تلك الإجراءات المقترحة فى هذا
الشأن والتى منها:
أولا:
تعزيز كفاءة إنتاج الثروة الحيوانية وتعظيم استخدام الموارد
تتميز
الزراعة بشكل عام واستخدامات الأراضي لإنتاج المحاصيل عن القطاعات الأخرى مثل
قطاعي النقل أو الطاقة أو غيرها. بأنه قطاع عضوي، ولذلك لا يمكن التخلص من الكربون
منها أبدًا. الأكثر من ذلك إن مفتاح تعزيز الممارسات "الذكية مناخيا" في
مواجهة الطلب المتزايد على المنتجات الزراعية بشكل عام والحيوانية بشكل خاص هو تحسين الإنتاجية وكفاءة استخدام
الموارد. وتكشف المقارنات داخل النظام الزراعى
عن اختلافات كبيرة في شدة انبعاثات غازات الدفيئة، وبالتالي لا يزال هناك عمل يتعين
القيام به لتحسين الكفاءة من خلال اعتماد أفضل الممارسات التطبيقية فى المجال الزراعى
على وجه العموم وقطاع الانتاج الحيوانى على وجه الخصوص وذلك على نطاق أوسع. ومن الجدير بالذكر أن التباين في شدة الانبعاثات يكون أكبر بالنسبة للأنواع المجترة، التي لديها أيضًا متوسط كثافة انبعاث أعلى بشكل عام. وترجع نسبة كبيرة من التباين إلى الاختلافات في ممارسات الإدارة التي يمكن تحسينها من خلال أشكال مختلفة من التكثيف. إن العمليات المستمرة لزيادة الإنتاجية في نظم الثروة الحيوانية يمكن أن تجعلها أكثر كفاءة في انبعاث الغازات الدفيئة. وفي أجزاء كثيرة من العالم، تعمل الاستراتيجيات التنظيمية المحسنة والابتكارات التكنولوجية - مثل تحسين التغذية، وعلم الوراثة، والصحة الحيوانية، والرعاية بشكل عام، وتكنولوجيا المعلومات - على زيادة الإنتاجية، مما يجعل استخدام الموارد أكثر كفاءة مع إمكانية الحد من التأثير البيئي، وذلك عند مقارنة الموارد الطبيعية المستخدمة في العمليات الإنتاجية مع كمية المنتج الحيواني. فعلى سبيل المثال فإن هناك مجال كبير لتحقيق كفاءة أعلى في إنتاج الأسمدة واستخدامها في زراعة الأعلاف؛ كذلك باستخدام الطاقة المتجددة والتطبيق الدقيق لتربية الماشية (الذى تحدثنا عنه فى مقالات سابقا). فى واقع الأمر لقد استجاب نمو الإنتاجية في الأغلب لزيادة الطلب الاستهلاكي، وليس لاعتبارات المناخ.
وهذا يوفر فرصة كبيرة لتوجيه التكثيف نحو خفض الانبعاثات. وتكون الفرصة مذهلة بشكل خاص عندما تخدم الثروة الحيوانية أغراضاً اجتماعية واقتصادية غير الإنتاج (على سبيل المثال، بناء الأصول من خلال صون وتحسين السلالات المحلية في شكل يزيد من تراكم المخزونات الجينية، وكذا التعدي على الأراضي الزراعية وتقزم الحيازات)، وهذا يوضح مدى الارتباط بين الإنتاج النباتي والإنتاج الحيوانى والتكامل بينهما فى خلق تكثيف زراعى مستدامة.
على جانب اخر فانه يجب أن يكون هناك تكثيف مستدامًا أيضًا على وحدة المساحة - مع تجنب التأثيرات السلبية على أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ويصاحب التكثيف خطرا متأصلا يتمثل في تعطيل الدورات الطبيعية، مثل فصل الإنتاج الحيواني عن إنتاج محاصيل الأعلاف، مما يؤدي إلى اختلال توازن المغذيات فى التربة خاصة فى مناطق الزراعات المروية والذى يؤثر على إنتاج الأعلاف ما ينعكس على نقص المنتجات حيوانية المصدر(مثل خفض مساحة زراعة البرسبم لتقليل المياه أو لحساب زيادة المساحة المنزرعة من القمح) ورغم اهمية وجهتى النظر الا أن كليهما خطير. من الناحية الأخرى، فإن هناك جوانب سلبية تتمثل فى إنشاء الوحدات الحيوانية بالقرب من الأسواق وليس بالقرب من إمدادات الأعلاف (مثل الزرابة حول المدن والذين كان لهم دور خطير فى إهدار الموارد الوراثية الحيوانية المحلية خاصة الجاموس المصرى). هناك أيضًا اعتبارات تتعلق بصحة الحيوان ورعايته والتي يجب أن تؤخذ في الإعتبار في خطط تحسين الإنتاجية. كما تعد المخاطر المحتملة على الصحة الحيوانية والعامة المرتبطة بظهور سلالات مرضية محورة وكذا مقاومة الأدوية من قبيل مسببات الأمراض في التجمعات الحيوانية عالية الكثافة والمتجانسة وراثيا أحد العوامل أيضا، مما يتطلب التوازن الصحيح بين تحسين الإنتاجية وإدارة المخاطر على الصحة الحيوانية والعامة. هناك أيضًا مخاوف تتعلق بسبل العمل التى تحتاج إلى تطوير إدارتها.
الرسائل
الرئيسية لتعزيز كفاءة إنتاج الثروة الحيوانية وتعظيم استخدام الموارد
• إن مفتاح تعزيز الممارسات الذكية مناخية في مواجهة
الطلب المتزايد هو تحسين الإنتاجية وكفاءة استخدام الموارد.• تختلف شدة الانبعاثات بشكل كبير داخل أنظمة الثروة الحيوانية وفيما بينها - وخاصة بالنسبة للحيوانات المجترة - مما يدل على أنه يمكن اعتماد ممارسات إدارة أفضل على نطاق أوسع تعزيز كفاءة الإنتاج.
• تعد أنظمة الحيوانات المجترة واسعة النطاق وكثيفة العمالة ذات الإنتاجية المنخفضة أهدافًا للاستثمارات منخفضة الكربون.
• تعمل الابتكارات التكنولوجية مثل تحسين التغذية والتحسين الوراثى وصحة الحيوان والرعاية العامة وتكنولوجيا المعلومات على زيادة الإنتاجية، مما يجعل استخدام الموارد أكثر كفاءة مع إمكانية تقليل التأثير البيئي.
ا.د. فوزى أبودنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
اجرى نيوز ، موقع إخباري يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.