رابعا:
السعي إلى اتباع نظام غذائي صحي ومستدام ومراعاة بدائل البروتين.
طبقا
للتقارير التى وردت عام 2023 عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ومجموعة البنك الدولي،
يعتبر سوء التغذية من المشاكل التى ترتفع بصورة
غير مقبولة في جميع مناطق العالم ،حيث ان حوالي ثلث النساء دون سن الخمسين يعانين من
فقر الدم، ويعاني واحد على الأقل من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة من التقزم نتيجة
نقص النمو.
بالإضافة الى ان ما يقرب من ثلث هؤلاء الأطفال يعاني من الهزال. هذا وتعتبر
التغذية الصحية أمر بالغ الأهمية بشكل خاص خلال الألف يوم الأولى من الحياة (عامان
وسبعة أشهر) - أثناء الحمل والرضاعة والطفولة المبكرة - حيث أن نقص الزنك وفيتامين
أ والحديد يحد بشدة من النمو والتطور المعرفي ووظيفة المناعة المناسبة.
وهنا تأتى أهمية الأطعمة ذات المصدر الحيواني الغنية
بهذه العناصر وغيرها من المغذيات الدقيقة الأساسية، مثل فيتامين B12 والريبوفلافين والكالسيوم والأحماض
الدهنية الأساسية المختلفة. من الصعب الحصول على هذه العناصر الغذائية بكميات كافية
من الأطعمة النباتية وحدها، وإن إدراج كميات متواضعة من الأغذية حيوانية المصدر Animal-source
food (ASF) في الوجبات الغذائية يضيف قيمة غذائية تشتد الحاجة إليها لتحقيق نتائج صحية
أفضل. الا أن الإفراط في الاستهلاك من تلك
الأغذية يمثل مشكلة أيضًا، حيث تشير التقارير إلى أن 40 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون
من زيادة الوزن، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسيعاني عدد أكبر من الأطفال والمراهقين
من السمنة مقارنة بنقص الوزن المعتدل إلى الشديد. وعلى كل الأحوال لا تزال الروابط
الصريحة بين الإفراط في استهلاك المنتجات الحيوانية وزيادة الوزن والسمنة قيد البحث،
وقد بحثت بعض الدراسات وجود صلة محتملة بين استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة
وبعض أنواع السرطان.
ويرتبط الاستهلاك الإجمالي للبروتين، ومساهمة المنتجات الحيوانية،
ارتباطًا وثيقًا بالثروة حيث يستهلك الناس في البلدان المرتفعة الدخل عمومًا أغذية
حيوانية المصدر أكثر بكثير من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي حين تعاني بعض شرائح المجتمع من نقص التغذية
والبعض الآخر يفرط في الاستهلاك، يجب أن يكون هناك تقارب بشأن الأنظمة الغذائية الصحية
والمغذية للجميع من أجل تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ومع زيادة الوعي، فإن هناك اهتمام متزايد من جانب
المستهلكين (خاصة في البلدان المرتفعة الدخل) بلحوم الحيوانات ذات الانبعاثات المنخفضة،
مثل لحوم الدواجن والبيض، ومصادر البروتين البديلة النباتية. إلا ان مثل هذه البدائل
ما زالت تثير مخاوف المستهلكين بشأن نظامهم الغذائي الشخصي وآثارهم البيئية ورعاية
الحيوان. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاتجاهات
إلى توسعات السوق في بعض المناطق واحتمال حدوث انكماشات في مناطق أخرى، مما قد يؤثر
على الانبعاثات من الماشية، ويجب أن تؤخذ تلك التوجهات في الاعتبار في التخطيط الوطني
لتقليص الإنبعاثات.
هذا ويميل الطلب الاستهلاكي
إلى دفع الابتكار السريع، وتمثل هذه الاتجاهات الابتكارية الجديدة والمتنامية فرصًا
فريدة لتوسيع نظام الأغذية الزراعية. على سبيل
المثال، يجري حاليا تطوير الزراعة الخلوية (حيث يتم إنتاج البروتينات الحيوانية والخلايا
الكاملة في المفاعلات الحيوية). هذه الظاهرة
ليست جديدة - فقد تم إنتاج الأنسولين البشري في خلايا الخميرة منذ سبعينيات القرن العشرين
- ويمكن بالفعل إنتاج بروتينات الحليب البسيطة نسبيًا (أي الكازين ومصل اللبن) والبيض
(أي الألبومين من البيض)، ولكن بناء مجمعات الخلايا للحوم (ما يسمى حاليا استزراع
اللحوم الحيوانية) في المعامل وهو أكثر صعوبة،
ويعتمد على زراعة الخلايا الجذعية. وفي حين أن الأمر قد استغرق بعض الوقت قبل التمكن من صنع قطع اللحوم المقلدة بهذه الطريقة، إلا
أن التقنية أصبحت متاحة الآن ويجرى العمل على قدم وثاق رغم أى عقبات يمكن تصورها،
وتكمن الآن المشاكل فى الطرح بالأسواق وتقبل المستهلكين وبيانات الملصقات على
المنتجات وما سيذكر ويسجل عليها. وعلى الرغم من كل هذا يبدو أن مكملات البروتين وبدائل
الحليب المجفف والبيض المجفف ولحم البقر المفروم لصناعة الأغذية الزراعية أصبحت في
متناول اليد بالفعل.
وهناك مجال آخر يتزايد
فيه الطلب وهو إيجاد بدائل لأعلاف الماشية التقليدية. على الجانب الاخر فى مجال انتاج الاعلاف تُحدث ابتكارات
التكنولوجيا الحيوية ثورة في الطريقة التي يمكن بها إنتاج البروتين واستخدامه في تغذية
الماشية. ويشمل ذلك الممارسات الراسخة مثل
إضافة الأحماض الأمينية الاصطناعية إلى حصص العلف، فضلاً عن الأساليب الأحدث التي تتضمن
بروتينات الطحالب والفطريات والميكروبات التي تحل محل بروتينات العلف التقليدية (مثل
فول الصويا)، فضلاً عن استخدام الحشرات وهو مجال واعد وقد قمنا بمعهد بحوث الإنتاج
الحيوانى باثراء قش الأرز بيرقات الذبابة المنزلية وأعطت نتائج مبهرة في الحقيقة. تستهدف بعض إضافات الأعلاف بشكل خاص تقليل انبعاثات
غاز الميثان. ومع تجاوز المنتجات الجديدة العقبات التنظيمية ودخولها إلى السوق، ستكون
هناك حاجة واضحة إلى المحاسبة البيئية المناسبة للمساعدة في رسم الطريق إلى الأمام
لنظام الأغذية الزراعية المتطور باستمرار فيما يتعلق بالأهداف الصحية والمناخية.
الرسائل الرئيسية لاتباع نظام غذائي
صحي ومستدام ومراعاة بدائل البروتين.
انتشار سوء التغذية والإفراط في الاستهلاك مرتفع بشكل غير مقبول، وهناك ربط بين استهلاك البروتين الحيواني والثروة (مستوى الدخل).
التقارب بشأن النظم الغذائية الصحية للجميع يعني أن البلدان ذات الدخل المرتفع يمكن أن تستفيد من انخفاض استهلاك الأغذية ذات المصدر الحيواني ويمكن أن تستفيد البلدان ذات الدخل المنخفض من تحسين الوصول إليها.
ابتكارات التكنولوجيا الحيوية فى مجال الأعلاف تعمل على تغيير الطريقة التي يتم بها إنتاج البروتينات للمستهلكين وكيف يمكن استخدامها لتغذية الماشية.
يمكن للبروتينات البديلة الجديدة القادمة (مثل اللحوم المستزرعة او الاغذية النباتية المصنعة كالتوفو وغيرها) إلى الأسواق أن تقدم للمستهلكين خيارات ذكية مناخية ذات تأثير أقل على البيئة.
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
اجرى نيوز ، موقع إخباري يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.