الخميس، 19 جمادى الأولى 1446 ، 21 نوفمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبو دنيا يكتب : استخدام روث الماشية لإنتاج الغاز الحيوي

فوزي ابو دينا
ا.د. فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية
أ أ
techno seeds
techno seeds
تمتلك مصر أعداد من الحيوانات المجترة (الأبقار والجاموس والأغنام والإبل)، وتنتشر هذه الحيوانات في الريف المصري وهذه الحيوانات تنتج كميات لا بأس بها من السماد يوميًا. تشتمل هذه الكمية الهائلة من السماد الحيواني على ملوثات مختلفة، بالإضافة الى المحتوى الغذائي، والكائنات المسببة للأمراض، والمضادات الحيوية البيطرية، والمعادن الثقيلة، وكلها يمكن أن تلوث التربة والمياه الجوفية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إطلاق العديد من الغازات الدفيئة، مثل أكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، وهو ما يمثل حوالي 20% من إجمالي غازات الدفيئة الناجمة عن الثروة الحيوانية، ومع ذلك، بسبب الآثار السلبية على كل من البيئة وصحة الإنسان، هناك حاجة ملحة إلى طريقة جديدة لمعالجة السماد الحيواني بأمان مع حماية البيئة أيضًا. 


لقد نشأ الاهتمام المتزايد بإنتاج الغاز الحيوي من السماد الحيواني بسبب عاملين: الرغبة في توليد الطاقة الخضراء والرغبة في إدارة نفايات الماشية بشكل أفضل. حيث يمكن تحويل النفايات العضوية الموجودة في السماد الحيواني باستخدام الهضم اللاهوائي، والذي يعد حاليًا أكثر التقنيات المعترف بها عالميًا للقيام بذلك. إن إنتاج السماد الحيواني هو عملية كيميائية حيوية يتم إجراؤها في بيئة لاهوائية بواسطة مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة. حيث تشير الدراسات في هذا الشأن الى انه يمكن أن ينتج كيلوجرام واحد من روث الأبقار ما يقارب من حوالي 40 لترًا من الغاز الحيوي. وتشير التقديرات إلى أنه من المحتمل أن تنتج بقرة أو جاموسة واحدة متوسطة الحجم 10 كجم من الروث يوميًا. في الواقع يحتوي السماد الحيواني على كمية كبيرة من المواد العضوية التي يمكن تحويلها بشكل فعال إلى غاز حيوي عن طريق الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية في ظل ظروف خالية من الأكسجين. ويمكن للغاز الحيوي، باعتباره طاقة نظيفة متجددة، أن يحل محل الوقود الأحفوري التقليدي لتوليد الحرارة والكهرباء؛ كما يمكن استخدام المادة المهضومة لتحضير الأسمدة المركبة ومع ذلك، يواجه الهضم اللاهوائي للسماد الحيواني بعض تحديات الكفاءة، بما في ذلك انخفاض إنتاج الغاز الحيوي، وانخفاض التحلل البيولوجي للجزيئات المعقدة بسبب نقص الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية. وبالتالي تظهر الحاجة إلى استخدام اللقاحات الغنية بالميكروبات لمعالجة هذه المشكلات في عملية الهضم اللاهوائي. وفى الحقيقة فان العديد من دول العالم تسابق الزمن لتطوير تقنية الهضم اللاهوائي لإنتاج الغاز الحيوي لاستخدامه والاستفادة منه في الريف مما يسهم بشكل كبير في استخدام الطاقة الأحفورية خاصة الغاز المسال.


يمكن أن يكون التلقيح بالمواد الحيوية الغنية بالتركيز الميكروبي وسيلة لتحسين إنتاج الغاز الحيوي من أنظمة التخمرات اللاهوائية، كما يمكن للمغذيات الدقيقة الموجودة في اللقاح أن تعزز نشاط الإنزيم الذي يحول في النهاية المركبات العضوية المعقدة إلى سكريات بسيطة (على سبيل المثال السليوليز والزيلاناز وهما الإنزيمان الرئيسيان اللذان يحولان الليجنوسليلوز إلى سكريات مختزلة)، علاوة على ذلك، تؤدي أنشطة الإنزيم الأعلى إلى زيادة تدهور الكتلة العضوية، وإنتاج الغاز الحيوي. كما يمكن تحقيق إنتاجية عالية من الغاز الحيوي أيضا عن طريق إضافة بيئة تنمية الفطريات الغنية بالإنزيمات المحللة لتحسين التحلل الحيوي للمواد العضوية. كما العديد من اللقاحات مثل النفايات المعوية للحيوانات المجترة، والحمأة المهضومة والسماد الحيواني، وبقايا صناعة الخل، وحماة الصرف الصحي أو مياه الصرف الصحي الخاصة بالألبان، حيث تم استخدام هذه البيئات لتحسين نمو الميكروبات اللاهوائية ونشاطها.


يزداد إنتاج الغاز الحيوي خطيًا مع زيادة نسبة اللقاح مع النفايات الزراعية. كما أدى التلقيح بمساعدة ميكروبات الكرش إلى أعلى إنتاج للغاز الحيوي من روث الماشية، بنطاق يتراوح بين 37.5-50%، وقد أظهرت الدراسات أن كمية اللقاح في روث الماشية لها تأثير كبير على كمية الغاز الحيوي المنتج. كما خلصت دراسات أخرى لتأثير اللقاح على روث الماشية إلى أن إنتاج الغاز الحيوي يزداد مع كل نسبة للمادة المضافة / اللقاح. من ناحية أخرى، أظهرت عديد من الأبحاث أن البكتيريا الموجودة في الهضم تفضل الكاتيونات المعدنية الكروم والنحاس والنيكل والزنك، مما قد أدى ذلك إلى زيادة إنتاج غاز الميثان. بناءً على النتائج المتحصل عليها من الدراسات الخاصة بهذا الشأن، فما زال العديد من الدراسات مستمر للبحث في تأثير التلقيح بالمخلفات المعوية للحيوانات المجترة ونسبها في روث الأبقار. بالإضافة الى أن العديد من الدراسات وضعت في هدفها الأساسي تحسين إنتاج روث الأبقار عن طريق تلقيح الفضلات المعوية للحيوانات المجترة في ظروف درجة مئوية متوسطة 37مº.


ومن هذه المقالة نهدف للإشارة الى انه باتباع تلك النهج فيمكننا توفير الغاز الحيوي لكل منزل بالريف مما يسهم في تقليل انبعاث الغازات الدفيئة كما يساعد في توفير الطاقة الخضراء رخيصة الثمن وأيضا التقليل من استهلاك الطاقة الأحفورية لمساعدة الدولة في العبور من أزمتها الاقتصادية خاصة مع ارتفاع أسعار الغاز الأحفوري والمشتقات البترولية. أضف الى ذلك استخدام الكتلة الصلبة الناتجة من التخمر في عمل السماد العضوي الذي يمكن استخدامه في الزراعة بإضافته للأراضي ليسهم في تقليل الاعتماد على السماد المعدني بشكل ما والذي يكلف الدولة في إنتاجه أو استيراده ويكون غالى الثمن مما يؤثر على الفلاح المصري..


تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة في الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.

لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.
icon

الأكثر قراءة