عرش فول الصويا أحد متبقيات فول الصويا، وهو المادة النباتية المتبقية بعد حصاد فول الصويا، مع استمرار زيادة إنتاج فول الصويا على المستوى القومي، زاد توفر هذا المنتج الثانوي خاصة في محافظة بنى سويف وأماكن أخرى، مما يوفر فرصة لاستخدامه كمورد علف للمجترات، وخاصة الأبقار والجاموس والأغنام.

تستعرض هذه المقالة القيمة الغذائية لعرش فول الصويا، وفوائده المحتملة، والاعتبارات المهمة لاستخدامه في أنظمة المجترات الغذائية.

التركيب الغذائي لعرش فول الصويا 

يمكن أن تختلف القيمة الغذائية لعرش فول الصويا اعتمادًا على عوامل مثل الصنف وظروف النمو وطرق الحصاد، ويحتوي في المتوسط على:

• المادة الجافة: 88-92 %
• البروتين الخام: 4-7 %
• ألياف المنظفات المحايدة (NDF)  65- 75 %
• ألياف المنظفات الحمضية (ADF) 45 - 55 %
• اللجنين: 7-10% 
• الرماد: 5-8% 

المحتوى العالي من الألياف وانخفاض البروتين نسبيا يجعلان عرش فول صويا المن الأعلاف الخشنة منخفضة الجودة. ومع ذلك، فإن توفره وإمكانية تحسينه من خلال معالجات مختلفة تجعله موردًا قيمًا للأعلاف في العديد من المناطق. 

فوائد تغذية عرش فول الصويا 

1. مصدر علف فعال من حيث التكلفة: في المناطق ذات الإنتاج الكبير لفول الصويا، يمكن أن يكون العرش بديلاً اقتصاديًا للأعلاف الخشنة الأخرى

2. في فترات شح الأعلاف: خلال فترات ندرة الأعلاف، يمكن أن يساعد عرش فول الصويا في الحفاظ على وظيفة الكرش وتوفير مصدر أساسي للطاقة

3. الاستدامة البيئية: يعتبر استخدام متبقيات المحاصيل مثل عرش فول الصويا من العوامل التي تقلل من الهدر ويعزز الممارسات الزراعية الدائرية

4. صحة الكرش: يدعم المحتوى العالي من الألياف وظيفة الكرش ويمكن أن يساعد في منع الحموضة عند دمجه مع الأعلاف الأكثر تركيزًا.

بعض الاعتبارات في التغذية على عرش فول الصويا 

1. القيود الغذائية: نظرًا لانخفاض محتواه من البروتين والألياف العالية، لا ينبغي أن يكون عرش فول الصويا هو العلف الوحيد للماشية أو الجاموس. بل يجب استكماله بمصادر البروتين والأعلاف الأكثر كثافة في الطاقة.

2. المذاق: عرش فول الصويا أقل مذاقًا بشكل عام من مخلفات المحاصيل الأخرى مثل القمح أو عرش الأرز. يمكن أن يؤدي خلطه بأعلاف أخرى أكثر مذاقًا أو استخدام إضافات الأعلاف إلى تحسين المأكول.

3. العوامل المضادة للتغذية: قد يحتوي عرش فول الصويا على عوامل مضادة للتغذية مثل التنينات (العفص) واللجنين، والتي يمكن أن تقلل من قابلية الهضم وتوافر العناصر الغذائية.

4. الشكل المادي: قد يحد الملمس الخشن للعرش من تناوله، لكن يمكن أن يؤدي التقطيع أو الطحن إلى تحسين الاستهلاك والهضم.

5. خطر السموم الفطرية: يمكن أن يؤدي التخزين غير السليم إلى نمو العفن وإنتاج السموم الفطرية، ويعتبر التجفيف والتخزين المناسبان أمران بالغي الأهمية.

وسائل تحسين استخدام عرش فول الصويا
1. المعالجات الفيزيقية

 التقطيع: يقلل من حجم الجسيمات، مما يزيد من تناول الطعام والهضم.
 الطحن: يزيد من مساحة السطح للهجوم الميكروبي في الكرش

2. المعالجات الكيميائية 

معالجة اليوريا: تزيد من محتوى البروتين الخام وتحسن الهضم. 
معالجة هيدروكسيد الصوديوم: تكسر روابط اللجنين، مما يعزز الهضم

3. المعالجات البيولوجية 

معالجة بالفطريات: يمكن للفطريات العفنة البيضاء أن تكسر اللجنين، مما يحسن الهضم
 التخمير: يمكن أن يحسن المذاق ويحافظ على العناصر الغذائية

4. المكملات الغذائية 

مصادر البروتين: يمكن لوجبات البذور الزيتية أو البقوليات أو اليوريا معالجة نقص البروتين
مصادر الطاقة: يمكن للحبوب أو الدبس أن تكمل محتوى الطاقة المنخفض في العرش
المعادن والفيتامينات: ضرورية لموازنة النظام الغذائي ودعم الصحة العامة.

توصيات خاصة بالتغذية على عرش الصويا لحيوانات المختلفة
1. الأبقار 

الأبقار الحلابة: يمكن أن يشكل عرش فول الصويا ما يصل إلى 20-30% من إجمالي تناول المادة الجافة، اعتمادًا على مستوى الإنتاج ومكونات النظام الغذائي الأخرى.
الأبقار اللحم: في الأنظمة الغذائية الصيانة، يمكن أن يشكل عرش فول الصويا 50-60% من الحصة عندما يتم تكميله بشكل صحيح.

2. الجاموس 

أكثر كفاءة بشكل عام في استخدام الأعلاف الخشنة منخفضة الجودة مقارنة بالأبقار
 يمكن أن يشمل عرش فول الصويا بنسبة 30-40% من النظام الغذائي للصيانة، مع المكملات الغذائية المناسبة

3. الحيوانات النامية

نظرًا لمتطلبات المغذيات الأعلى، يجب الحد من استخدام عرش فول الصويا إلى 20-25% من النظام الغذائي للماشية والجاموس النامية.

بعض الاعتبارات العملية عند تطبيق التغذية على عرش فول الصويا

1. التقديم التدريجي: يجب إدخال عرش فول الصويا تدريجيًا إلى النظام الغذائي للسماح لميكروبات الكرش بالتكيف
2. المراقبة: يجب تقييم حالة الجسم وإنتاج الحليب ومعدلات النمو بانتظام لضمان كفاية التغذية
3. توافر المياه: يجب التأكد من توفر كميات كبيرة من المياه النظيفة، حيث تزيد الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف من متطلبات المياه
4. مستلزمات المعالجة: يجب مراعاة الحاجة إلى معدات التقطيع أو الطحن في حالة إطعام كميات كبيرة
5. التخزين: يعد التخزين السليم أمرًا بالغ الأهمية لمنع نمو العفن والحفاظ على الجودة الغذائية

الخلاصة يمكن أن يكون عرش فول الصويا موردًا قيمًا للأعلاف للماشية والجاموس، وخاصة في المناطق ذات الإنتاج الكبير لفول الصويا أو خلال فترات ندرة الأعلاف. في حين أن القيود الغذائية تتطلب صياغة نظام غذائي ومكملات غذائية دقيقة، إلا أن طرق العلاج المختلفة يمكن أن تساعد.


ا. د. فوزي محمد أبودنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني