الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446 ، 22 نوفمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبودنيا يكتب .. الأهميات المثيرة للأعلاف البديلة

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزي أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
أ أ
techno seeds
techno seeds
يواجه الإنتاج الغذائي القائم على الحيوانات المجترة حاليًا تحديات متعددة مثل الانبعاثات البيئية وتغير المناخ وتسارع المنافسة بين الغذاء والأعلاف والوقود على الأراضي الصالحة للزراعة. يعود لذلك، الى أن هناك حاجة إلى إنتاج أعلاف أكثر استدامة مع استغلال الموارد الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الصناعات الغذائية (الطحين، السكر، النشا، الكحول، أو الزيوت النباتية) التي يتم استخدامها بالفعل، ويتم استكشاف تيارات جديدة مثل بقايا الخضروات والفواكه، ولكن الحفاظ عليها يمثل تحديًا والإنتاج غالبًا ما يكون موسميًا. في المناطق المعتدلة، فان المنتجات الثانوية لنباتات البذور الزيتية الغنية بالدهون (Camelina sativa) والتي لها القدرة على إثراء البان المجترات وأيضا دهن اللحوم بمركبات Trans-11 النشطة بيولوجيًا 18:1 وcis-9، trans-11 18: 2ـ الأحماض الدهنية كما أنها تخفف من انبعاثات غاز الميثان.


 بغض النظر عن انخفاض محتوى الميثيونين في بروتين الحبوب البقولية فانه يمكن اعتبارها أعلاف بديلة جيدة مقارنة بفول الصويا (Glycine max)، دون تأثير على أداء الحيوانات الرضيعة أو نمو الحيوانات المجترة بشكل عام والتي تتغذى على الفول البلدي (Vicia faba) والبسلة (Pisum sativum) أوالترمس (Lupinus sp.)  مع الأخذ في الاعتبار معاملة الحبوب للتخلص من مضادات التغذية التي تحتويها بالطرق الملائمة من ناحية سهولة التطبيق والقيمة الاقتصادية وتأثيرها على القيمة الغذائية وصحة الحيوان. 

 الأشجار والشجيرات من المصادر العلفية في جميع أنحاء العالم :


تعد الأشجار والشجيرات من المصادر العلفية في جميع أنحاء العالم حيث أنها تمتلك وفرة من الكربوهيدرات، ولكن زراعة تلك الأشجار لاستخدمها كأعلاف في تغذية الحيوانات المجترة ليست شائعة في المناطق المعتدلة. حيث إن تغذية الحيوانات المجترة على الأشجار أو الشجيرات الخشبية غير المعالجة لا يتم الاستفادة المرجوة منه نتيجة انخفاض معاملات الهضم وذلك بسبب الروابط بين السليلوز واللجنين، أو لاحتوائها على مضادات التغذية التي تؤثر على الاستفادة من هذه الأعلاف، إلا انه يمكن تحسين قابلية الاستخدام من خلال طرق المعالجة المختلفة. بينما في المناطق الاستوائية، تعتبر أوراق الأشجار والشجيرات من الأعلاف مثل الكسافا (Manihot esculenta)، أو اللوكينا (Leucaena sp)، أو الفلمنكية (Flemingia sp.)  أو الاكاسيا أو غيرها الكثير من الأنواع حيث تعتبر مكملات بروتينية جيدة للحيوانات المجترة نظرا لارتفاع محتواها من البروتين. 


إنتاج الأعلاف لتغذية الحيوانات المجترة :


 يهتم نظام إنتاج الأعلاف الغذائية في المزرعة بدمج الأوراق والمنتجات الثانوية والأعشاب لإنتاج الأعلاف لتغذية الحيوانات المجترة.

ويمكن أن يساعد ذلك في تحسين الأداء الحيواني بشكل مستدام في مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة. أما بالنسبة للإنتاج الحيواني على نطاق مكثف، يمكن استخدام الجاتروفا المنزوعة السموم مصدرًا بديلاً للبروتين. من ناحية أخرى فانه على الصعيد العالمي، تتمثل مزايا البروتين أحادي الخلية (البكتيريا والخميرة والفطريات والطحالب) والكتلة الحيوية المائية (الأعشاب البحرية والطحالب الملونة) على المحاصيل البرية في بعض المناطق التي يصعب استغلال الأراضي في الزراعة أو لتجنب استغلال الأراضي الصالحة للزراعة أو نتيجة للطقس.

يختلف التركيب الكيميائي لهذه الأعلاف بشكل كبير حسب الأنواع :


إلا انه يختلف التركيب الكيميائي لهذه الأعلاف بشكل كبير حسب الأنواع وظروف النمو. أظهرت بعض الطحالب إمكانات جيدة من ناحية محتواها من الدهون مثل (Schizochytrium sp.) أو إمكانية استعمالها كمكملات للبروتين مثل (Spirulina Platensis)  للحيوانات المجترة. إن العديد من الأعلاف الجديدة أو غير المستغلة لديها القدرة على استبدال أو استكمال المحاصيل التقليدية في علائق المجترات. على المدى القصير، تتمتع البقوليات المثبتة للنيتروجين والبذور الزيتية بإمكانية الاستفادة منها وأيضا زيادة استخدام المنتجات الثانوية الناتجة من التصنيع الغذائي أو صناعة الوقود بإمكانية أكبر لاستبدال أو استكمال المحاصيل التقليدية. وعلى المدى الطويل، قد تصبح الطحالب ذات الإمكانات العالية الإنتاجية وكذلك المنتجات الثانوية لصناعة الأخشاب خيارات علفية تنافسية اقتصاديًا في جميع أنحاء العالم.


توجد وسائل محتملة لتحسين الإمدادات الغذائية :


وفي إطار إنتاج الأغذية للحيوانات المجترة، توجد وسائل محتملة لتحسين الإمدادات الغذائية العالمية وتقليل بصمتها البيئية دون المساس بالمنتجات الحيوانية. حيث توفر الأعلاف البديلة والجديدة فرصًا لـ (أ) توفير الأراضي الصالحة للزراعة، أو المياه العذبة (مثل البروتينات أحادية الخلية (SCP)، أو الطحلب أو الحبوب والبقوليات الشجرية المثبتة للنيتروجين، (ب) تمكن من استغلال البتون بشكل أكثر كفاءة بزراعة النباتات العلفية المناسبة. (ج) إنتاج الأعلاف والوقود من الأشجار الخشبية. و(د) زيادة استخدام الأعلاف الليفية غير المناسبة للطيور أحادية المعدة (الخشب والشجيرات. من مميزات الأعلاف البديلة أنها قد توفر أيضًا فوائد إضافية مثل تعديل الدهون في منتجات الحيوانات المجترة (الترمس والطحالب) والتخفيف من انبعاثات غاز الميثان (الأعلاف الغنية بالدهون والشجيرات العلفية).


الاستاذ الدكتور  فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية
icon

الأكثر قراءة