أ
أ
أصبح هناك ضرورة حتمية لتحقيق الاستدامة في مجال الإنتاج الحيواني عن طريق استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة حيث يشكل الإنتاج الحيواني ركيزة أساسية للأمن الغذائي العالمي، ولكنه في الوقت نفسه يستهلك كميات كبيرة من الموارد الطبيعية.
ومع تزايد عدد السكان وتفاقم التحديات البيئية، أصبح من الضروري تبني ممارسات مستدامة تضمن استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة عالية في الإنتاج الحيواني.
ونهدف في هذه المقالة إلقاء الضوء على أهمية استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة في الإنتاج الحيواني.
واستعراض أهم الموارد الطبيعية المستخدمة في الإنتاج الحيواني، الى جانب شرح أهم استراتيجيات استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة في الإنتاج الحيواني.

بالإضافة الى توضيح أهمية تبني ممارسات مستدامة في الإنتاج الحيواني، في البداية لابد أن نعرج على أهم الموارد الطبيعية المستخدمة في الإنتاج الحيواني والتي تتمثل في الاتي:
• المياه: وهي من الموارد الهامة التي تستخدم في شرب الحيوانات وتنظيف المزارع وإنتاج الأعلاف.
• الأراضي: أحد الموارد التي تتمتع بها مصر وتستخدم الأراضي في زراعة الأعلاف لتوفير غذاء الحيوانات.
• الأعلاف: مورد مهم في الإنتاج الحيواني ويمثل من 60 الى 80% من التكاليف اليومية في مزارع الإنتاج الحيواني وتستخدم الأعلاف في تغذية الحيوانات، وتشمل الأعلاف النباتية والحيوانية والمصنعة.
• الطاقة: تعتبر الطاقة أحد الموارد الهامة في مجال الإنتاج الحيواني خاصة مع انتشار التكنولوجيات الحديثة حيث ستخدم الطاقة في تشغيل المعدات والآلات في المزارع.
• التنوع البيولوجي: وتتميز مصر منذ الأزل بامتلاكها تنوع بيولوجي هام نظرا لما تتمتع به من موارد الأرض والمياه والطقس والإنسان المصري حيث يشمل التنوع البيولوجي السلالات الحيوانية والنباتات المستخدمة في الأعلاف.

في الواقع انه من المهم للحفاظ على الموارد وتعظيم استغلالها أن نقوم بوضع استراتيجيات تساعد على ذلك ومن الاستراتيجيات الهامة في استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة في الإنتاج الحيواني تلك التي يمكن أن نسرها في النقاط التالية:
•الإدارة الرشيدة للمياه بكفاءة:
للإسهام في ترشد استخدام المياه يجب استخدام تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط.حصاد مياه الأمطار وإعادة استخدام المياه المعالجة، خاصة في مناطق الساحل الشمالي على طوله من ليبيا وحتى فلسطين.
يجب الاهتمام باختيار سلالات حيوانية تتحمل الجفاف، مما يسهم في تنمية الأراضي حديثة الاستصلاح وتحقيق التكاملية الزراعية بين الحيوان والأرض والمياه.

الإدارة المنظمة للاستفادة بكفاءة من الأراضي:
تطبيق ممارسات الزراعة المستدامة للحفاظ على خصوبة التربة، مثل والتي تتمثل في تناوب المحاصيل واتباع الزراعة بدون حراثة عند اللزوم والاهتمام بالزراعة العضوية وكذا تسميد التربة بالأسمدة الحيوانية الطبيعية كذلك إدارة الآفات والأمراض ترشيد استخدام المياه والاهتمام بزراعة البقوليات. تطبيق الدورة الزراعية وتناوب المحاصيل واستخدام السماد العضوي.
تجنب الرعي الجائر خاصة في مراعى الساحل الشمالي بطوله والاستفادة منه في تربية الأغنام
والماعز والإبل.

ترشيد استخدام الأعلاف:
العمل على تحسين كفاءة تحويل الأعلاف إلى منتجات حيوانية.من المهم الأخذ في الاعتبار استخدام الأعلاف البديلة والمستدامة.
مع التطورات في التقنيات الحديثة يجب تطبيق تقنيات التغذية الدقيقة.

ترشيد استخدام الطاقة:
استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، خاصة مع ماكينات الري في الريف المصري مما يوفر كثيرا من استهلاك الطاقة الأحفورية ويقلص من البصمة الكربونية للنباتات والحيوانات ومنجاتها.تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المزارع، وذلك عن طريق تحسين تصميم المباني والمرافق بالعزل الحراري عن طريق استخدام مواد عازلة في الجدران والأسقف والأرضيات لتقليل فقد الحرارة في الشتاء واكتسابها في الصيف.
كذلك الاستفادة من التهوية الطبيعية بتركيب أنظمة تحكم ذكية وكذلك من خلال تصميم المباني بشكل يسمح بالتهوية الطبيعية، مما يقلل الحاجة إلى استخدام مراوح التهوية.
أيضا الاستفادة من الإضاءة الطبيعية من خلال النوافذ والفتحات لتوفير الإضاءة الطبيعية استخدام مصابيح LED في الإضاءة، أيضا استخدام مواد بناء مستدامة محلية ومستدامة لتقليل البصمة الكربونية للمزرعة.
استخدام تقنيات الطاقة الحيوية لإنتاج غاز البيوجاز.

مراعاة الحفاظ على التنوع البيولوجي:
- وجوب الحفاظ على السلالات الحيوانية المحلية التي تتوافق مع الظروف البيئية المحلية والأمراض ومن المهم تنفيذ برامج تحسين وراثي لهذه السلالات والاهتمام بها.- ضرورة الاهتمام بتحسين الأنواع من المحاصيل العلفية لاستخدامها في تغذية الحيوانات.
- الحفاظ على التوازن البيئي.
ونهدف في الواقع من تبني ممارسات مستدامة في الإنتاج الحيواني الى تحقيق مجموعة من الجوانب الإيجابية في تطوير المجال وزيادة الاستفادة منه على كل المستويات،

ومن النقاط الهامة التي نهدف لتحقيقها:
- الحفاظ على الموارد الطبيعية: يضمن استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة استدامة هذه الموارد للأجيال القادمة.- تقليل الأثر البيئي: يساهم تبني ممارسات مستدامة في تقليل الأثر البيئي للإنتاج الحيواني.
- تحسين الأمن الغذائي: يضمن الإنتاج الحيواني المستدام توفير الغذاء الكافي للجميع.
- تحسين الاقتصاد: يساهم الإنتاج الحيواني المستدام في تحسين الاقتصاد الريفي.
- تحسين الصحة العامة: يساهم الإنتاج الحيواني المستدام في توفير منتجات حيوانية صحية.

وفى النهاية يمكن أن نخلص الى انه يتطلب استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة في الإنتاج الحيواني تبني ممارسات مستدامة في جميع جوانب الإنتاج، يجب على المربين والجهات الحكومية والمنظمات الدولية التعاون لتطبيق هذه الممارسات وضمان استدامة الإنتاج الحيواني.
ا. د. فوزي محمد أبودنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني