السبت، 23 ذو الحجة 1445 ، 29 يونيو 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزى أبو دنيا يكتب.. نظرة على استخدام الأراضي في الزراعة وعلاقتها بالسكان

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزى أبو دنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني
أ أ
الأرض - وهي فكرة تشمل على نطاق واسع المناخ والطوبوغرافيا والغطاء النباتي والتربة والموارد الطبيعية الأخرى - هي الأساس للزراعة، والتفاعل بين هذه المكونات أمر حيوي لتحديد إنتاجية واستدامة النظم الإيكولوجية الزراعية. في مواجهة تغير المناخ وتقلباته، يعد اختيار الاستخدامات المناسبة للأراضي وفقًا للظروف الفيزيائية الحيوية والاجتماعية والاقتصادية أمرًا ضروريًا لتقليل تدهور الأراضي إلى الحد الأدنى، وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وضمان الاستخدام المستدام لموارد الأراضي، وتعظيم القدرة على الصمود. وكما نعلم جميعا إن الأراضي الزراعية على مستوى العالم هي الأراضي المستخدمة لزراعة المحاصيل، المؤقتة (الحولية) والدائمة (النباتات المعمرة)، وقد تشمل المناطق التي تُترك بورًا بشكل دوري أو تستخدم كمراعي مؤقتة. كما ان المروج والمراعي الدائمة هي الأراضي المستخدمة لرعي الماشية،  وهي تشمل المراعي المُدارة طبقا لنظم وتشريعات محددة والمراعي الطبيعية، بالإضافة إلى مجموعة من أنواع الغطاء الأرضي المستخدمة في المراعي، مثل السافانا العشبية والخشبية. 

من المعروف، أن تحويل الأراضي من النظم البيئية الطبيعية إلى الزراعة كان من أكبر الأسباب لإنبعاثات الغازات الدفيئة، تلك المرتبطة بفقدان الكتلة الحيوية والكربون (في الكتلة الحيوية فوق الأرض وتحتها).  واليوم، لا يزال تحويل الأراضي (من الغابات والشجيرات والسافانا .. الخ) إلى الإستخدام الزراعى يشكل المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي. يحدث هذا فى الوقت الذى يوجد فيه مساحات صحراوية شاسعة وتحويلها للنشاط الزراعى بطىء نظرا لظروف عدة، وهذا الأمر فى الواقع بحاجة إلى التركيز نحو هذه الأراضى لاستخدامها بشكل أمثل واستنباط تطبيقات وتقنيات تسمح بالاستفادة منها بشكل إقتصادى. فى المقابل فإن هناك حاجة إلى خطط و إستراتيجيات فعالة لاستخدام الأراضي وإدارة الأراضي المزروعة لزيادة إنتاجية المحاصيل إلى الحد الأقصى مع تقليل التأثير البيئي المحتمل بسبب الخسارة المفرطة للموائل والإفراط في إستخدام الموارد الطبيعية مثل التربة والمياه.

الأراضي الزراعية على مستوى العالم 

 طبقا لبيانات منظمة الاغذية والزراعة، الفاو، فان مساحة الأراضي الزراعية على مستوى العالم تبلغ حوالي خمسة مليارات هكتار، أو 38% من مساحة الكرة الأرضية. ويستخدم حوالي ثلثها كأراضي زراعية، بينما يتكون الثلثان المتبقيان من المروج والمراعي لرعي الماشية. وداخل الأراضي الزراعية، وطبقا للبيانات الصادرة عن منظمة الاغذية والزراعة (الفاو)، يتم استخدام حوالي 10% من المساحة لزراعة المحاصيل الدائمة، مثل أشجار الفاكهة ومزارع نخيل الزيت ومزارع الكاكاو. وهناك 21% أخرى مجهزة لأغراض الري، وهي ممارسة هامة لإدارة الأراضي في الزراعة. مع استمرار نمو سكان العالم، ونتيجة لتضاعف عدد سكان العالم بين عامي  1961-2023، فان الطلب  على الغذاء قد تزايد. هذا الوضع بدوره يسبب تزايد الضغط على الأرض، وهي مورد محدود.  يحدث هذا فى ذات الوقت الذى إنخفضت فيه المساحة من الأراضي الزراعية العالمية المخصصة للفرد بشكل مستمر خلال الفترة بين عامي 1961 و2023: من حوالي 0.45 هكتار للفرد في عام 1961 إلى 0.21 هكتار للفرد في عام 2023 (وهى تعادل نصف فدان، أى حوالى 12 قيراطا للفرد) بينما نصيب الفرد فى مصر 2 قيراط.

الأراضي الزراعية على المستوى الإقليمي

التوزيع الإقليمي لاستخدام الأراضي الزراعية هو مزيج من ظروف التربة والمناخ الزراعي المحلي والدوافع الاجتماعية والاقتصادية.  كانت أكبر حصة من مساحة الأراضي الزراعية بمتوسط على مدى العقد بين عامي 2007 و 2023، في آسيا، وهو ما يمثل 1.6 ميجا هكتارًا عالميًا أو 34%، تليها الأمريكتين (1.2 ميجا هكتارًا أو 25%) وأفريقيا (1.1 ميجا هكتارًا، أو 25% إلى 24%)، وتمثل كل من أوروبا وأوقيانوسيا حوالي 9 إلى 10% من الإجمالي. ومن حيث قدرة الري، كانت المنطقة التي تضم أكبر مساحة من الأراضي المجهزة للري على مدى العقد الماضي هي آسيا بمساحة 237 ميجا هكتار، أو 70% من الإجمالي العالمي، تليها والأمريكتين (52 ميجا هكتار، أو  16%)، وأوروبا (26 مليون هكتار، 8%)، وأفريقيا (15 مليون هكتار، 5%) وأوقيانوسيا (3 مليون هكتار، 1%). بينما من حيث الحصة النسبية للأراضي المجهزة للري على الأراضي الزراعية، فقد سجلت آسيا أيضًا أكبر القيم (40%)، ثم تليها الأمريكتين (13%)، بينما أوروبا (9%)، وأوقيانوسيا (7%)، وأفريقيا (6%). أما من حيث توافر نصيب الفرد، كانت مساحة الأراضي الزراعية للفرد بين عامي 2007  و2023 هي الأصغر في آسيا (0.13 هكتار للفرد)، تليها أفريقيا (0.22 هكتار للفرد)، والأمريكتين وأوروبا (0.40 هكتار للفرد)، وأوقيانوسيا (0.40 هكتار للفرد)،  1.21 هكتار للفرد) اما فى مصر 0.03 هكتار (حوالى 2 قيراط للفرد). 

الأراضي الزراعية على المستوى البلدان 

في المتوسط على مدى العقد الماضي، كانت الصين الدولة التي تمتلك أكبر مساحة من الأراضي الزراعية (حوالي 500 مليون هكتار)، تليها الولايات المتحدة وأستراليا (حوالي 400 مليون هكتار لكل منهما) والبرازيل (278 مليون هكتار). اما من حيث مساحة من الأراضي المحصولية الزراعية تمتلك الهند أكبر مساحة (حوالي 170 مليون هكتار)، تليها الولايات المتحدة (158 مليون هكتار)، والصين والاتحاد الروسي (حوالي 120 مليون هكتار لكل منهما). وكان البلدان اللذان يتمتعان بأكبر مساحة من الأراضي الزراعية المروية هما الهند والصين، حيث تبلغ مساحة كل منهما حوالي 68 مليون هكتار، تليها الولايات المتحدة (27 مليون هكتار)، وباكستان (20 مليون هكتار)، وإيران (9 ملايين هكتار). وطبقا لبيانات وزارة الزراعة المصرية على لسان الوزير فان الموسم الزراعي 2022/2023، شهد مساحة مزروعة وصلت إلى 9.8 مليون فدان، بمساحة محصولية بلغت 17 مليون فدان، نتيجة معدل التكثيف الزراعي الذي مثَّل 180%. كما أظهر بيان الوزارة أن التركيب المحصولي المُستهدف للموسم الزراعي 2023/2024، يمثل 10 ملايين فدان مساحة مزروعة، و17.5 مليون فدان مساحة محصولية. وتستهدف الوزارة زيادة محاصيل: (القمح: من 3.2 إلى 3.8 مليون فدان – الذرة الشامية والرفيعة: من 3.2 إلى 3.5 مليون فدان – القطن: من 250 إلى 350 ألف فدان – فول الصويا: من 150 إلى 250 ألف فدان – عباد الشمس: من 90 إلى 150 ألف فدان).

ا.د. فوزى أبو دنيا  المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني

تابع موقع اجرى نيوز   عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.


لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية ، بنوك واقتصاد  ،اجرى لايف ،مقالات ، منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية. 
icon

الأكثر قراءة