يتم الترويج لأشكال مختلفة من ممارسات بنوك البذور المجتمعية في بلدان مختلفة وبعضها متخصص للغاية في جمع وتجديد وتوزيع وصيانة تنوع المحاصيل المحلية وتوثيق المعلومات المرتبطة بها والمعارف التقليدية ويعمل آخرون في إنتاج وتسويق بذور الأصناف المحسنة للمزارعين علينا اذا مراجعة الدروس المستفادة من الحالات التي تم تنفيذها في مجال بنوك البذور المجتمعية والاستفادة من التحديات الحالية والمستقبلية لمثل هذه الحالات. يعرض هذا المقال بعض من الأفكار لمشاريع بنك البذور المجتمعية والدروس التي يمكن تعلمها منها.
بنوك البذور المجتمعية هي مجموعات من البذور التي تحتفظ بها المجتمعات المحلية نفسها وتديرها. ويمكن تخزين البذور إما بكميات كبيرة لضمان توفر مواد الزراعة، أو في عينات صغيرة للتأكد من توفر المادة الوراثية في حالة تعرض الأصناف للخطر وبوسع بنوك البذور هذه أن تكون عوامل مساهمة مهمة في تحقيق حقوق المزارعين.
في التقارير التي خرجت من اثيوبيا في هذا الشأن يقول كاتب التقرير انه بفضل بنك البذور لدينا، أصبح لدينا أصناف محلية مرة أخرى. وباستخدام البذور المحلية، انخفضت تكاليفنا حيث أصبح بإمكاننا زراعة بذورنا والاحتفاظ بها لذلك، ليس علينا أن نعتمد على السوق وفي بنك البذور الخاص بنا، نقوم أيضًا بتدريب المزارعين على كيفية زراعة المحاصيل عضويًا، وخالية من المواد الكيميائية نقوم بتدريب المزارعين على كيفية الاعتماد على أنفسهم، وكيفية الحفاظ على صحة البيئة، وكيف ستكون أجسامنا صحية من خلال تناول الأصناف التقليدية.
يعرض تقرير اخر قصة عن كيفية قيام المزارعين في كوستاريكا بزيادة دخلهم من خلال تكاثر البذور، وكيف أنقذ بنك البذور المجتمعي المزارعين في هندوراس عندما ضربتهم الفيضانات، وكيف تم نقل المعرفة التقليدية إلى أطفال المدارس في تايلاند، وكيف تمكن المزارعون في إثيوبيا من تمكنت من الوصول إلى الأصناف التقليدية التي فقدت. ويدرس التقرير تجارب بنوك البذور المجتمعية في بنغلاديش وكوستاريكا وإثيوبيا وهندوراس والهند ونيبال وتايلاند وزامبيا وزيمبابوي. علاوة على ذلك، يختتم التقرير بمجموعة من التوصيات المتعلقة بالسياسات للحكومات ومؤسسات البحوث الزراعية وقطاع البذور التجارية والمنظمات غير الحكومية.
الدكتور/ فوزى أبو دنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني