الخميس، 11 جمادى الثانية 1446 ، 12 ديسمبر 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور عبد السلام منشاوى يكتب .. مزارع القمح انتبه قبل حدوث الخطأ

القمح قمح
القمح
أ أ
techno seeds
techno seeds
التحذير من ظاهرة وعرض خطير نشاهده في زراعات القمح خلال الأيام المقبلة.

من الحكمة تجنب الخطأ قبل وقوعه...والوقاية خير من العلاج. ونحن على أعتاب فصل الشتاء وبرودة الجو ...  هناك ظاهرة وعرض خطير جدا على المحصول،  وينتشر بشكل كبير في زراعات القمح.  يبدأ هذا العرض في الظهور خلال النصف الاخير من ديسمبر ويستمر حتى خلال شهر يناير. 


 فما هي تلك المشكلة ما هو سببها وكيف نحمي محصول القمح منها 


هذا العرض أو المشكلة الموجودة بالصور المرفقة، يظهر في كثير من حقول القمح وفي مناطق عديدة ويزيد انتشاره في مناطق الدلتا والاراضي القديمة وخصوصاً في المناطق سيئة الصرف مع زيادة مياه الري. 

ويظهر العرض على النباتات القمح بتحول لون الأوراق السفلى إلي الأصفر اللامع ثم موتها ولون الأوراق العليا إلى الأصفر الشاحب ويتوقف تكوين الأوراق والتفريع ويصبح النبات متقزم وضعيف جدا (كما بالصور) وذلك نتيجة نقص النتروجين الناتج عن التغريق في الري. 

 ومن الاعراض أيضا عند أخذ مليء اليد من التربة وشمها أو خلع نبات وشمه نجد رائحة كريهة كأن بها أشياء ميتة. 

 ونجد الكثير يفتي ويكتب عن التشخيص فمن قائل ندوة في القمح وآخر يقول صدأ القمح أو الصنف حساس للظروف الجوية أو نقص عناصر ... و....و....الخ. 

  والحقيقة أن السبب الأساسي هو الممارسات الخاطئة. فسبب هذه المشكلة هو  التغريق بالدرجة الأولى في ظروف الجو البارد وينتج عن ذلك  نقص السماد الأزوتي (النيتروجيني). والمقصود بالتغريق هو زيادة كمية مياه الري أو الأمطار مع عدم صرف الماء الزائد والتخلص منه في أسرع وقت.

  ويضاعف من المشكلة سوء أو انعدام شبكة الصرف أو تكاسل المزارع عن صرف الأرض لعدم الدراية بمدى خطورة الأمر ثم تتحول التربة إلى أرض غدقة. 


  كيفية حدوث المشكلة والضرر


وتحدث هذه المشكلة مع التغريق للري حيث تظل الأرض مشبعة بالمياه لفترة طويلة عن اللازم ينتج عنه استنفاذ الأكسجين الموجود بالتربة وتتحول التربة إلى بيئة غير هوائية وبالتالي يتوقف الجذر عن النمو وامتصاص العناصر الغذائية وتنغلق الثغور مما يؤدى إلى عدم قيام النبات بعملية التمثيل الضوئي

 كما يتم تحويل الآزوت من الصورة الميسرة إلى الصورة غير الميسرة ولا يستفيد منه النبات وهذا هو مكمن الخطر الحقيقي. فيصبح النبات غير قادر على امتصاص النتروجين اللازم من التربة فتقوم النباتات باستخلاص النيتروجين من الأوراق القديمة نتيجة لنقص النيتروجين وتصفر الأوراق ولا يقوم النبات بالتفريع وتصير النباتات ضعيفة جداً. 

 ومن الملاحظات الخاصة بالتربة نجد أنها تظل فترات طويلة رطبة ومغطاة ببقع خضراء من الفطريات أو الطحالب. ويؤثر ذلك على عملية الأكسدة والاختزال وفى حالة أخذ مليء اليد من التربة وشمها نجد أن رائحتها كريهة كأن بها أشياء ميتة ولكن الحقيقة هي كبرتيد الهيدروجين نتيجة لعملية الاختزال الناتجة عن تحول التربة إلى بيئة غير هوائية. 

ويزيد ضرر هذه المشكلة إذا حدثت والنبات في مرحلة الإعداد وبناء السعة التخزينية  وهي في حدود 40-50 يوم تقريبا من الزراعة (قد تزيد أو تقل قليلا عن ذلك حسب الصنف المنزرع أو ميعاد الزراعة والظروف الجوية). 


 أما بالنسبة للعلاج،

فالحل الأمثل والأفضل والذي نؤكد عليه دائما في مثل هذه الحالة هو الوقاية بمنع الخطأ من البداية قبل حدوثه وتنفيذ العمليات الزراعية بشكل صحيح خصوصا الري والتسميد في هذه المرحلة الحرجة من عمر النبات.  بمعني يجب العناية جدا بالري، مع ضرورة إضافة السماد قبل الري مباشرة وبالمقررات السمادية حسب التوصيات وفي الميعاد الموصي به ثم الري على الحامي قدر الامكان وصرف أي مياه زائدة مباشرة بعد تمام الري دون الخوف من فقد السماد بالغسيل مع الصرف. 

وفي حالة تنفيذ العمليات بهذا الشكل لن تظهر أي أعراض أو مشاكل من السابق ذكرها بفضل الله تعالى.

 ومن المهم جداً أن  نعلم بأن ري أرض القمح حتى لو فيها نسبة رطوبة لا يضر المحصول في حالة ضبط عملية الري، ولا يحدث الضرر إلا في حالة تشبع الأرض بالمياه ووقوف المياه بها لفترات وعدم الصرف بعد الري. 


 وقد يوصي البعض بالعديد من المواد والاسماء التي قد تعمل على التغير في شكل النبات وتشعر أن هناك تحسن ولكنه وقتي وشكلي فقط وقد لا يكون لها مردود . ولكن في الحقيقة مع جفاف الأرض وخفض نسبة الرطوبة سوف يتعافى النبات نسبيا ويتحسن حتى مع عدم رش أي مواد أو إضافات أخرى ولكن مع وقوع الضرر في كل الحالات. 

ومن الممكن إعطاء بعض السماد الآزوتى قبل المطر في حالة التأكد من نزول المطر بإذن الله وسوف يساعد على سرعة التعافي والتقليل نسبيا من الضرر ولكن علينا أن نعلم أن هذه ليست الطريقة الصحيحة لإضافة السماد ولكننا نعالج مشكلة، وفي حالة علاج المشكلة نختار أخف الضررين.  أو قد نرش عناصر NPK  عن طريق الأوراق إلى أن تجف التربة ويتعافى الجذر.

فالأفضل تجنب المشكلة من البداية بتنفيذ العمليات الزراعية بشكل صحيح لكي لا نعرض محصولنا لمثل هذه المشاكل وغيرها والتي يصعب علاجها وتضيف أعباء كثيرة وتؤثر تأثير سلبي بدرجة كبيرة على الإنتاجية النهائية لمحصول الحبوب.


تابع موقع اجرى نيوز  على صفحة "الفيس بوك " اضغط هــــــــنا 
تابع موقع اجرى نيوز   على ( اليوتيوب ) اضغط هــــــــنا
تابع موقع اجرى نيوز  على " واتس اب "  اضغط  هــــــــنا
تابع موقع اجرى نيوز  على "  X" اضغط   هــــــــنا
تابع موقع اجرى نيوز  على "إنستجرام"  اضغط هــــــــنا
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر، اخبار الزراعة، صناعة الدواجن، الثروة الحيوانية، بنوك  واقتصاد، اجرى لايف، مقالات، منوعات، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية
icon

الأكثر قراءة