أهمية حماية البيئة والمحافظة على الأنظمة البيئيّة المُختلفة أمر ضروري وحيوي، فأي خلل بالأنظمة البيئيّة يؤدي لظهور العديد من المشاكل والظواهر البيئيّة على اختلافها، مثل، الاحتراز العالميّ، و اختفاء بعض أنواع الكائنات الحية وغيرها.
حماية الأنواع المهددة بالانقراض، إذ تساهم عمليّة حماية البيئة والمحافظة على نظافتها إلى حماية موائل الحيوانات، ومواطن النباتات، وبالتالي المساعدة في الحفاظ عليها من الأخطار. منع وردع الأفراد من اتخاذ الإجراءات قد تضر بمصلحتهم، ذلك عن طريق سن مجموعة من القوانين تمنعهم من التصرف بالعديد من السلوكيّات، ومنها: بناء المنازل في السهول الفيضيّة وفي المنحدرات المتآكلة، مما يُشكل عواقب وخيمة عليهم. المحافظة على تاريخ المجتمع، وحماية المناطق والمواقع التاريخيّة، إذ يُعد هذا الأمر من أهم الأمور للحفاظ على حضارات الأمم وعلى الذاكرة الاجتماعيّة.
إن تبعيّات عدم المحافظة على البيئة ينتج عن عدم المحافظة على البيئة الكثير من الآثار السلبية على الإنسان، والمجتمع، والبيئة ومنها: فقدان الأرض والطبيعية لجمالها وجاذبيتها، فعلى سبيل المثال، يقصد السياح محمية رأس محمد بمحافظة جنوب سيناء في مصر للاستمتاع لا طبيعة الخلابة والتنوع البحري من حيوانات بحرية وشعاب مرجانية، وقد تؤدي مشاكل بيئية كالتلوث والصيد الجائر إلى تغيير معالم طبيعية بأكملها.
التغير المناخي، وقد تلحق هذه الظاهرة أيضا أشد الضرر بالمحاصيل الزراعية، فعندما يكون فصل الشتاء دافئاً على غير العادة، فقد يتأخر إزهار الأشجار إلى ما بعد فصل الربيع، وذلك قد يتسبب بتلف العديد من المحاصيل. التأثير على حياة الإنسان بشكل سلبي، إذ يؤثر التلوث بشكل مباشر على صحة الإنسان، فعلى سبيل المثال عندما تصل الملوثات إلى المياه الجوفيّة والتي يعتمد عليها الإنسان في توفير مياه صالحة للشرب، فتسبب الضرر في صحته.
استنفاذ المصادر الطبيعية، كالتربة، والمياه، والأخشاب، والحياه البريّة بأشكالها المختلفة، والتي قد تنضب يوما ما بسبب الاستهلاك المفرط لها وتدمير بيئاتها الطبيعية. التدهور البيئي والذي قد ينتج عنه العديد من الآثار السلبية مثل: تدهور صحة الإنسان، فقد يُصاب بالعديد من الأمراض في المناطق المعرضة لانبعاث الملوثات السامة، كما أن العديد من التقارير تؤكد وفاة ملايين الأشخاص بسسب الآثار غير المباشرة لتلوث الهواء. خسائر مالية في قطاع السياحة والذي يعتمد على السائحين بشكل أساسي.
فقد ينتج عن تدهور البيئة فقدان الغطاء الأخضر والتنوع البيولوجي ومدافن النفايات الضخمة، كما أن تلوث الماء والهواء ستجعل من السياحة أمراً صعباً. التكلفة المالية الضخمة التي ستتحملها الدولة بسبب التدهور البيئي، فهي بحاجة إلى استعادة الغطاء الأخضر وتنظيف مدافن النفايات وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، إذ ستكلف هذه الإجراءات الدولة الكثير، بالإضافة إلى الخسائر التي ستتكبدها الدولة نتيجة لتراجع قطاع السياحة.
ويعتبر الإنسان من أكثر الأحياء تأثيراً في البيئة، لذلك فإن إعداده وتربيته بيئياً أمر غاية في الأهمية، وإذا كانت القوانين التي تحكم العلاقات بين مكونات البيئة غير قابلة للتغيير، فإن معرفة الإنسان لأثر سلوكه علي البيئة تمكنه من تعديل هذا السلوك بالأساليب التربوية العديدة، باعتبار أن فهم العلاقات والقوانين المنظمة للبيئة هي التي تمكن إلى حد بعيد من التعامل مع مشكلاتها بصورة أفضل، وتمكن كذلك من تحاشي الكثير من المشكلات البيئية قبل وقوعها، خاصة وان عدد كبير من الناس يسيئون إلى البيئة من نواح عديدة بقصد أو دون قصد.
ففي الوقت الذي تتعالى فيه التنبيهات بتأثيرات المشكلات البيئية وتفاقمها يزيد السلوك السلبي للإنسان تجاهها، بل وقد تتعارض سلوكيات بعض من الناس مع حقوق معظم المواطنين في العيش بأمن وسلام، مما يحتم على الدولة سن القوانين التي تحمى الحقوق وتلزم المخالفين باحترام البيئة ومواردها، وبالرغم من أهمية هذه القوانين والتشريعات في صيانة البيئة وحمايتها، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها وحدها ما لم يتم توعية المواطنين بحقوقهم ومسئولياتهم المتعلقة بالبيئة وتحسسيهم بأهمية انتمائهم لها، واحترامهم للقوانين المنظمة للتعامل معها، والشعور بمشاكلها، والإسهام الإيجابي في حلها،. وهو ما يعرف بالمواطنة البيئية.
مفهوم المواطنة البيئية
تركز المواطنة البيئية علي إيجاد رادع ذاتي ينبع من داخل الإنسان، ويدفعه إلي حماية البيئة وصيانتها واحترامها، وهذا هو جوهر المواطنة البيئية.
هدف المواطنة البيئية
تهدف المواطنة البيئية بصفة عامة إلي غرس مجموعة من القيم والمبادئ والمثل لدى أفراد المجتمع صغارا كانوا أم كبارا، لتساعدهم في أن يكونوا صالحين وقادرين على المشاركة الفعالة والنشطة في كافة قضايا البيئة و مشكلاتها وبذلك يتطور مفهوم المواطنة ويصبح له مدلول اشمل يتعدى كون الإنسان مواطنا داخل وطنه فقط، إلي كونه عضوا نشيطا وفاعلا وسط المجتمع البشري ككل، أي أن عليه واجبات تجاه العالم كله مثلما له واجبات نحو وطنه، بالتالي يصير مواطن ذو صبغة عالمية يحمل على عاتقه مسؤولية أوسع نطاقاً نحو بيئته ككل، وبذلك يصبح مفهوم المواطنة البيئية والسلوك البيئي الصحيح ضرورة وجودية لبقاء الإنسان وليس مجرد رغبة أو شعار، له أن يختاره أو يرفضه.
مؤشرات المواطنة البيئية
تتمثل مؤشرات المواطنة البيئية في عناصر التربية البيئية التي تستهدف بناء وتنمية العناصر التالية:
1. المعرفة البيئية.
2. الوعي البيئي.
3. التنور البيئي.
4. السلوك البيئي.
5. الإدراك البيئي.
وتعد هذه المؤشرات هي العناصر الأساسية المستهدف تنميتها وتعديلها وتغييرها لدي المواطنين ومن خلالها يمكن بناء الأخلاق البيئية الحاثة علي عقد سلام مع البيئة الي جانب كونها مؤشرات مهمة تساعد على تكوين المسئولية البيئية والتعامل مع البيئة بشكل عقلاني، وهي مؤشرات مهمة تمثل الشروط الأساسية المحركة لسلوك الإنسان وأخلاقه البيئية.
أسس بناء المواطنة البيئية
تتمثل أسس بناء المواطنة البيئية من خلال تحديد الأهداف الرئيسة لتحقيق برامج ومشاريع المواطنة البيئية التي تتمثل في الآتي:
1. تصحيح المفاهيم البيئية السائدة لدى المواطنين وتعديل المعتقدات والأفكار البيئية الخاطئة، ومعالجة أساس المشاكل للسلوكيات السلبية الناجمة عن غياب مفهوم المواطنة البيئية.
2. إكساب المواطنين المهارات والآليات السليمة والمفيدة والصحيحة التي تساهم في المحافظة والإصلاح البيئي من أجل التنمية المستدامة.
3. تحسين السلوك البيئي المتبع في الحياة العامة أثناء التعامل مع البيئة.
4. السعي إلى تجنب الأضرار البيئية قبل نشوئها والمطالبة بإثبات عدم وجود أضرار بعيدة المدى للأنشطة البيئية المقترحة.
5. الإسهام في رفع مستوى المعرفة والثقافة البيئية العامة للأفراد من خلال برامج التوعية البيئة لتحفيزهم على المشاركة في اتخاذ القرارات ووضع الحلول المعنية بالشؤون البيئية والتنموية.
6. تبادل الخبرات بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية وبين اللجنة الخاصة ببرنامج المواطنة البيئية التابع إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
بقلم الأستاذ الدكتور / عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطري جامعة عين شمس أستاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان - عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمي لحديقة الحيوان بالجيزة والأمين العام المساعد للحياة البرية بالاتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم