أرصدة التنوع البيولوجي هي وحدة القيمة المستخدمة لقياس وقياس وتداول الفوائد البيئية لأنشطة الحفظ ضمن خطة حوافز التنوع البيولوجي. يتم إنشاؤها وبيعها للشركات أو الأفراد الذين يتطلعون إلى تعويض آثارهم البيئية أو إظهار الدعم للمشاريع التي تتوافق مع قيمهم. تعتمد أرصدة التنوع البيولوجي على دعم النظام البيئي من خلال الحفاظ على نظام بيئي آخر أو استعادته. ويمكن لهذه الاعتمادات تمويل المشاريع التي تحمي أو تستعيد الموائل والأنواع، مما يساعد في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتنوعها البيولوجي.

خطة ائتمان التنوع البيولوجي

يصف البيع أرصدة التنوع البيولوجي حيث أن عملية تطوير أرصدة التنوع البيولوجي تتضمن عادةً تحديد الموائل المهددة والشراكة مع مالكي الأراضي. يتم تحديد الحالة الأساسية للموئل من خلال المسح البيولوجي، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل ثراء الأنواع والسلامة البيئية وجودة المياه. ويتم بعد ذلك تنفيذ خطة طويلة المدى لتحسين وحماية الموائل، مع المراقبة على فترات منتظمة. إذا تم تحقيق الأهداف المتفق عليها، يتم إنشاء أرصدة التنوع البيولوجي ويمكن للآخرين شراؤها، مما يوفر إيرادات لكل من مالك الأرض ومطور الائتمان.

وفي حين أن أرصدة التنوع البيولوجي لا تزال في مراحلها الأولى، فإن البعض يتصور أنها أصبحت موحدة ويتم تداولها دوليا مثل أرصدة الكربون. وهذا من شأنه أن يسمح بتمويل واسع النطاق لجهود الحفاظ على البيئة، التي تعاني حاليا من نقص التمويل بالنظر إلى التكلفة السنوية المقدرة لوقف فقدان التنوع البيولوجي العالمي. إن إمكانية أرصدة التنوع البيولوجي لسد فجوة التمويل هذه كبيرة، مع الآمال في تحقيق أهداف الحفظ على نطاق غير مسبوق.

‍ من يشتري أرصدة التنوع البيولوجي؟

عادةً ما يتم شراء أرصدة التنوع البيولوجي من قبل الشركات التي تتطلع إلى تعويض انبعاثاتها الكربونية أو تقليل بصمتها البيئية بطرق أخرى. يمكن لمنظمات الحفظ والحكومات والأفراد أيضًا شراؤها.

من يبيع أرصدة التنوع البيولوجي؟

تقوم مجموعة متنوعة من المنظمات، بما في ذلك الشركات الخاصة والوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية، ببيع أرصدة التنوع البيولوجي عادةً. ومن أمثلة الشركات الخاصة التي تبيع أرصدة التنوع البيولوجي منظمة The Nature Conservancy، وConservation International، وBiodiversity Offsets International. تشمل المنظمات غير الربحية التي تبيع أرصدة التنوع البيولوجي الصندوق العالمي للحياة البرية ومعهد الموارد العالمية.

كيف يتم رصد وتنظيم أرصدة التنوع البيولوجي؟

تتم مراقبة وتنظيم أرصدة التنوع البيولوجي من قبل الوكالات الحكومية في الدولة والمنظمات المستقلة. تقوم هذه المنظمات بتتبع الاعتمادات والتحقق منها للتأكد من أن المشاريع الممولة توفر الفوائد البيئية المتوقعة.

ما هو الغرض من شراء أرصدة التنوع البيولوجي؟

تقول جامعة ييل: "يعمل العلماء والمدافعون عن البيئة وصانعو السياسات في جميع أنحاء العالم على تطوير ما يسمونه أرصدة التنوع البيولوجي. وعلى الرغم من اختلاف هذه الأرصدة في التفاصيل، إلا أنها متشابهة في غرضها: ربط القيمة الاقتصادية بالحفاظ على النظم البيئية أو استعادتها."  و‍ يشتري الناس أرصدة التنوع البيولوجي لتعويض تأثير أنشطتهم على البيئة. أرصدة التنوع البيولوجي هي شكل من أشكال تعويض الأثر البيئي، حيث يتم شراء الاعتمادات لتمويل مشاريع الحفظ التي تحمي التنوع البيولوجي والنظم البيئية. يمكن أن تتراوح هذه المشاريع بين استعادة الموائل، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، أو إنشاء مناطق محمية جديدة. تساعد الاعتمادات في تعويض الأضرار البيئية الناجمة عن إزالة الغابات والصيد الجائر والتلوث. ومن خلال شراء أرصدة التنوع البيولوجي، يساعد الناس على تقليل بصمتهم البيئية ودعم مشاريع الحفاظ على البيئة.

 

ما الفرق بين أرصدة التنوع البيولوجي وأرصدة الكربون؟

 

أرصدة التنوع البيولوجي هي نوع من الائتمان البيئي المصمم لتعويض فقدان الأنواع بسبب النشاط البشري. في المقابل، أرصدة الكربون هي نوع من الائتمان البيئي المصمم لتعويض تأثير انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري. غالبًا ما تركز أرصدة التنوع البيولوجي على الحفاظ على الأنواع والموائل المهددة بالانقراض، في حين تركز أرصدة الكربون غالبًا على تقليل الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الطاقة والنقل والصناعة وغيرها من المصادر.

ما هي فوائد شراء أرصدة التنوع البيولوجي؟

حماية التنوع البيولوجي: تساعد أرصدة التنوع البيولوجي في الحفاظ على الموائل والأنواع المهمة من خلال حماية النظم البيئية الطبيعية واستعادتها وإدارتها. توفر هذه الائتمانات أيضًا حوافز لأصحاب الأراضي لإدارة الأراضي التي تعود بالنفع على الحياة البرية والمجتمعات المحلية. وبالنسبة للعائد المالي: يمكن لاعتمادات التنوع البيولوجي أن توفر عائداً مالياً للمستثمرين، إما من خلال الدفع المباشر أو الإيرادات الناتجة عن بيع الاعتمادات. وهذا يمكن أن يمول مشاريع الحفاظ على الأراضي ويحفز أصحاب الأراضي على الحفاظ على ممارسات إدارة الأراضي وتحسينها. أما تعويضات الكربون: يمكن أيضًا استخدام أرصدة التنوع البيولوجي لتعويض انبعاثات الكربون. ومن الممكن أن تساعد حماية الغابات والأراضي الرطبة والموائل الطبيعية الأخرى في خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يوفر أداة قيمة في مكافحة تغير المناخ. وبالنسبة للمنافع الاجتماعية: يمكن أن تساعد أرصدة التنوع البيولوجي أيضًا في تحسين سبل عيش المجتمعات المحلية. ومن خلال حماية واستعادة الموائل الطبيعية، يمكن لهذه الاعتمادات أن توفر مصادر أكثر استدامة للغذاء والدخل للسكان المحليين.



‍وما أمثلة على مشاريع التنوع البيولوجي الحفاظ على الغابات المطيرة: تعمل العديد من المنظمات على حماية واستعادة الغابات المطيرة، التي تعد موطنًا لتنوع غني من الأنواع. وتشمل هذه المشاريع إعادة التشجير، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وإشراك المجتمع.
استعادة الشعاب المرجانية: تعد الشعاب المرجانية موائل مهمة للعديد من أنواع الأسماك والحياة البحرية الأخرى. تهدف المشاريع إلى استعادة وحماية الشعاب المرجانية حول العالم.

إزالة الأنواع الغازية: يمكن للأنواع الغازية أن تتفوق على الأنواع المحلية، مما يؤدي إلى انخفاض التنوع البيولوجي. تعمل بعض مشاريع التنوع البيولوجي على إزالة الأنواع الغازية واستعادة الأنواع المحلية.

الحفاظ على الملقحات: تعتبر الملقحات، مثل النحل والفراشات، ضرورية لصحة العديد من النظم البيئية. تعمل المنظمات على إنشاء موائل للملقحات وتثقيف الناس حول أهمية حمايتهم.

هل هناك أي مخاطر مرتبطة بأرصدة التنوع البيولوجي؟

المخاطر البيئية: قد تؤدي أرصدة التنوع البيولوجي إلى زيادة المنافسة على موارد الأراضي والمياه، مما قد يؤثر سلبا على البيئة. إذا لم تتم إدارة المشروع بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير الموائل، وفقدان الأنواع، وغير ذلك من التدهور البيئي.
المخاطر المالية: يعتمد نجاح مشروع ائتمان التنوع البيولوجي على المدى الطويل على رغبة المشترين في شراء الائتمانات، والتي يمكن أن تتأثر بتقلب الأسعار وتقلب الطلب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون تكلفة إدارة المشروع مرتفعة، وقد يكون العائد على الاستثمار غير مؤكد.

المخاطر القانونية: قد تخضع أرصدة التنوع البيولوجي لقوانين ولوائح وسياسات مختلفة يمكن أن تختلف من بلد إلى آخر، بالإضافة إلى تفويضات الحكومة المحلية والإقليمية. وبالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى مبادئ توجيهية أو معايير واضحة لإنشاء الائتمانات وتداولها، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم اليقين والمخاطر القانونية.

وختاماً تعد أزمة التنوع البيولوجي العالمية واحدة من أكبر التحديات في عصرنا، وتعد أرصدة التنوع البيولوجي طريقة مبتكرة للمساعدة في إنقاذ الأنواع والنظم البيئية. وفي حين أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيعمل النظام عمليا، فإن إمكانية الحفاظ على البيئة من خلال هذه البرامج هائلة. ويتعين علينا أن نتخذ الخطوات اللازمة لضمان تنفيذ هذه الاعتمادات بطريقة فعّالة وأخلاقية حتى نتمكن من إحداث تغيير حقيقي في الكفاح من أجل حماية التنوع البيولوجي لكوكبنا.


بقلم: الدكتور  عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطري جامعة عين شمس أستاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مدير وحدة الجودة بالكلية- عضو اللجنة العلمية لاتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالاتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم