يفقد العالم أنواع الحياة البرية بمعدل غير مسبوق. ويعد تدمير الموائل والاستغلال المفرط والتلوث والإتجار غير المشروع في الأنواع البرية والبحرية الأسباب الرئيسية لتدهور التنوع البيولوجي. كعامل مضاعف للتهديد، يؤدي تغير المناخ أيضاً إلى تفاقم هذه العمليات كما يتضح من وفاة عدة مليارات من الحيوانات البرية والبحرية في السنوات القليلة الماضية بسبب حرائق الغابات والفيضانات وموجات الحر والكوارث الطبيعية الأخرى وإلقاء المخلفات البلاستيكية.

وفي مواجهة هذه التحديات، يتمتع الأطباء البيطريون بمهارات فريدة ومهمة للمساهمة في الحفاظ على الحياة البرية والحفاظ على التنوع البيولوجي على العديد من المستويات وضمان إستدامتها مستقبلاً. يمكن للأطباء البيطريين الخريجيين من كليات اطلب البيطرى التدريب في حدائق الحيوان لمعرفة كيفية التعامل وعلاج الحيوانات البرية ووسائل إنقاذها وإعادة تأهيلها أثناء العمل بالمحميات الطبيعية لمواجهة الكوارث الطبيعية بالإضافة إلى بناء وحدة تاهيل وعلاج كمراكز إعادة التأهيل ولتقديم خدماتهم لاحتياجات إعادة تأهيل الحياة البرية العامة البرية والبحرية. وكذلك يمكنهم العمل في العيادات البيطرية مع تلك الحيوانات البرية التي تربى بالمنازل ويمكنهم الانخراط في التواصل العلمي والبحثى في مجال رعاية وعلاج الحيوانات البرية.

فعندما يتم تزويدهم بالمعلومات من خلال كليات الطب البطرى من خلال إستحداث أقسام الحياة البرية وحدائق الحياون لمعرفة كيفية التعامل مع تلك الحيوانات وعلاجها وتحصينها ضد الأمراض البيطرية والموارد وعناصر العمل اللازمة، ويمكن للأطباء البيطريين أيضا زيادة تأثيرهم الإيجابي ورفاهتهم الشخصية من خلال جهود هادفة قائمة على القيم وبناء المجتمع لدعم الحفاظ على الحياة البرية والتنوع البيولوجي. مع توفير الخبرة البيطرية لمشاريع صحة وتوازن النظام البيئي.

إن العلوم الطبية البيطرية التي تدرس في بعض الجامعات في مصر تخصص الحياة البرية وحدائق الحيوان لها دورمهم ومعقد في حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على الحياة البرية في الطبيعة والآسر(بحدائق الحيوان). وكذلك المساهمات التي تقدمها العلوم البيطرية مجال الحياة البرية وحدائق الحيوان في مجموعة متنوعة من المجالات، مثل إدارة الأمراض الوبائية، ومراقبة صحة الحيوانات البرية، وإنقاذ وإعادة تأهيل الحيوانات المهددة بالإنقراض، وأبحاث الحياة البرية والمحافظة على البيئة، والطب الشرعي للحياة البرية. ويشارك الممارسون البيطريون بنشاط في إدارة الأمراض من خلال اتخاذ التدابير الوقائية وتنفيذ تقنيات المكافحة.

ويتم ذلك من أجل معالجة التأثير الذي تخلفه الأمراض المعدية على مجموعات الحياة البرية. ويمكن الحصول على البيانات الحيوية لمراقبة وتقييم صحة المجتمع من خلال برامج المراقبة التي يقودها الأطباء البيطريون من خلال الرصد ومتابعة سلوكيات الحيوانات البرية في الطبيعة.

إن دورالأطباء البيطريين في أنشطة الإنقاذ وإعادة التأهيل وخاصة الأحياء المائية مثل السلاحف والثدييات والطيورالبحرية وضروري لأنهم مسؤولون عن إنقاذ وعلاج وإعادة تأهيل تلك الحيوانات البرية البرية والبحرية المصابة أو اليتيمة. وهذا يساعد في المساهمة في الحفاظ العام على الأنواع وكذلك رعاية الحيوانات الفردية.

ويستلزم كل من البحث العلمى والطب المحافظ (Conservation Medicine) مع اكتساب فهم للأمراض المختلفة التي تصيب الحيوانات البرية والبحرية، وهو ما له عواقب على تطوير أساليب الحفظ الفعالة. تعتمد التحقيقات الجنائية في مجال الصيد الجائر وتهريب الحياة البرية، وخاصة في سياق منع التجارة غير المشروعة في الحياة البرية، على كفاءة الأطباء البيطريين في تحديد الأنواع وتعقب مصادر المنتجات التي تمت مصادرتها والتأكد من وجود شهادات سايتس تصديرية وإستيرادية مع العميل.

إن الحفاظ على الحياة البرية كأطباء بيطريين، غالبًا ما نجد أنفسنا في الخطوط الأمامية لصحة الحيوانات البرية والبحرية ورفاهيتها. ومع ذلك، فإن دورنا يمتد إلى ما هو أبعد من جدران العيادات والمستشفيات البيطرية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الحياة البرية. ويتمتع الأطباء البيطريون المتخصصون في الحيوانات الغريبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لتشخيص وعلاج هذه الأمراض، وغالبًا ما يطورون برامج التطعيم أو استراتيجيات الإدارة الأخرى للتخفيف من تأثيرها. إعادة التأهيل والرعاية تعتبر إعادة تأهيل الحياة البرية مجالًا آخر يساهم فيه الأطباء البيطريون بشكل كبير. يتم رعاية وإعادة تأهيل الحيوانات البرية المصابة أو المريضة أو اليتيمة، والتي غالبًا ما تكون ضحايا للتوسع الحضري أو تصادم المركبات أو الكوارث الطبيعية، من قبل الأطباء البيطريين المهتمين بشكل خاص بالحياة البرية. إن أبحاث الحفاظ على البيئة غالبًا ما يشارك الأطباء البيطريون بدور أساسى في أبحاث الحفاظ على البيئة، ودراسة الأمراض، وعلم الأحياء التناسلية، وتأثيرات التغيرات البيئية على صحة الحياة البرية. يعد هذا البحث أمرًا حيويًا لتطوير استراتيجيات وسياسات الحفاظ الفعالة.

كذلك يلعب الأطباء البيطريون دورًا حيويًا في رفع مستوى الوعي وتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة. التعاون مع منظمات الحفاظ على البيئة غالبًا ما يعمل الأطباء البيطريون بالتعاون مع المنظمات  الدولية والمحلية في مجال الحفاظ على البيئة والوكالات الحكومية والمتنزهات البرية، حيث يقدمون المشورة المتخصصة والدعم لمشاريع الحفاظ على البيئة. تعتبر هذه التعاونات مهمة للتنفيذ الناجح لبرامج الحفاظ على البيئة، مثل برامج تربية الأنواع المهددة بالانقراض، ومشاريع استعادة الموائل، ومراقبة صحة الحياة البرية. يشكل الأطباء البيطريون المتخصصون الدارسون لمادة الحياة البرية وحدائق الحيوان والمدربون على رعاية الحيوانات الغريبة جزءًا مهمًا من جهود الحفاظ على الحياة البرية داخل المحميات الطبيعية في مصر. كذلك تساهم خبرتهم في تقييمات الصحة العامة للحيوانات البرية والبحرية وإدارة الأمراض وإعادة التأهيل والبحث والتثقيف العام بشكل كبير في الحفاظ على الحياة البرية الأصلية لدينا. بصفتهم مسؤولين عن صحة الحيوان ورفاهيته، حيث يتمتع الأطباء البيطريون بفرصة فريدة ومسؤولية للدفاع عن التراث الطبيعي والتنوع البيولوجى لمصر والمساهمة فيه، وضمان ازدهاره وإستدامتة للأجيال القادمة.

أدوار الأطباء البيطريين في صحة والحفاظ على الحياة البرية والنظم البيئية
لقد توسع دور أطباء بيطريين في حديقة الحيوان في مجال الحفاظ على البيئة بشكل كبير على مدى العقود القليلة الماضية. غالبًا ما يُفترض أن طبيب بيطري حديقة الحيوان مسؤول فقط عن علاج حيوان حديقة الحيوان عندما يمرض والحفاظ على صحة المجموعة الإجمالية للحيوانات. ومع ذلك، فهذا ليس سوى جزء بسيط من العمل الذي يقومون به، حيث يشاركون الآن في مشاريع الحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية ومواردها والتعليم التقليدية، ولكن أيضًا في مشاريع إعادة التأهيل وإعادة الإدخال. بالطبع، ليس كل طبيب بيطري في حديقة الحيوان يقوم بكل هذه الأشياء، لكن الحفاظ على البيئة أصبح جزءًا متزايدًا من الوظيفة في العديد من المؤسسات. ويقدم الأطباء البيطريون مساهمات مهمة لحدائق الحيوان، والحفاظ على الحياة البرية، والنظم البيئية من خلال تركيز جهودهم على صحة الأنواع التي تتراوح من المرجان واللافقاريات الأخرى إلى الأسماك ، والبرمائيات والزواحف ، والطيور، والثدييات (مثل القوارض والخفافيش، والحيوانات آكلة اللحوم، والمجترات، والحيتان، والقرود بما في ذلك البشر)). في قطاع الحياة البرية، يواجه الأطباء البيطريون بشكل متزايد عواقب الملوثات البيئية وتفشي الأمراض المعدية التي تهدد الحيوانات البرية والمستأنسة وكذلك البشر. ونظرًا لاتساع المناطق والأنواع والمشاكل التي تنطوي عليها "الانقراض السادس" المتسارع حاليًا، ويواجه الأطباء البيطريون تحديات وفيرة، ولكن مسارات التوظيف عادة ما تكون غير تقليدية.

وختاما. كان على الأطباء البيطريين أن يقبلوا أن دورهم الأكثر فعالية هو أن يكونوا جزءًا من فريق. فهم مسؤولون عن صحة الحيوانات في المزرعة لضمان سلامة الغذاء والصحة العامة. عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الحياة البريةوالتنوع البيولوجى، لم يعمل الأطباء البيطريون وغيرهم من المتخصصين في الحياة البرية. والفجوة بينهم تضيق مع إدراك كل منهم للحاجة إلى التعاون مع الآخر. في المقابل، بدأ علماء الأحياء وعلماء البيئة ومديرو الحياة البرية وغيرهم في تقدير المهارات الفريدة لأطباء بيطريين الحياة البرية ذوي الخبرة وأهمية المرض كعملية تهديد. هناك تقدم يجب تحقيقه، لكنه سيحدث مع فهم أهمية العمل الجماعي متعدد التخصصات بشكل أفضل من قبل الجميع. مع التوسع في إنشاء أقسام للحياة البرية بكليات الطب البطرى عى مستوى الجمهورية كى يتولى الأطباء البيطريون قيادة نهج متعدد التخصصات لفهم طرق التعامل مع الحيوانات البرية والبحرية بطريقة علمية والتأثيرات الصحية للنظم البيئية عليها  مع زيادة الأبحاث العلمية لتثقيف الأطباء البيطريين في المستقبل لتوسيع معارفهم وتأثيرهم في هذا المجال الهام وعلى الموارد المتاحة لدعم البحث  العلمى والتدريب المستمر والمتقدم لطرق لعلاج وحماية الحيوانات البرية من خطر الإنقراض .

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان - عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم الطب البيطرى والحفاظ على الحياة البرية والتنوع البيولوجي.

تابع موقع اجرى نيوز  عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

اجرى نيوز ، موقع إخباري  يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة فى الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.

لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد  ،اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.