ما هو مرض الصدأ الأصفر وهل يظهر في مصر كل عام؟
الصدأ الأصفر من أخطر الإمراض التي تصيب القمح في العالم ومصر ويسببه فطر Puccinia striiformis f. sp. tritici وينتقل هذا الفطر عن طريق الرياح لمسافات بعيده. ويظهر في مواسم متقطعة وأشهرها في عام 1967 حينما قيل أن مصر أصيبت بنكستين، الهزيمة العسكرية في الحرب مع إسرائيل ووبائية الصدأ الأصفر التي دمرت زراعات القمح. ثم ظهر بعد ذلك أكثر من مرة في سنوات متفرقة على سبيل المثال في1995 و1997 و 1999 2014 وفي العام الماضي .
ما هي أجزاء نبات القمح التي تظهر عليها الإصابة :
تظهر الإصابة على كل الأجزاء الخضرية من النبات عدا الساق ( مرفق صورة)
ما هو موعد ظهور المرض وما مظهر الإصابة على النبات؟
لم يتم تسجيل إصابات للصدأ الأصفر بمصر قبل منتصف يناير ويتوقف على حالة الظروف البيئية ومظهر الإصابة يظهر على شكل بقع مسحوقيه على سطح الورقة في خطوط طولية منتظمة، وعند ملامستها تترك آثارًا على اليد يشبه صدأ الحديد (مرفق صورة للتوضيح). ما هو سبب ظهور المرض :
يتوقف ظهور المرض على توفر العوامل التي تساعد على حدوثه أو ما يعرف بمثلث المرض (صنف قابل للإصابة – مسبب مرضي قادر على إحداث الإصابة – وظروف بيئية مناسبة). تتميز الفطريات المسببة لمرض الصدأ الأصفر في القمح بحاجاتها إلى نوعين من العوائل النباتية لإكمال دورة الحياة والقمح هو احد العوائل أما العائل الثاني فهو غير موجود بمصر, الطور المتكرر هو أخطر الأطوار بمعنى أنه كل 15– 12 يوم يظهر جيل جديد من الجراثيم يمكنها إصابة نبات القمح وكل جرثومة تنتج مئات الآلاف من الجراثيم في كل مرة . ما هي الظروف البيئية المناسبة لظهور المرض :
المواسم الباردة وطويلة الأمطار مع رطوبة نسبية عالية و درجات حرارة من 10 إلى 15 درجة مئوية مع فرق واسع بين درجة حرارة الليل والنهار حيث لها دور كبير في حدوث الإصابة بالصدأ الأصفر. كما تساهم الرياح علي زيادة انتشار المرض انتشاراً سريعاً وعبر مساحات واسعة. تصل جراثيم الصدأ سنويا إلى مصر محمولة بواسطة الرياح من الدول المجاورة – سواء من الشمال دول البحر المتوسط أو جنوب غرب آسيا أو بعض الدول الأفريقية التي يتواجد القمح فيها طوال العام أو تتواجد بها العوائل المتبادلة أو العوائل الثانوية.ما هي الخسائر والفقد في المحصول نتيجة المرض:
إن مرض الصدأ الأصفر من أخطر أمراض القمح ويسبب خسائر كبيرة جدا في المحصول خصوصا عند حالة الوبائية. تختلف نسبه النقص في المحصول تبعا لوقت حدوث الإصابة بالنسبة لمراحل النمو، فكلما ظهرت الإصابة مبكرة زادت شدة الضرر. كيفية مواجهة هذا المرض:
1. الحل الأمثل هو إدخال جينات المقاومة للأصناف وزراعة أصناف مقاومة (مرفق صورة توضح الأصناف الحساسة والمقاومة في نفس المكان) .
2. التقيد بالمعاملات الزراعية الوارد الإشارة إليها في حزمة التوصيات.
3. استخدام تقاوي من مصادر موثوق بها والالتزام بالسياسة الصنفية التي يضعها قسم بحوث القمح وعدم زراعة أصناف غير مسجلة.
4. المكافحة الكيماوية: وهي ما أهم شيء في المرحلة المقبلة، يتوقف نجاح المكافحة الكيماوية على عوامل في غاية الأهمية وأهمها وقت اكتشاف الإصابة وتكرار عملية الرش وتطبيقات الرش.
لذلك فهناك حاجة ملحة للاكتشاف المبكر للمرض والتحرك الفوري للحد من حدوث ضرر كبير في إنتاج القمح. ومن المعلوم عدم جدوى استخدام المبيدات الفطرية إذا انتشرت الإصابة بشكل وبائي لأنها لا تقضي على الفطر بشكل كاملة مهما كانت الظروف، فكلما تم اكتشاف الإصابة في بدايتها كلما كانت المكافحة أكثر فاعلية. كما أنه من المهم تكرار عملية الرش حيث تحتاج إلى تطبيقها من 5-3مرات خلال الموسم حسب وقت ظهور المرض.
ولذلك لابد من المراقبة المتواصلة من منتصف شهر يناير والتوعية والتحذير من خطورة المرض من أجل حماية المزارعين وللحد من تطور الإصابة وتقليل مستوى الفاقد إلى أقل مستوى ممكن. كما يجب استخدام المبيدات الموصى بها من قبل الوزارة وإتباع تعليمات عملية الرش مع إضافة مادة ناشرة لاصقة لثبات المبيد على الأوراق ولزيادة كفاءة عملية الرش. كما يجب الحرص وعدم إضافة أي مغذيات أو مخصبات أو منشطات نمو أو أحماض امينية أو وهيومك أو كبريتات ............الخ مع عملية الرش حيث أن بعضها قد يؤدي إلى تنشيط المسبب المرضي ويزيد خطورة المرض ويؤدي إلى نتيجة عكسية، خصوصاً مع ما نلاحظه على مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات من توصيات باستخدام المواد السابق ذكرها والذي أصبح شيء مخيف وينذر بعواقب وخيمة على مستقبل الزراعة بمصر.
ما هو الضرر الناتج عن استخدام حبوب من محصول مصاب؟
ليس هناك أي ضرر بسبب استخدام حبوب ناتجة من حقول ظهرت بها الإصابة أو حدوث أمراض معينة سواء للإنسان أو الحيوان من التغذية على تلك الحبوب.هل الصنف المقاوم يظل مقاوم للأبد وما هو موقف الأصناف المصرية؟
من الفرضيات الثابتة أن مقاومة أي صنف ليس لها صفة الثبات المطلق ومن المعلوم مسبقا لدى المربى ومسئول الأمراض أن هذه المقاومة سيتم كسرها ولو بعد حين. وسيظل الصراع قائم بين الباحث والمسبب المرضى إلى أن تقوم الساعة وهذه إرادة الخالق سبحانه وتعالى، حيث يقوم المربي باستنباط أصناف مقاومة ويقوم المسبب المرضي بتطوير نفسه وإنتاج سلالات مرضية أكثر عدوانية وأشد ضراوة. كما أنه من فضل الله لا يمكن للمسبب المرضي أن يكسر مقاومة جميع الأصناف في موسم واحد ومن هنا تتضح أهمية السياسة الصنفية للإحداث التوازن وتجنب حدوث وبائية للمرض وهذا ما حدث في العام الماضي.وكان موقف الأصناف المصرية مطمئن وهناك تباين كبير بين الأصناف في درجة حساسيتها. فمن بين أصناف قمح الخبز كان هناك الصنف سدس12 حساس جدا ثم يليه الصنف جميزة 11 وشندويل1 في الحساسية (وتم التنبيه من خلال السياسة الصنفية بعدم زراعتهم بالوجه البحري) ثم الأصناف مصر1 ومصر2 وجميزة 12 وسدس14 لديها مستوى من المقاومة جيد. أما الأصناف، جيزة 168 وجيزة 171 وسخا 94 وسخا 95 فهي أصناف عالية المقاومة جداً، والأصناف مصر3 وسخا 1001 فهي أصناف لم يسجل عليها أي رد فعل للنبات للتفاعل مع المسبب المرضي ومن الممكن أن نقول مجازاً منيعة( مع التحفظ على لفظ منيعة) حتى وقتنا هذا.
ما هو دور قسم بحوث القمح والجهات المعنية في المرحلة الحالية والمستقبلية؟
يجب إن يكون دور قسم بحوث القمح وقسم بحوث أمرض القمح والإرشاد الزراعي في المرحلة الحالية متمثلا في التوعية والتنبيه والتحذير من خطورة المرض والتعريف به وكيفية تميزه والحرص على اكتشافه مبكرا حالة ظهور الإصابة وتوعية المزارعين بكل السبل المتاحة. كما يجب التنبيه بعدم استخدام المكافحة الكيماوية إلا حال ظهور المرض لا قدر الله. كما يجب التنبيه على استخدام المبيدات الفطرية الموصى بها من وزارة الزراعة (مرفق صورة بالمبيدات الموصى بها) من مصادر موثوق بها .ومن المعلوم أن تداول المبيدات قد يساهم بشكل كبير في زيادة الإصابة لعدم الأمانة وإعطاء مبيدات غير موصي بها في ظل غياب الرقابة، بل وصل الأمر في بعض الحالات بالرش بمبيدات حشرية.
قمح
الدكتور صادق الشيمى أستاذ النباتات بمركز البحوث الزراعية